دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عقدة التماهي بقلم منصور محمد أحمد السناري – بريطانيا
|
أزمة الهوية في السودان قد دار حولها جدل كثير وسط المثقفين السودانيين، خاصة بعد وصول الاسلامويين للسلطة و محاولتهم فرض نموذج أحادي للهوية. و قد اختلف حولها المثقفون اختلافا بينا، خاصة فيما يتعلق بصلتها بالأزمة السياسية في السودان. فبينما يرى أستاذ علم الإجتماع الدكتور/ حيدر إبراهيم أن موضوعة الهوية وهم أو ترف ذهني خلقه المثقفون، باعتبار أن المدخل لمعالجة الأزمة السودانية هو حقوق الانسان، و ليس الهوية، يرى الدكتور/ الباقر العفيف أن معالجة موضوعة الهوية هي الأساس في حل المشكل السوداني، و سوف تراوح الأزمة السودانية مكانها حتى لو حلت مشكلة التهميش، و لم تحل مشكلة الهوية. و بينما تناولت أغلب، إن لم يكن جل، الدراسات أزمة الهوية في السودان من منظور عام، فإن دراسة الدكتور/ الباقر العفيف "متاهة قوم سود ذو ثقافة بيضاء"، تعتبر هي الدراسة الرائدة و الوحيدة التي انفردت بتناول مشكلة الهوية في الشمال النيلي – الجيلي و حلفا – على وجه الحصر. و يرى الباقر العفيف أن الهوية السودانية "هوية مأزومة"، و أن هناك أسطورة و حقيقة فيما يتعلق بالهوية في الشمال. "الأسطورة هي أن الشماليين عرب، أما الحقيقة فهي أنهم مستعربون. الأسطورة هي أن الشماليين تحدروا من أب عربي و أم نوبية، الحقيقة هي أنهم في غالبهم الأعم نوبة عرقيا، أبوهم و أمهم نوبة، بيد أنهم خضعوا لعملية استعراب و أسلمة فقدت معها مجموعات منهم لغاتها الأصلية. فالشماليون يبنون حياتهم كلها على الأسطورة، و هذا مكمن أزمة هويتهم." من نحن؟ هل من تفسير سايكلوجي للحرب الأهلية: الباقر العفيف. و يدور حديث كثير وسط السودانيين عن رفض العرب لانضمام السودان إلى الجامعة العربية في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، إذ رفض اللبنانيون، و الأردنيون، و العراقيون، و غيرهم رفضاً مطلقاً أن يكون هؤلاء "الزنج" عرباً، و يجلسون معهم تحت سقف واحد. فظل المحجوب المهووس بالعروبة، و معه الأزهري وقوفاً لأيام أمام بوابة الجامعة العربية، لكي يسمح لهم بالدخول، و الذي لم يكن ليحدث إلا بعد ضغط عنيف من الرئيس المصري/ جمال عبد الناصر، ذي النفوذ الكبير وسط العرب حينذاك. و قد شاعت النكتة حينها عن السودان، من أن العرب في الخليج و الصحراء العربية كانوا يقولون" جامعة الدول العربية و السودان." قاد انضمام السودان إلى الجامعة العربية، و وصف السودانيين بأنهم عرب إلى ما أطلق عليه هنا "عقدة التماهي" مع العرب، خاصة وسط النخبة الشمالية المهيمنة على مسار السلطة و الثروة في السودان في دولة ما بعد الاستعمار. و سحبت النخبة الشمالية السودان كله لوهم العروبة هذا. لذلك يتناول هذا المقال "عقدة التماهي" مع العرب عند الشماليين، و انعكاسات تلك العقدة على سلوكهم و فهمهم لأنفسهم، و طريقة تعاملهم مع بقية مساكنيهم في الدولة التي تسمى السودان. و التماهي لغة يعرف بأنه "التقمص للآخر"، أو "التوحد معه". و يعرف في السايكلوجيا بأنه "حالة سيرورة نفسية في تكوين الذات، تبدأ من المحاكاة الشعورية، و اللاشعورية، و تتلاحق بالتمثيل ثم التقمص للنموذج." و يعرفه الدكتور/ مصطفى حجازي في كتابه: سايكلوجية الانسان المقهور، بأنه استلاب الانسان المقهور الذي يهرب من عالمه، لكي يذوب في عالم المتسلط، أملاً في الخلاص. و يرى حجازي أن أقصى حالات التماهي تأخذ شكل الاستلاب التي تأخذ شكل تمثل كامل لقيم و صورة النموذج. و لذلك فالتماهي بهذا التعريف يصل أقصى مراحله في شكل تماثل و تطابق كامل مع النموذج إلى درجة تغييب العقل، و ممارسة الكذب و النفاق. لذلك فباستقلال السودان، و دخوله النادي العربي، بدأت طاحونة التماهي عند الشماليين مع مثالهم العربي في الدوران بلا نهاية. و أخذ هذا التماهي أشكال عديدة: ظاهرة انتحال الأنساب إلى العرب، و إنكار الحقيقة، و تبييض البشرة، و .....