علامات التطرف الاسلامي .. بقلم نوري حمدون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2016, 02:29 AM

نوري حمدون
<aنوري حمدون
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
علامات التطرف الاسلامي .. بقلم نوري حمدون

    01:29 AM April, 11 2016

    سودانيز اون لاين
    نوري حمدون-الابيض-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    = خرج التطرف الاسلامي من عباءة الاسلام عندما نشات الرغبة عند المسلمين الاوائل في ايجاد تشريعات اضافية تتوافق مع تشريعات الاسلام . حيث ان سكوت الاسلام عن بعض الاشياء و اجماله الحكم في بعض الاشياء هو الذي ادى الى ظهور التشريعات المضافة . . و كانت تلك بداية ظهور جماعة الفقهاء . التشريعات المضافة هي كل ما لا يوجد في النصوص الصريحة و الصحيحة من القرآن و السنة مثل فرض النقاب و تحريم الاختلاط . و لاشك ان السنة مصدر للتشريع .. ولكن الصحيح ايضا ان السنة الصحيحة القطعية الثبوت تكون مصدرا لتشريع احكام الحرام و الفرض فقط .. بينما تصبح السنة غير قطعية الثبوت مصدرا لتشريع احكام المندوب و المكروه فقط . السنة الغير قطعية الثبوت هي التي كانت السبب وراء التشريعات المضافة خصوصا عندما تستنبط منها احكام التحريم او الفرض و هما من الاحكام الاجبارية . و في البداية كان واضحا للجميع ان الفقه ان هو الا عمل بشري ناتج عن التفكر و الاجتهاد في النظر بالعقل لاستنباط احكام لا يجب ان توصم بانها الهية بحيث يعاقب تاركها . و لكن في النهاية تحول هذا العمل البشري الى تشريعات الهية يعاقب تاركها بالتكفير و بالقتل في آخر المطاف . التشريعات المضافة كانت من الكثرة و التنوع بحيث انها انتجت العديد من المدارس و المذاهب و الطوائف بعضها معتدل و بعضها متطرف و البعض الاخر شديد التطرف و هو ما نريد ان نحدد ملامحه في هذا البحث الموجز . لقد انتبه العالم كله في الربع الاخير من القرن العشرين الى وجود جماعات تنتشر في بقاع مختلفة من العالم تنشر العنف و الارهاب يجمعها شئ واحد هو التطرف الاسلامي . و دائما كان اول ضحايا التطرف الاسلامي هم المسلمون العاديون . و منذ ذلك الحين بدأت حرب العالم – بما فيه العالم الاسلامي - ضد التطرف الاسلامي . نستطيع القول - في هذه العجالة - ان التطرف الاسلامي قد بني على الاركان السبعة التالية :
    1- التحريم بالاجتهاد :
    = الرغبة في الحفاظ على الصورة المثالية للاسلام في البداية كانت وراء التشدد في التشريعات بالاتكاء الدائم على حكم التحريم .. مثلا .. تحريم حلق اللحية و تحريم لبس الذهب و الحرير للرجال . و التوسع في المحرمات بهذا الشكل يعني اننا ننتج احكاما بشرية يتم فيما بعد اعتبارها احكاما الهية . وتزامن ذلك مع اتباع منهج سد الذرائع الذي كان يهدف الى منع المسلمين من التهاون في الالتزام باحكام الاسلام . فسدا للذرائع يتم تحريم الموسيقى و الغناء و الرقص .. و سدا للذرائع يتم تحريم التصاوير و التماثيل .. و هكذا . و كثيرا ما يكون سد الذرائع بتحريم المباح . يرى المتطرفون انه كلما ارتفع سقف المحرمات كلما كان ذلك سدا للذرائع القادمة امام الكفرة المشركين و الزنادقة المنافقين و من ضعاف المسلمين .
    2- تقديس رموز الماضي :
    = مع مرور الزمن اصبح للدين ثوابت . الرغبة في الحفاظ على ثوابت الدين ادت الى تقديس رموز الماضي من غير الانبياء و الكتب السماوية و دور العبادة . فالمقدس من المسلمين ليس النبي فقط و انما ايضا الصحابة اجمعين . و المقدس من الكتب الاسلامية ليس القران فقط و انما ايضا صحيح البخاري مثلا . و المقدس من الاماكن الاسلامية ليس الكعبة فقط و انما قبور الاولياء و الصالحين اجمعين . و تلازم التوسع في فضاء التقديس مع رفض استخدام العقل في الحكم على الثوابت و الرموز المقدسة . و انتهى كل ذلك الى القول ان باب الاجتهاد قد قفل . و في النهاية صارت الخلافة التي هي شكل من اشكال الحكم عند العرب .. و صار منهج السلف الذين هم بضعة اجيال من الناس .. صارا اثنين من اهم ثوابت الدين .
    3- الوصاية على المسلمين :
    = و لا شك ان التطرف في المحافظة على الثوابت يؤدي الى التمرد على ثوابت المتطرفين . و في التاريخ الاسلامي كانت رغبة المتطرفين في منع الخروج على ثوابت الدين .. كانت هي السبب وراء الوصاية على المسلمين من عوام الناس . و تقوم الوصاية على القول بان علماء العلوم الدينية هم وحدهم الذين يملكون الفهم الصحيح لامور الدين من خلال التدريس و التاليف و الفتوى . و تظهر الوصاية عندما يسيطر اهل المذهب الاسلامي المعين على مقاليد الحكم .. فهم حينئذ يطبقون الشريعة بحسب مذهبهم دون الرجوع للمذاهب الاخرى .. لان المذاهب الاخرى في رايهم خارجة على ثوابت الدين .
    4- الاكراه في الدين :
