علاقة السودان بإيران.. التوازن المُختل خالد الاعيسر

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 06:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2014, 00:06 AM

خالد الأعيسر
<aخالد الأعيسر
تاريخ التسجيل: 09-23-2014
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
علاقة السودان بإيران.. التوازن المُختل خالد الاعيسر


    طوال الأيام الماضية درج الناس على أن يتحدثوا «العامة منهم والخاصة» في قرار الحكومة السودانية وأمرها بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في السودان، القرار الذي أثار الكثير من اللغط في أبعاده الفكرية «الدينية» من جهة والسياسية «الإستراتيجية» من جهة اخرى، لاسيما أن الكثير من الناس تعامل معه بالحمية العامة بدون النظر الى جوهر مضامينه.
    المؤكد أن الأمر في مجمله يحتاج إلى معالجة بعيدة عن الإثارة، يقوم أهل الدعوة بإيصالها وتبليغها بالطريقة التي لا تستعدي الأمة الإسلامية بعضها على بعض، وتحافظ على المصالح الوطنية الإستراتيجية، بمخاطبة الإيرانيين في نطاق ضيق وسري «ينتج قراراً صحيحاً بإخراج جيد». وحتى لا يأخذ الناس الأمر كلا من مظانه ليعيبوا بعضهم بعضا، بما يراه كل فرد من واقع اعتقادات لها مداخل من الدين، خاصة أن الأمة الإسلامية مثقلة بالجراح وبها ما يكفيها من أزمات، وليس للسودان «على مستوى الدولة» أن يعادي أحداً، والأصل في الإسلام، وفي أمر الدولة، ألا تعادي أحداً ما لم يبدأ هو بالعداوة ويظهرها، فضلاً عن أن يكون هذا المستعدى ممن ينتمون إلى الإسلام بمدخل من المداخل أيا كان.
    ومن حكم الإسلام أيضاً في معالجة قضايا مماثلة في التاريخ الإسلامي قصة خروج الخوارج على سيدنا علي بن ابي طالب «كرم الله وجهه»، حيث طلب منه ابن عباس أن يدعه يجادلهم بالقرآن والفكر، فاستطاع أن يرد اعدادا غفيرة منهم، نظراً لالتباس كثير من الأفهام، والتباس الأفهام في كثير من الأحيان يؤدي بصاحبه، سواء أكان على مستوى الفرد أو الجماعة التي يقودها، الى التهلكة من غير وعي.
    المطلوب في مثل هذه الأمور أن يترك الشأن لأهل العلم من العلماء الربانيين الذين لا يبتغون إلا وجه الله ورضاه، واتباع سنة رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) بدون تجيير الفتاوى لأي جهة أخرى.
    الحقيقة ما كان ينبغي للدولة السودانية في بادئ الأمر ومن الأساس أن تتيح مجالاً لهذا العمل المخالف لمذهب غالبية أهل السودان، «إن لم نقل جلهم» لأنه وبدون اي اجتهاد واضح أن هذا الفعل سيؤدي إلى كثير من المشكلات؛ لأن هنالك الكثير من الاختلافات التي يراها البعض أنها اختلافات «عقدية» ما بين الشيعة والسنة، ويراها البعض الآخر أنها اختلافات فرعية لا تمت إلى أصول الدين في كلياته، ولكن أيا كان الأمر نحن في السودان كنا ولا نزال في غنى عن أن ندخل في خضم صراعات كهذه، من شأنها ان تفت عضد المجتمع وتدخله في أمور قد تحدث أبعادا من الفتن الدينية والعداوات غير المبررة مع دولة إسلامية لها سهمها في دعم السودان، ولو أنه دعم محدود نسبيا مقارنة بما يمكن ان يجنيه السودان من أشقائه الخليجيين.
    هذا عوضاً عن ان هناك شرائح يمكن ان تتقاتل بالسودان على خلفية هذا الاستقطاب، وهناك مؤشرات كثيرة تقول ان هناك جماعات سودانية اخذت تعبئ بعضها تجاه بعض وتظن أن الدين كله هو ما تعتقده، كجماعات المتصوفة والجماعات السلفية بأشكالها المختلفة، فهؤلاء اصبحوا طرفي نقيض يعبئ كل منهما أنصاره ضدّ الطرف الآخر من غير روية، ومن غير علم ومن غير تحسب لما يمكن ان يحدثه هذا الأمر في ما بعد من إشكالات مستقبلية تصعب معالجتها.
    اللافت للانتباه أن الموقف الايراني اتسم بالعقلانية والروية في افادات المسؤولين الذين أكدوا أن قرار الإغلاق اتخذه السودان تحت تأثير ما سموه «استفزازات من بعض المجموعات المشبوهة داخل السودان، والمجموعات المتطرفة في المنطقة العربية، في وقت يواجه السودان صعوبات اقتصادية وسياسية»، وهذا بالضبط ما ذكرناه في صدر المقال، غير أن الإشارة للصعوبات الاقتصادية والسياسية التي يعنيها الايرانيون تحمل دلالات ايحائية لخصوم إيران من الخليجيين الذين أبدوا تحفظات على شكل العلاقات الإيرانية السودانية.
    يبقى الأمل معقودا على بروز حنكة «سودانية» مستقبلا تتوخى حلولاً لكل مشكلات السودان، بدون اندفاع وارتداد، على أن تستصحب هذه الحنكة التوازن المختل بين البعدين السياسي والفكري في العلاقات السودانية الإيرانية، لتجاوز هذا المطب، بما يفي ومصالح كل طرف، لا سيما من الجانب السوداني، لأن الإيرانيين ذكروا أيضا بأنهم متأكدون من أن الحكومة السودانية لن تسمح لمجموعات لا تريد الخير لايران والسودان ان تقوض شكل العلاقات بين البلدين.
    من الضروري التذكير بأن مسلمي السودان «السنة» لم يتاثروا بعشرات الكنائس المنتشرة بطول البلاد وعرضها منذ أمد بعيد، فكيف لهم أن يتأثروا بثلاثة مراكز ثقافية إيرانية حديثة العهد؛ إذن الأمر فيه قولان ويحتمل التأويل والتهويل، ولكننا دونما أدنى شك نرى فيه خيرا كان يمكن أن يكون خيرين لو غلب اتزان كفتي الميزان؟
    صحيفة القدس العربي - الثلاثاء 23 أيلول (سبتمبر) 2014























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de