إلخ. فالشماليون مثلاً في كل أرجاء الدنيا يوصفون بأنهم سود، لكنهم في الداخل لا يقبلون بوصفهم بالسواد، باعتبار أن ذلك هو لون "العبيد"، و إنما هم "خدر". و هذه كما ذكرت في مقالات سابقة لي مجرد تحايل لفظي، و عملية مغالطة كما وصف ذلك الصحفي/ فتحي الضو في إحدى مقالاته. لقد ذكرنا أن حسن مكي في أحد اللقاءات الصحفية وصف حركة التحرير الجنوبية، و بقية حركات الهامش بمصطلح "الكتلة السوداء"، مما يعني أنه ليس أسوداً. و أن الخرطوم بعد نزوح الدار فوريين إليها قد أصبحت عاصمة أفريقية، مما يعني أنه ليس أفريقياً. هذا هو حسن مكي الأنجلو ساكسون الأبيض البشرة، الأشقر الشعر، المعقوف الأنف، الرفيع الشفاه. و بحسب الباقر العفيف، و بغرض التماهي مع المثال العربي، أصبح اللون الأسود بالنسبة لغالبية، إن لم يكن كل، الشماليين عبء أنثربولوجي يجب التخلص منه بأي طريقة. و بدأت هذه الظاهرة من رفض وصف الشمالي بأنه أسود، ثم امتدت إلى مجالات أخرى. و كما ذكر العفيف أيضاً أن هناك مجال للتعويض أو التخلص من ذلك السواد عن طريق الزواج. لذلك يصبح الشمالي الأسود منذ لحظة الميلاد، و حتى سن النضج يفكر في الزواج من امرأة بيضاء لكي ينجب أبناء بيض بغرض التعويض. لذلك ذكرت في مقالة سابقة بأن كل الحلب الذين دخلوا السودان قد صاهرهم الشماليين تحديداً. و ترى كثير من الشماليين يمازحون الأسود منهم عندما يفكر في الزواج، "بشوف لك واحدة لونها فاتح". لذلك يصبح الزواج هو معضلة الشمالي. لذلك عندما يجد واحدة بيضاء، يبذل كل ما في وسعه لكي يفوز بها. و لا تقف مشكلة الشمالي مع اللون الأسود عند الزواج بامرأة بيضاء، بل يتعداها إلى مدى أبعد من ذلك. فعندما تكون زوجته حامل، يكون هو في حالة هستيرية من أن هل المولود يصير أبيض مثل أمه، أم يصير أسود مثله. و لذلك يكون في غاية السعادة عندما تنجب له زوجته مولود أبيض مثلها، عندها يشعر شعور عميق بالارتياح من تخلصه من لونه الأسود في ذريته. و بلا شك سوف يكون غير سعيد بالمقابل إذا صار المولود أسود، لكنه مع ذلك لا يعترف بهذه الحقيقة. و تستمر ظاهرة تماهي الانسان الشمالي مع المثال العربي، إلى مجالات أخرى: ظاهرة إنكار النسب مع المجموعات الزنجية الأخرى. فكثير من الشماليين لهم مصاهرة مع القبائل الزنجية الأخرى في السودان، لكنهم كثيراً ما يخفون الأصول الحقيقة حتى لا يتهم أحدهم بأن فيه عرق. لذك في إحدى الإجتماعات في أسمرا أن قال الراحل الخاتم عدلان للمعارضين الشماليين أتحداكم أن تذكروا أنسابكم الحقيقية. ذكر الدكتور/ حيدر إبراهيم في المقال الأول من "خسرنا الجنوب و لم نكسب العرب": هذه هي الهوية- الأيديولوجيا التي اخترعتها النخب الشمالية العربية المسلمة، و لكنها لم تكن محكمة و مقنعة خاصة حين اعتمدت على العرق أو الدم. فقد حدث تمازج أضاع بعض السمات الفيزيقية العربية مثل اللون. و هذا ما جعل سودانياً ينتمي إلى أسرة "العباسي" يندهش، يبحث عن الأعذار، حين خذله لونه، فقد صدته فتاة عربية "بيضاء" إذ يبدو أنه أبدى الإعجاب، أو أراد التقرب، فقال في انكسار: "ألا أن السواد يغمرني ليس لي فيه يا فتاة يد ...." و هكذا تستمر المأساة من أجل التماهي مع السيد العربي. و ظاهرة كريمات تبييض البشرة المنتشرة هذه الأيام تدخل كلها في نفس خط سير التماهي مع المثال العربي. و يتواصل الكلام.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة التماهي بقلم منصور محمد أحمد السناري – بريطانيا (Re: منصور محمد أحمد السناري)
|
رمتني بدائها وانسلت !
