عشر خطوات نحو مصافي النضج الثوري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 03:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-09-2004, 06:53 PM

عبد المنعم سليمان الشهيد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عشر خطوات نحو مصافي النضج الثوري

    مسار القافلة :الحلقة الأخيرة
    5- إعلام الحداثة وحداثة الإعلام

    الإعلام الثوري إصلاح ،وسلاح سلم وسلام ، كما انه حرب لا قتال فيه .لا يتطلب أصلا من إعلام بحجم حركة العدل والمساوة أن تقضي وقتها بنشر كلمات مثل (وتفيد مصادرنا المطلعة ) التي يرددها الأخ إبراهيم إدريس ازرق بموقع الحركة على شبكة المعلومات . أو كتابة بيان شاعري مطول ينبض بالرومانتيكية والضوضاء في مقارعة عدو يملك مقدرات ومؤسسات بحجم دولة .

    .والناس ينتظرون الطرق على الجوهريات من القضية في أسلوب حداثي ذات إقناع فكري و وبتعبير منطقي يكتب له الدوام . ولا يضير الثورة أن يقع (ما يفيده مصادركم ) من وهم وتوقع وتلك قضايا من شان واختصاص أقسام أخرى كالإعلام الأمني مثلا أو الإعلام السياسي . لكن ليس جل اختصاصات إعلام الحركة المركزي .

    الإعلام اليوم صناعة في عصر صناعة الإعلام وعصر تسويق الكلمة . وزمن إنتاج المعلومات وتقديمها في شكل مستصاغ . ويتطلب ذلك صناعة مواعين ومنابر – مع تقدير حجم الصرف المادي – مراعية إنتاج الكلمة من تقليد الشعب و إيصال المعلومة مقرءوه سيارة ومسموعة إذاعية ومرئية مشاهد .

    وليس الاعتماد اختصارا على الإطلالة الثورة من تلفزيون ارتريا مجرد لأنها على خلاف مع نظام الخرطوم . وردا كيديا لإطلالة المعارضة الارترية من تلفزيون الخرطوم النظام اللدود لإرتريا . إن المعارضات تصبح ألعوبة في أيدي الأنظمة تكيد بعضها بعض .ليست مفضلة من الثورة الدارفورية أن تسمح بنفسها لتكون في دور ألعوبة الأنظمة الدكتاتورية المتناحرة وتظل تستغل ذلك التناحر.

    و يتطلب الأمر اكبر ما يتطلبه إنتاج انساق جديدة في الثقافة الإعلامية مغايرة لما ظللنا نشهده في البيئات الحزبية السياسية في السودان والإعلام المضلل للشعب الذي تمارسه الدول . إننا جد في حاجة-و إبراهيم وازرق خبير إعلامي- إلى نفخ الروح في تقاليدنا الإقليمية العريقة بما يتفق وروح العصر.

    لا يتطلب من مدير الإعلام الثوري شخصيا إلا أن يكون بالضرورة ناقدا روائيا أو سينمائيا أو مخرجا أو كاتبا. ولا يتطلب منه أن يكون شاعرا أو خطيبا مفوها . لكن الأمر يترجى منه إدارة مميزة للإعلام الحاضر ، يحتوي كل ذلك في فترة الثورة و يكتسب تلك الأنحاء . على منابر تحمل ثقافتنا المطموسة من قبل المستهجنين – وفي جوي حضاري أخاذ.

    ومثلما جاءت الحركة الثورية إنتاج حداثي متقدم في الواقع المجتمعي السوداني -وتلك حالة وعي تجديدي في الدولة السودانية في القرن الجديد- جاءت كل إنتاجها حادثي أيضا في الفكرة والمصطلح والحركية. لكنها تحتاج قفزة جديدة لتطوير تلك التجديديات إلى عمل يكون له أكل اليوم قبل الغد في صحف كتابة أو قناة أو إذاعة.

