|
علي الطريقة المصرية بقلم عبدالله علقم
|
(كلام عابر)
كتب السيد إسلام عيسى،وهو صحافي مصري مغمور،في صحيفة "أخبار اليوم" الأسبوعية الصادرة في يوم 10 يناير 2015، كتب تحت عنوان(السرقة على الطريقة السودانية)..جاء فيه: (كشفت مباحث الجيزة لغز سرقة مدرسة الأورمان للغات بالدقي وتبين أن 3 لصوص سودانيين وراء ارتكاب الواقعة.. وأثناء التحقيقات اكتشف رجال المباحث أن ثلاث سودانيين سابق اتهامهما في عدة قضايا سرقة وراء ارتكاب الواقعة وأنهما تخصصا في ارتكاب وقائع سرقة المتاجر باسلوب كسر الباب وكسر الخزائن الحديدية..وتمكن معاون المباحث من ضبط لصين من المتهمين،وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة بالاضافة لارتكاب وقائع سرقة متاجر وارشدوا عن مكان اخفائهم المسروقات بمنزل أحدهما وأقرا بهروب المتهم الثالث إلى السودان..). كانت صحيفة "أخبار اليوم" فتحا جديدا في الصحافة العربية ومدرسة صحفية رفدت الصحافة المصرية والعربية بعدد كبير من الصحافيين المرموقين داخل وخارج الديار المصرية.اعتمدت على طريقة جديدة جذابة في الاخراج والمقالات والأعمدة القصيرة وكثير من الإثارة، وزين صفحاتها على مر السنين، بجانب مؤسسيها التوأم علي ومصطفى أمين، عمالقة الكلمة العربية مثل محمد حسنين هيكل ومحمود السعدني وأنيس منصور وصلاح حافظ وإحسان عبدالقدوس وأحمد رجب وعبدالرحمن الشرقاوي ومها عبدالفتاح،وكثيرون غيرهم، وكانت الأوسع انتشارا من بين كل الصحف العربية.كانت صفحة أخبار الحوادث والجرائم فيها مقروءة أكثر من غيرها بما فيها من تشويق وإثارة.في مجملها كانت "أخبار اليوم" قمة صحفية عالية بغض النظر عن طرحها الذي كان وما زال محصورا في مفهوم الفرعون الإله، ويتخذ جانب الدولة التي آلت إليها ملكية الصحف منذ تأميمها جميعا في مايو1960. كان تأميم الصحافة المصرية وإخضاعها لسيطرة الدولة آنذاك يجسد طبيعة المرحلة وينسجم تماما مع روح الحكم الشمولية. ثم تراجعت "أخبار اليوم" خاصة في السنوات الأخيرة وفقدت كثيرا من زخمها وريادتها مثلما ضمرت قيمتها الصحفية مع قدوم التحولات الاجتماعية والفكرية وثورة الاتصالات والصحافة الالكترونية، حتى مهنيتها المتميزة نفسها تآكلت كما يبدو من ذلك الخبر المذكور الوارد في صفحة الحوادث. لم يكن الخبر سيئا في صياغته المغيبة للمعنى ولا حافلا بالأخطاء اللغوية فحسب، لكن عنوانه لا يعكس مضمونه الفعلي. ليس هناك في العالم طريقة سرقة بعينها ترتبط بشعب من الشعوب أو بلد من البلدان تكون ملكا حصريا لأهله، ولم يبتكر السودانيون أسلوبا للسرقة يميزهم علي غيرهم من السراق،سواء كان السراق مصريين أو غيرهم، هذا فضلا عن أن السودانيين كشعب لم يعرفوا بالسرقة والنصب والنشل والسطو والفهلوة والحداقة على النحو الذي يتكرر في الأفلام السينمائية والمسلسلات. وإذا افترضنا أن هذا الخبر مجرد اجتهاد فردي، فليس من المهنية في شيء أن يفوت العنوان والصياغة والمضمون على إدارة التحرير والمصححين. مؤسسة "أخبار اليوم" العريقة المحترمة بكل تأكيد ليست مؤسسة موبوءة بداء التعالي الجاهل الذي يسكن بعضهم أو كثير منهم..."إفتراء على الطريقة المصرية"..الذي يستهدف للاسف السودانيين دون غيرهم.رغم ذلك،مصر وشعبها على العين والرأس، ولا بد للسودان ومصر في المستقبل من نهج التواصل المتكافيء الذي يقوم على أسس استراتيجية عقلانية تمليها المصالح المشتركة المتحررة من إسار التاريخ. قبل الختام: نشرت وزارة الاسكان المصرية في نفس صحيفة "أخبار اليوم" إعلانا عن تأجير عدة آلاف من المدافن "الفاخرة". نسأل الله ألا يأتي حين من الدهر في بلادنا يفقد فيه الميت(ترف) الحصول على المدفن المجاني. )عبدالله علقم( mailto:[email protected]@yahoo.com
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
|
|
|
|
|
|