عمر البشير و ( معشر الحمير ) !

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 08:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-07-2014, 02:12 PM

عبد المنعم سليمان(بيجو)


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر البشير و ( معشر الحمير ) !

    عبد المنعم سليمان

    تحكي قصة الكاتب التركي عزيز نيسين : (آهٍ مِنّا نحنُ مِعشر الحمير) ، عن حِمارٍ كان يعيش وحيداً في غابةٍ ، وفي يومٍ ما ، وفيما كان يلهو ويأكل ، جاءته نُسيمات تحذره من رائحة ذئبٍ يقترب ، لكنه أقنع نفسه أن الرائحة ليست لذئب ، وكلما اقتربت تلك الرائحة كان يجد تفسيراً مُطمئناً لها ، فمرةً يقول أن الصوت ليس صوت أقدام ذئب ولا الرائحة رائحته ، وأخرى ، يتذكر أنه – ومنذ مدة - صار يرى القطط ذئاباً في أحلامه ، وعندما اقترب الذئب منه حقيقة ، قال : حتى لو كان ذئباً فهو إن شاء الله ليس كذلك ، ولما أمسك به وحس بأنفاسه ولعابه ، أغمض عينيه ، وقال : أعرف إنك لست ذئباً ، ولكن ما أن غرز الذئب أنيابه في ظهره ، حتى صرخ متألما : آه .. آه إنه ذئب فعلاً ، وهكذا لم يبق من الحمار سوى النهيق عبر الزمن .

    بلا شك إنها قصةً فكِهة وتستحق التأمل ، ومع ذلك فإنني أرهن على أنها حال (حُكيت) في بلادنا هذه الأيام لن تجد من يصيخ لها ، ناهيك عن تحظى بمن يتأملها ، فبلادنا - والحمد والشكر لله وحده – تزخر بسياسيين ، يعتبر (حمار) القصة بالنسبة إليهم نابغة وعبقري.

    فحمار عزيز نيسين توصل للحقيقة بعد أن غرز الذئب أنيابه في رقبته ، بينما سياسيونا يُنكرون الحقيقة ، رغم أن (الذئب) المُفترس (وثب) عليهم ، وغرز أنيابه المسمومة في رقابهم مراتاً ومرات !

    وأمس جلس (معشر السياسيين) - إياهم - أمام (الذئب) الذي سمّى وليمته بـ (مؤتمر الحوار الوطني) طمعاً في أصطياد المزيد من الفرائس والطرائد ، خاصة وأنهم أتوا إليه وهم يتنافسون ، وكأني بأي أحد منهم يحاول إقناع الذئب أنه الأحق بأن يصبح وليمته المفضلة والشهيِّة ، فقال (كبيرهم) : أن لحمه (طري) وسهل الهضم لأنه تربى على أكل الأعشاب الطبيعية الغضة ، بينما تفنن الآخرون في إظهار خضوعهم وتجملوا في إظهار محاسنهم أمام الذئب ، حتى أن أحدهم فرط (استحماره) ، وبعد أن أخرج ذيله وهزه ذات اليمين والشمال ، ورفعه إلى أعلى ثم خفضه إلى أسفل ، ورفع أُذنيه إلى أعلى كي يراه (الذئب) جيداً ، نهق بعدها نهقة داوية مطالباً إخوته في القاعة أن يؤدوا أمام الذئب قسم الولاء ! وهذا بلا شك مبلغاً (حمارياً) بئيسا يستحق البحث والمتابعة من علماء (علم سلوك الحيوان) ، لأنه ومنذ أن فارق (أبونا آدم) الجنان العليا إلى الحياة الدنيا ، وحلق (غراب) هابيل في الهواء ، لم يحدث أن أقسمت (فريسة) على تقديم نفسها بكامل وعيها وإرادتها وليمة لحيوان مفترس !

    وشخصياً لست مصدوماً مما حدث بقاعة الصداقة أمس ، فلم تُخيب تلك الأحزاب الكرتونية ظني بها وبقادتها ، كما أنني لا أثق بأي موقف حزبي مُعارض (بالداخل) ، سوى موقف (الحزب الشيوعي) الذي أثبت مواقفاً وطنية وإنحياذاً لقضايا الجماهير بعيداً عن مهرجانات العي والغي والنهيق ، وثقتي تمتد لبعض (الشخصيات) في قوى الإجماع الوطني على رأسهم الأستاذ فاروق أبوعيسى.

    لكل ما ذكر فإن مقالي هذا لا أكتبه تحت تأثير الصدمة ، بل تحت وقع الخيبة ، تلك الخيبة العلنية لبعض الأحزاب المُسماة بالتاريخية – و يا لبؤس تاريخنا - إذ أن قادتها كانوا يتحدثون أمام عمر البشير وكأن لا شيئ قد حدث ببلادنا ، وكأننا ننتقل من يوم إلى يوم آخر بنعومة وانسياب ، أو أننا ذهبنا إلى العمل ثم عدنا إلى البيت ، لا أحد مات ، ولا وطن قُسِّم، ولا بعض أجزاءه مُحتلة، ولا مؤسسات دُمرت ونُهبت ، ولا جيش خُرِّب ، ولا عدالة سقطت ، ولا بلد سرقت ، ولا ضرع نضب ، ولا زرع جف ، ولا رجالاً واطفال ذبحوا وقتلوا وشردوا ، ولا نساء أغتصبن ، ولا دارفور حُرقت ، ولا جبال النوبة دُمرت ، ولا النيل الأزرق حُطمت ، ولا الشرق جاع ، ولا حرب أهلية قُدِّمت !

    كل هذه الجرائم تم الهروب منها ، فاجتمعوا بالذئب ، وكأنهم نواب في البرلمان السويسري يريدون تمرير قرار ، وحتى عندما تحدثوا عن المهددات الأمنية التي تحدق ببلادنا لم يتطرقوا لأكبر وأخطر مهدد لحاضر ومستقبل البلاد ، مع أنه كان يجلس بينهم بل ويوزع عليهم الفرص ، إمعاناً في إذلالهم ، وإعلاناً لخستهم وجُبنهم !

    لا تحزن عزيزي القارئ ، ولا تبتئس ، فما حدث البارحة ما هو إلاّ كشفاً للمستور ، فكما قسموا البلاد إلى شمال وجنوب ، هاهم يقسمونها الآن إلى قسمين جديدين (يمين) و(يسار)، يمين العنصريين من (معشر الحمير) ، ويسار الفقراء والمُهمشين من (حركة الجماهير) ولك أن تختار؟

    أطرف ما نُقل لي عن مهزلة الأمس من خلال صحفي كان حاضراً وقائعها ، وبـ (أنفه) الصحفي بالغ الحساسية ، قال لي : إن القاعة كانت تفوح منها رائحة الكولونيا ، فقلت له : وماذا تريد أن تشتم من جثث الموتى؟

    [email protected]
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de