    فالمصطلحات الجديدة التي دخلت قواميس العمل السياسي اليوم يعود الفضل فيها للثورة في إنتاجها ايجابيا أو إفرازا سالبا من خصومها وتحسب لها. مثل (المهمشين والتهميش ) (اختلال ميزان السلطة ) ( العدل السياسي ) كلها مصطلحات لأدوات إحداثية بلا شك .و كذالك الإنتاج المصطلحي المعاكس لذالك والمتأثر به تأثير سلبييا (كالجنجويد) ( تورا بورا ) كل ذلك يتطلب نسق جديدا في الثقافة الإعلامية لتوظيفه واستعماله خدمة الثورة.

    والسودان المهمش الذي أنتج تلك الحداثيات لجدير وغني بإنتاج ما ومن يوصل رسالة الثورة بالمعلومة المشكّلة في قوالب العصر كما كان قادر أيضا على حماية الثورة بالسلاح.

    إننا في حاجة اكبر أيضا إلى الشرح الثقافي والإعلامي لكثير من المصطلحات قيد الاختلاف في تفاسيرها بين السودانيين والسودانيين الخصوم: كالسودان والهوية والدولة والعروبة والإسلام والوطنية. ولعلى يظل لويسا السادس عشر يكرر فينا انه الدولة والعروبة والإسلام والوطنية. وان دولة بني أمية مقدسة . وان عمالها أبناء الله الانقياء عرقا ولونا ، وان لهم الحق في التخليد والبقاء. وان شيوخ البلاد السلطوين ناطقين باسم الله.

    6- ليس عيبا أن تكون ذا ماضي سياسي

    معظم الثوار في الحركتين منحدرين من خلفيات سياسية وفكرية متباينة – لا عيب ولا مشكلة من ذلك - وربما خاضوا عملا سياسيا فيما مضى لصالح أحزاب شمالية منها: الأمة والحركة الإسلامية والاتحادي الحزب الشوعي وأخريين- من المستحب وقد أكسبتهم خبرة - .

    انه من المفيد جدا العمل في الدولة والأحزاب في وقت ما قبل إعلان ضرورة التغير الثوري – اعني مشاركة فعلية- و ايّما ثورة فاضلة إلا وخرج مؤسسوها من لب الحزب أو الحكومة أو المؤسسة المثار ضدها بعد بلوغ مشعليها النقطة التي عندها تم اكتشاف الحقائق والبراهين التي يحمل ويدعو للثورة . بعد ذلك يصبح مواصلة المشاركة في المؤسسة المثارة ضدها مسالة أخرى!!.

    . وواجب الشراكة والعمل تعطي الدليل الأعمق على شرعية الثورة . وأي عاقل يدرك ذلك.

    ولولا الدخول – إيمانا وإخلاصا أو توظيفا واستخداما مقصود او غير مقصود في الأنظمة والأحزاب والمؤسسات لما أمكن معرفة الخلل . ولما أوجب على طلاب العدالة والمساوة صياغة تصور الثورة الداعية إلى التغير والمقدمة تفصيلا في كتيب (اختلال ميزان السلطة والثروة- الكتاب الأسود ).

    ولولا التقديم الجديد من الثوار والثورة لكنا – ولم نزل- تحت نير الظلم وأقدام الظالميين ما حيينا .ولان المشاركة مع أي خصم بنية الإصلاح -لغرض - يخلق المادة الثورية ويكسب الخبرة في مقارعة الخصم نفسه الذي اأُستدركت جوانبه الخبيثة. وتلك نقطة ايجابية ليست بسلبية.

    وايما رجل في الثورة الدارفورية وكان ذو ماضي حزبي يجد نفسه عاجزا عن إعلان ذلك الماضي لخشيته وخوفه من النقد و الاتهام لجدير بالازدراء .إن الذي يلجا إلى التهرب دوما من ماضيه تحرجا أو خوفا وخشية أو طمعا فانه حتما ليس جدير في مواجهة الحقيقة في حاضره .وأجدر به أن يكون عاجزا (متجابنا) في صياغة مستقبله ومستقبل شعبه.