أولا : قل لي من يحاول الهروب من لونه بالزواج من الشماليين، ثم المصريين واخيرا .. الخواجات بعد موجة اللجوء واللوتري الأخيرة !! ؟؟؟؟ الناس كلها عارفة الاجابة ! ثانيا : أخيرا كشفت عبقريتك عن سبب كان قد حيـّــر كل من كان يستنكر علي من يدعي أصلا عربيا، في حين أنهم يرضعون اللغة العربية من أمهاتهم .. mother tongue والسبب الذي اكتشفته أنت هو : أنهم فقدوا لغتهم الأصلية بسبب عمليات استعراب وأسلمة... لا أدري لماذا لم تدعو وسائل الاعلام العالمية لاعلان اكتشافك الخطير هذا .. يا هذا !!
والسؤال : من الذي قام بعملية الاستعراب والأسلمة تلك . لا بد انها وسائل الاعلام من تلفزيون واذاعة وانترنت .. وما تنسى الواتس.. وسؤال آخر من علمك العربية أنت شخصيا !! يبدو |أن المنظفات (عالية التركيز) تؤثر علي التركيز !!!!!!!!!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة التماهي بقلم منصور محمد أحمد السناري – بريطانيا (Re: عاشميق الأصـــم)
|
المقال يحمل الكثير من الحقائق .. والكاتب يشكر حين أراد أن يضع أزمة الهوية السودانية تحت عنوان ( التماهي ) .. وللحقيقة والإنصاف أنا لأول مرة أسمع بتلك الكلمة .. ونشكر الكاتب على زيادة المعلومة .. وقد قبلنا بذلك الإيضاح الموجز لكلمة ( التماهي ) .. ولكن عندما ندخل في صلب الموضوع نجد أن الكاتب يقع في عثرة غير مقصودة حين يخلط بين الجنسيات الهجينة ( العربية الأفريقية ) في السودان وبين تلك الجنسيات ( العربية الصرفة ) التي ترى نفسها ما زالت على السليقة .. وهي حقائق ثابتة وواضحة للغاية عند دراسة أصول القبائل السودانية .. فهنالك القبائل السودانية الأفريقية التي تزاوجت مع المهاجرين العرب بنسب قد تكون منخفضة جدا في مناطق وعالية جدا في مناطق أخرى .. ومن تلك القبائل قبائل النوبة في الشمال السوداني ، وقبائل الشرق مثل الهدندوة والبجا .. وغيرها من القبائل السودانية الأصيلة التي تمازجت مع العناصر العربية المهاجرة إليها بقدر ما .. وأراك وضعت تلك الجنسيات ضمن المتواجدين تحت عنوان ( التماهي ) .. وذلك الكلام غير سليم .. لأن تلك القبائل الأفريقية الأصيلة ما زالت تتباهى بحضاراتها الأفريقية العريقة مثل الحضارة النوبية .. والتي لا تقل عظمة عن أية حضارة أخرى في العالم .. ولكن هنالك في الساحات آخرون من القبائل العربية الخالصة .. ولا يستطيع أحد أن ينكر تلك الحقيقة .. فهنالك قبائل عربية كثيرة بمسمياتها العديدة متواجدة في السودان منذ مئات السنين .. وهي محتفظة بهويتها العربية بصورة شبه كاملة .. وتلك القبائل أيضاَ لا تدخل في خانة ( التماهي ) لأنها محقة في مواقفها حين تدعي العروبة وحين تركض خلف العروبة .. والآخرون محقون أيضاَ حين يدعون غير العروبة .. وأراك تعيب على البعض من أبناء تلك القبائل العربية بنعوت ( التماهي ) حين تناولت بعض الحروف التي لا تجوز على أمثال الأستاذ حسن مكي والآخرين .. وأنا كاتب هذه الأسطر أقسم بالله صادقاَ بأنني من أبناء الشمال النوبي الذين يتفاخرون بالحضارة النوبية ومع ذلك لا أجد حرجاَ حين يركض الآخرون من أبناء السودان العرب نحو العروبة حسب الانتماء الذي يطيب خاطرهم .. ويشرفني جداَ أن أتواجد في خندق العروبة والإسلام .. لأنه خندق يزيد المرء شرفاَ ومقاماَ ، ويكفي أن النفس تسمو في حمى الإيمان وقد تخلصت من أوزار الوثنية والضلال .. كما يكفي المرء أن يكون في ركب زمر الأفاضل حيث ركب سيد الأنبياء ذلك الرسول العربي ( صلى الله عليه وسلم ) . . . . .
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|