    = و بالطبع فان المسرح لم يكن حكرا على المتطرفين وحدهم .. فهناك المسلمون المتمردون المخالفون الذين كانت لهم اراء اقل تطرفا . ظهور طائفة المسلمين المخالفين و التي هددت مكانة الاسلام المتطرف كانت وراء ايمان المتطرفين بمنهج فرض الدين . لان طائفة المسلمين المخالفين بدات تتحدث عن فهم مختلف للثوابت و بدات تتعامل بدون تقديس مع الرموز المقدسة . و كانت القاعدة في بدايات التاريخ الاسلامي ان الطائفة التي تجد نفسها صاحبة السلطة الدنيوية الاقوي هي التي تقوم بفرض مذهبها الديني على المخالفين . فنشا في تلك الفترة جهاز ردع المخالفين من اجل حماية ثوابت اسلام المتطرفين و السلاطين .. ذلك الجهاز الذي عرف باسم (الحسبة) حينا و حينا اخرى باسم (جماعة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر) و القائم على اجازة استخدام القوة باشكالها المختلفة للاكراه في الاسلام المتطرف . للمحتسب سلطة تنفيذية في منع شخص او جماعة عن اداء عمل ما يرى المحتسب انه من المنكر .. مثل اغلاق المحلات التجارية اثناء الصلاة .
    5- تكفير المسلمين :
    = و لتسهيل مهمة القضاء على المسلمين المخالفين بدأ المتطرفون في العمل بمنهج تكفير المسلمين المخالفين و ذلك عبر التوسع في مفهوم (الردة) الذي ما عاد يعني محاربة المجتمع عبر الاضرار به بالقول و الفعل فقط بل ايضا بمخالفة ايا من ما يسمى بالثوابت التي ضمتها قائمة كانت تزداد طولا جيلا بعد جيل مع ازدياد طول قامة التطرف الاسلامي . تاريخيا ارتبطت الردة في عصر الخلافة الراشدة بان المرتدين يقومون باعمال تآمرية و تخريبية ضد الدولة . و صارت الردة عند المتطرفين الاسلامين تعني انكار ثوابت الاسلام المتطرف حتى و لو لم تصحبها اعمال تخريبية .
    6- محاربة الاخر المختلف :
    = مثلما شهد المسرح وجود المسلمين المختلفين فقد شهد ايضا وجود غير المسلمين من اهل الكتاب و المشركين . يقوم التعامل مع المختلف من غير المسلمين في مذهب التطرف الاسلامي على حرب الابادة . فالمختلف من غير المسلمين هو الكافر حتى و لو كان من اهل الكتاب . فالكفر كانت الكلمة السحرية التي ادت الى غزو المسلمين العرب للشعوب التي كانت تقطن المنطقة الممتدة من الصين و حتى تخوم فرنسا . و كانت جريمتهم الوحيدة انهم غير مسلمين . و تم التاصيل لتلك الغزوات و الحروب بانشاء مبدا الولاء و البراء الذي جعل بلاد المسلمين دارا للسلام و غيرها هي دارا للحرب التي يفضل ان تنتهي بالابادة بحسب ما تحكيه لنا كتب التاريخ .
    7- رفض حقوق الانسان :
    = حقوق الانسان تقف على النقيض من التشريعات المضافة و التي تم صنعها و تقديسها بواسطة التطرف الاسلامي . التشريعات المضافة مثل قفل باب الاجتهاد و مثل الردة .. و مثل غزو الشعوب لاكراهها علي التطرف الاسلامي .. و مثل مبدا الولاء و البراء .. جميعها ليس لها اي حظ في وثيقة حقوق الانسان . و لذلك وجب عند المتطرفين الاسلاميين وصم حقوق الانسان بالكفر و الالحاد خصوصا بعد ان وافق عليها الملحدون و العلمانيون و اللادينيون من كل مكان في الكوكب .و اذا راى البعض ان هناك نصوص لتشريعات في القران الكريم تتوافق مع حقوق الانسان فان دعاة التطرف الاسلامي يسارعون للتوضيح بان هذه النصوص منسوخة و يمنعون العمل بموجبها . و يكفي ان نعلم ان اية واحدة تدعو للقتال قد جعلها التطرف الاسلامي ناسخة لاكثر من مائة اية تدعو للتسامح . التطرف الاسلامي يقف امامنا .. اذن .. عدوا شرسا لحقوق الانسان .. و يدعي بانه محفوف بالعناية الالهية .
    = بهذه الاركان السبعة انطلق التطرف الاسلامي عبر القاعدة و بوكو حرام و داعش و غيرها في هجمات عدائية ضارية ضد كل ما هو مخالف لهم في اركان الدنيا الاربعة . و على دعاة التعايش و السلام في العالم من المسلمين و غير المسلمين التوحد لمجابهة تلك الهجمات . و اولى الاسلحة المطلوبة لصد ذلك الهجوم هي معرفة علامات التطرف الاسلامي . فمن وجدته يكثر من احكام التحريم و يضم علماءه و كتبهم الى قائمة المقدسين و يعتبر نفسه وصيا على المسلمين فيجبرهم على التزام اوامر الدين مع ابدائه العداوة الشديدة لكثير من المسلمين و لجميع من هم من غير المسلمين .. و وجدته يعارض حقوق الانسان مثل حرية التعبير و الاعتقاد و مثل المساواة في الحقوق و الواجبات بين الجنسين فاعلم انه عنصر فاعل من عناصر التطرف الاسلامي . و للاسف .. فان التطرف الاسلامي هو المكون الاكبر للتاريخ الاسلامي و هو ايضا المكون الاكبر للتراث الاسلامي .. لان التطرف الاسلامي في بداية الامر قد خرج من عباءة الاسلام الطاهر .. و لكنه في نهاية المطاف تدثر بثياب السلاطين القميئة .
    ----------------------------------------------------------------------------------
    علامات التطرف الاسلامي .. بقلم/ نوري حمدون
    ----------------------------------------------------------------------------------