    إن الذي يعيش ماضيه بصدق وبإخلاص لا يسعه إلا أن يفتخر بذلك الماضي وتلك هي الواقعية المطلوبة في حق الشعب لمن يتقدم قاعدا له ومطالبا بحقوقه. وكل أخطاء الماضي يمكن إصلاحها مجرد اكتشاف المنحنى الذي ألزم تغير المسار. ولا يقوم بذالك إلا من ظل مخلصا لشعبه وصادق مع نفسه.

    لكن الذي يجب إدراكه أن الأمور تتغير عند نقطة استكشاف واجب الثورة . والحق يجب ما قبل ذلك من إثم

    7- لان الثورة أنهت الوجود الحزبي وخاصة لأبناء دارفور

    الذي نكره أن نسمعه هو أن أول رصاصة أطلقتها الثورة في دارفور وبالتحديد في فبراير 2003م أحرقت جميع التكوينات الحزبية في الشمال على كل من قامت الثورة من اجله. وعلى اثر ذلك انتهت صلاحية الوجود الحزبي في السودان فعليا :-

    وأطروحاتها المشاعة وأساليبها وممارساتها ورموزها السياسية وهياكلها الداعية إلى تكريس الشمالي المؤله و اللامساوة بين بني البشر.

    وان أي حمِلْ لأساليب وأشكال طرح القضايا استنادا على تلك الخلفيات السياسية السحيقة من المنتمين سابقا إلى الثورة لاحقا يخلق ازدواجا في التحرك. ويشكل تضارب بين حياتين :- استحضار أسلوب سياسي مدني مستدعى من جهة لصياغة فكرة سياسية ثورية راهنة لعمل ديمقراطي يهدف أساسا إلى تغير جزري لكل أنماط الأساليب المدنية الممارسة في الدولة والأحزاب والمؤسسات المنهية صلاحيتها.

    ولان الثورة وُجدت لمعالجة التراكمات التي خلفتها التبعية التاريخية ومترسبة في الذهنية السودانية والتربية فيما يحكم علاقة الشمال بغيره في الدولة . وكانت الأحزاب والمؤسسات لسياسية والأنظمة مدارس لتعليم فقه التبعية وعقائد الازلال .لكنها ظلت روحا وجسدا من تلك المعاقل حتى اليوم في شكل حكومة الإنقاذ تدافع عن نفسها وأحزاب تحاول تكذب الواقع .

    وان استدعاء قوالب الأنساق القديمة : الثقافة السياسية ونماذج الممارسة المتوفرة لدى الأحزاب الشمالية ونقابات الدولة في كل نظام - في قيادة المد الثوري يعني الاعتراف بالتأثر التبعي وعدم القبول بتغير تلك العلاقة بمستوى السلوك.

    إن تقبل فكرة الاعتراف بنهاية الأحزاب ليست مسالة قهرية تفرض على الرافضين ولكنه الواقع الذي يعلن نفسه علينا جميعا . ومرا على إخواننا في الشمال النيلي . ستشكل الدولة المرتقبة من ثوراتها الممثلة للاقاليمها ويكون دون إرادتنا لمن شاء منا أو لم أو كره . وتلك سنن الحراك الاجتماعي بين بني البشر في كل المجتمعات المختلة اجتماعيا.

    أساليب جديدة للعمل السياسي

    مثل (أخي الكريم) الطبيب الخليل إبراهيم لا ينتظر المهمشين من الناس منه إجهاد نفسه في البحث عن أدلة ابريقية لإثبات وجود الله وكيفية عدله . وشكوى الخليل بن إبراهيم من تأثره الإسلامي السياسي ظاهر . ولم يختلف في أسلوبه وخطابه الحركي كثيرا عن الأسلوب الديني المنحوت في المنابر والخطابات المسجدية.

    لم ولن يساور احد الشك في انه يعرف الله جيدا أكثر من معرفة كل سلاطين الضلال بدولة بني أمية السودان . ويعرف الناس عنه انه سوف لن يخون الله أو يتآمر على الإسلام الحنيف الدين – ليس الإسلام التجاري السياسي المستشمل اعني- .

    فقد امضي حياته بالقران حفظا، و بصدقه الدارفوري وسذاجته الغرباوية. وهو الذي ترك منصبه(المهمش سلطة وصلاحية) والوثير مقعدا لييمم شطر الفلاح سعيا لمستقبل فيه خير وصلاح لشعبه المظلوم.

    لكن مثل أسلوبه في الخطاب ليس لتوبيا بقدر ما هو مصرفة للمواضيع ولغوا في الفكرة . وانتهاجه لن تفيد الحركة ولا الثورة في نشر معشار ما آمنت به من أفكار ومبادئ حسنة . أو في إيصال قضيتها للعالم.

    اعني أن ما ينتظره -المهمشون- من البشر والشجر في السودان من قاعد ثورتهم ومفجر طاقاتهم الذي هو إبراهيم الخليل نفسه هو الولوج مباشرة ودوما إلى أهداف الثورة : المشكلة والآثار والحلول في كل لقاء ووفي كل مذهب . وكتاب و رسالة وخطاب ، وبكل الأساليب والطرق الموصلة إلى روما ،لكن فليختار أقربها.

    سيقول اللغويين من الناس ذوا الفكر السياسي السلفي - بالنسب إلى النظر للوراء في السير – أن بعض الثوار كان بالأمس نظاميا مخلصا ويحصون ما فعلوا بالأمس من تطبيل. إلا انه ليس من المنطق العملي في شيء محاسبة الثائر بماضيه أو إضاعة الزمن في تذكيره بذالك – لان الرجال بحاضرهم ما داموا على الحق ظاهريين وناقمين على الباطل .

    وقد قضى الله أمره فيما كان لمن يسعى متغيرا إلى الأمام في الجهة التي يظنها صحيحة. ويحكم الله أمره فيما سيكون . ولن يضير الثورة قول كل من ينصب من نفسه قاضيا يجزي الناس أجور ماضيهم وسيئات ما عمل وما حاق بهم من نعم لم يبلغوها.

    ولان يظل الرجل بمقام القيادي من الثورة أسير لماض قد سلف . وحبيس كلمات أقوال الناس شيء منافي للعقلانية المسيرة وواجب الحال. وجدّ مضيعة للجهد وإفراغا للطاقة في فضاء. وليس ثمة من له الحق في الحساب . وإلا لما تأخر الذين يتمنطقون القول محاسبين من السلفيين سياسيا لتصدر فضيلة العمل وشرف المبادرة حاضرها بعد أن غابوا في السابق سلفا .

    ولولا تكاليف الحياة لم يخب جبان ولم يهوي الفضيلة ثائر

    وما حمل السيف الكمي لزينة ولكن لأمر أوجبته المفاخر

    القائدة الثورية تقول : إن مواصلة المسيرة يقتضي الإيمان بالفكرة حتى النقاع والتشرب من رحيق الثورة حتى الثمالة وليكن خلاصة ما يسعى الإنسان إليه من عمل هو كل ما يرضاه الله ،فانك ملاقيه حتما. وما يكون في مصلحة العباد والبلاد فانك مفارقهم.

    8- حسم التداخل القبلي الحدودي

    مسالة الوجود الأجنبي في بعض الفصائل الثورية السياسية فيها والعسكرية مسالة جديرة بالاهتمام والمراجعة . وذلك الوجود أعطت الذريعة وأقامت الحجة للنظام – مع إدراكي أن النظام ليس في حاجة إلى اتخاذ ذرائع وحجج - ليستعين بمليشيات الجنجويد من شطرها الخارجي (الاندجنوز عرب) أو عرب الشتات على وزن (يهود الشتات) المتبعثرين جغرافيا في الدولة الإفريقية المجاورة تشاد وغيرها .