    أحدث المقالات

  • الحبوبة -- امدرمان وذكريات زمان مختارآت من كتاب امدرمانيات بقلم هلال زاهر الساداتي
  • جامعة الخرطوم للبيع... أيها السودانيون! بقلم عثمان محمد حسن
  • الفلسطينية ... إلى أين؟ بقلم ألون بن مئير
  • اللجان الوطنية للقانون الدولي الانساني ما هي وما طبيعة عملها بقلم د محمود ابكر دقدق
  • قناة الجزيرة.. والسودان..! بقلم الطيب الزين
  • السودان: المراحل المبكرة لمعنى الاسم ودلالته 2 بقلم احمد الياس حسين
  • مرور عام علي الحرب في اليمن فشل التدخل المذهبي تصاعد الازمه الانسانيه بقلم دالحاج حمد محمد خيرا
  • في ذكري الشهيد ميرغني محمود النعمان شهيد جامعة سنار لسنة2000م والذي
  • مني السلام..............!!بقلم توفيق الحاج
  • ما زال كلب الحر فاقداً البوصلة! بقلم عثمان محمد حسن
  • ليس بعيد للحي .. بقلم عمر الشريف
  • شكراً الرشيد.. لكن! بقلم كمال الهِدي
  • ( ماعندها قشة مُرة) بقلم الطاهر ساتي
  • حكاية بلا بداية ولا نهاية قبل الكتابة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • مدينة بارا الجزء الثالث من مذكرات سيد الحاج
  • التحدي الذي يواجه الصحافيون فى البرلمان!! بقلم نبيل أديب عبدالله
  • التحدي الذي يواجه الصحافيون فى البرلمان!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • وداد بابكر مضوي و تهاني عبد الله عطية وزيرة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات بقلم جبريل حسن احمد
  • أنصارد. النعيم د. ياسر نموذجاً الأستاذ محمود ودعوته الأخيرة (أ) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود
  • طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (107) بقلم د. مصطفى يوسف
  • الاستغلال والاحتكار وانفلات الأسعار بقلم نورالدين مدني
  • تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ مدد يا مصر الكنانة
  • مع الدكتور الزهار بعد لقاء الدوحة بقلم د. فايز أبو شمالة
  • .. وبدأت المرحلة الأخيرة من تصفية الثورة السورية بقلم موفق السباعي
  • كفوا عن اتهام فخامة الرئيس بقلم سميح خلف























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de