    ولا يمكن حسم ذلك الأمر دون حسم وضعية التداخل القبلي في المناطق الحدودية المجاورة بين السودان والدول الأخرى عموما وخاصة تشاد في أروقة المفاوضات وفي صفوف النضال .وأي طرق على الانتماء القبلي من قبل الأجهزة الرسمية للحركة لذلك الوجود المضاد يظهر الطرق القبلي المعاكس. واحسب أن تشاد الرسمية تؤدب خصومها على حساب الدول المجاورة. وان تشاد الشعبية تصفي حسابها على حساب أهل دارفور.

    المطالبة بضرورة إخلاء الوجود الأجنبي ضمن معالجة وضعية مليشيا الجنجويد يقتضي بالضرورة مراجعة وضع الأجانب: الساسة و المسلحين ملثمي الرؤوس المقنعين، المحاربين على الطريقة التشادية في القتال . والذين يملئون ساحات الشطر الغربي والشمالي للإقليم. وهذا الوجود الأجنبي في الطرفين (الثورة والنظام. ) دليل على الاستجلاب المشترك للوباء المنظم إلى دارفور ومسئولية ذلك يقع على الطرفين على حد سواء . وان الكثير من النهب والسلب والقتل يتم في الكثير من الأحيان لصالح دوافع عرقية بحتة من أولائك الأجانب لصالح الطرفين بينما يتمترس كل من الطرفين بحقوقه التجارية في السوق السياسي وحقوق تجارة الكلام . دونما يعترف احد منهما بعواقب ذلك ويحسب على النظام والثورة بالسواء .

    9- اختلاف لا خلاف بين الحركتين

    يتساءل الناس إن كانت القضية واحدة فلماذا وجود حركتين منفصلتين ؟ .سؤال وجيه أرجو على الإخوة في قيادة الحركتين الإجابة عليه وبصورة واضحة وتسمية الأشياء فيها بأسمائها . بين الحركتين اختلاف في وجهات النظر وفي الأهداف والأسلوب والأداء العسكري والسياسي اختلاف جوهري ليس من السهل التقاءهما معا . حسبما أدرك .وهناك فرق بين تعريف الخلاف والاختلاف . ولكن اجتهاد القيادتين في عدم إظهار الخلافات لا يعني عدم وجود اختلافات وإلا فعلا كانت الإجابة لا داعي من وجود حركتين منفصلتين لقيادة ثورة واحدة وما الذي يجمع بينهما على اتفاق وتنسيق عمل؟.

    إن اختلاف الآراء وتباين وجهات النظر ليس بمستبعد في بيئة متباينة الصنوف يتباين فيه التوجهات . وتلك سمة البشرية . وان أي خلاف يستدعى مخاصمة أو ينتهي بصدام سيستثمره النظام بالشك في مصيدة الماء العكر . وأي خلاف من شانه يخلق مواجه عسكرية بين الطرفين يعجل بالإجهاز على الثورة في مهدها . ويفطر نفوس الأبرياء المنتظرين من الناس انتظارا إذا لبزوغ الفجر .

    وعلى إدارة الحركتين إجراء حوار متمدن مكسي بالعلمية والواقعية وحامل روح التقاليد الدارفورية الشهمة و السمح بالجلوس على بساط احمدي . ولنكن صادقين ومعبرين عن حقيقة تطلعات شعبنا في الإقليم. سعيا في الوصول إلى رؤوا واضحة حول القضايا الاختلافية . ورسم صورة ثورية نسعى إليها بالتكاتف جمعنا دون توزيع الجهد وتقسيم الطاقة في جهات.

    ولا سيما انه ليس من السهل ادخل أجندة مستغرب على شعب الإقليم الذي هو شعب متدين مثل فصل الدين عن الحياة في دولة لم نصل إليها بعد ولم يزل مجر أشواق تقرير مصير الإقليم تمهيدا للانفصال بعد أن اجتهادنا عمالا استعباديا في تعمير الشمال النيلي لينعم الجلابة به وصنعنا لبنات التاريخ القديم للسودان . ولكن استبعاد العناصر الأجنبية في الفصائل . ونبذ العصبية الجاهلية . ومحاربة العنجهية والغرور ,وتوحيد أجندة الحوار . وممارسة العمل العسكري بعقلية عسكرية ليس بأسلوب قطع الطريق المستورة من دول الجوار .تلك مسائل محددة للوصول عبرها إلى شكل مقبول للثورة . هذا إذ كنت مخطأ -وأرجو أن أكون كذالك – في أن المستقبل لا يحمل احتمال حدوث صدام بين الطرفين.

    10- النقد الذاتي البناء

    إن جميع الحركات السياسية المسلحة في دارفور لم تصل بعد إلى مصافي النضج ألمؤسسيي فيما يختص:-

    بتشكيل المؤسسات ، طبيعة طرح رؤاها من خلفية الفكرة الثورية التي تؤمن بها. وأنماط تناول المسائل المطروحة من الآخرين .وأشكال توجيه الخطاب الحركي الثوري إعلاما للسامعين: منتمي أو مؤيد ،وخصم أو معارض ، ومحايد مستقل.

    ولعلى التفاوض والقتال يُعجم عود المناضلين سياسيا وعسكريا وإعلاميا . وكل محنة تدفع بالحركة – أيما حركة ثورية -إلى النضج حتما . وطول النضال يكسب خبرة ويورث تجربة. والنضج الثوري الذي اعنيه مرحلة يصلها الثورة تتطلب من الحركات عندها أن تكون واقعية دون التخلي عن قدراتها على استخدام الخيال في استرسال أشواقها عن دولة ديمقراطية المؤسسات. ويفترض معها ضبط النفس مع القدرة على الانفلات وقت الاقتضاء.

    ويفترض بقادتها -وقد توصلوا إلى تكوين فكرة متناسقة للحالة والمستقبل للدولة السودانية التي تقوم على المواطنة وحرية الإنسان على أنقاض الامساوة وانتهاك حقوق الآدميين- يفترض بهم دون القطع بالرأي في مجمل المسائل الخلافية قيض الحوار منها قبل قتلها تفكيرا وتقليبا.

    كما يقتضي المرحلة عدم التعصب انحيازا سلبيا في الانتماء والأداء الثوري ولان الأفكار السوداء إنما تنتشر يصعب إعادة نشرها من جديد. كما ويفترض والحالة عزم دون تصلب وتسامح دون تراخي.

    والثورة خطوة في الاتجاه الصحيح والى الساعة لا يقدر بزمن عمرها الفعلي . ولا يقدر لها مدى ما تعيش ولكن لا يمكن حتى مجرد- فكرة - التراجع قيد أنملة إلى الوراء بأي حال من الأحوال.

    وكلما استصعبت الثورات امرأ نقدت نفسها لتصحيح المسار وأعطت نفساً لتجديد الخطى إلى الأفق المنتظر. و ليست هناك ثمة شكل معياري يخلق ثائرين جدد ليوضح للناس عبره ما يجب أن يكون وما يجب أن لا يكون . لكن كل من يحس في نفسه القدرة على التغير الجزري في قوالب ثقافية حداثية ينتظر منه أن يكون النبي الرسول .

    في الواقع ليس في مقدور كل الثورات أن تكون ناضجة في كل النواحي ، لكن من الممكن الاقتراب من تلك الحالة المثالية التي عبرنا عنها عن طريق تعود النقد الذاتي المستيقظ .

    وعلى القيادة استدراك مقول في مثل الإغريق (من استقدم استهدف ) أي جعل نفسه هدفا للناس جرحا وتعديلا . والواجب الأخلاقي يقضي على الرجل الذي يجعل من نفسه رسول خير للمجتمع أن يستمع إلى نصححهم ويقبل انتقاداتهم بصدر رحب .





    عبد المنعم سليمان الشهيد

    [email protected]

    [email protected]


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de