في العام 2007 تجمع عدد قليل من مشجعي النادي الأهلي المصري..فكروا في تكوين مجموعة إسناد على شاكلة ما يحدث في أوروبا..ولدت مجموعة (التراس أهلاوي) في ذاك العام..لكن ذات المجموعة قويت شوكتها وباتت مجموعة ضغط بعيد سقوط الرئيس حسني مبارك في يناير 2011..في ميادين كرة القدم كان هتاف الأهلاوية (يسقط يسقط حكم العسكر)..(واكتب على حيطة الزنزانة، قتل الثوار جبن وخيانة)..في معركة واحدة وأثناء مباراة كرة قدم في بورسعيد وقع نحو 72 قتيلاً..المواجهة بين السلطة والرياضة امتدت وتم إعدام نحو 13 ناشطاً رياضياً. أمس انتهت المهلة التي منحها الاتحاد الدولي لكرة القدم لحكومتنا أن تكف يدها عن التدخل في شؤون كرة القدم..بعدها سيقع سيف التجميد ونصبح في عزلة جديدة تضاف إلى عزلتنا السياسية، وتأتي بعدها عزلة الكوليرا، فيصبح السودان مثل البعير الأجرب..كل ذلك حدث لأن مراكز القرار تبحث عن وظائف ذات نفوذ للفاقد السياسي.. سيتم تخدير الجماهير بأن مكاتب محاماة ألمانية وعدت بالانتصار في معركة الكرامة عبر اللجوء إلى محكمة زيورخ..منذ متى كانت بلدنا ترحب بالمحاكم الأجنبية التي تمس سيادتنا الوطنية..لكنه التخدير والإصرار على السباحة عكس التيار. ربما يتجاهل ولاة أمورنا الآثار السالبة بسبب تجميد النشاط الرياضي في السودان..أغلب الظن سيتم سحب اسم السودان وأنديته الرياضية من المشاركة في كل المسابقات الرياضية..كما سيتم إلغاء كل الدعم المادي والفني من الاتحاد الدولي وغيره من المؤسسات ذات الصلة..كل اللاعبين الأجانب سيكونوا في حكم الطلقاء، وبإمكانهم الالتحاق بأيّ أندية خارجية بعد أن ينالوا كل حقوقهم (على داير المليم)..ينطبق ذات الأمر على المدربين الأجانب.. التجميد هنا عقوبة إزالة آثارها تستغرق وقتاً طويلاً. لكن السؤال هل كان بالإمكان تجنب هذا المصير المظلم..الإجابة لم يكن مطلوباً من مجموعة وزير الدفاع الأسبق سوى الانتظار ستة أشهر..الانتخابات الملغاة أكدت أن هذه المجموعة تمكنت من كسب تأييد مجموعات كبيرة تكفل لها الفوز..الأهم من ذلك أن هذه المجموعة تمكنت من الإيحاء للجميع أنها قريبة لقلب الحكومة..ولا أحد في السودان وفي مثل هذه الظروف يستطيع أن يجاهر بعداء حكومة باطشة..لكن سكرة السلطة زينت للجنرال عبدالرحمن سر الختم أن يقود انقلاباً ضد الاتحاد الشرعي، مستخدماً مخالب السلطة، وبعضاً من أدواتها السياسية. في تقديري وقعت الحكومة في المحظور..حيث لم تستخدم نفوذها للجم ممثلها السابق في البرلمان معتصم جعفر لمنعه من تصعيد الأزمة لأروقة الفيفا..كما أنها في ذات الوقت لم تضغط على وزيرها الأسبق عبدالرحمن سر الختم ليصبر قليلاً..كل ذلك سببه سوء التقدير وبؤس التدبير..الرياضة تعتبر أكبر حزب سياسي، وأعظم كيان اجتماعي في السودان..الآن بإمكان المعارضة أن تستغل غضب الجماهير، وتوزع بيانات الغضب كما يفعل شباب المؤتمر السوداني بالتحذيز من مخاطر الكوليرا..الحكومة الآن تهدي خصومها رصاصات قابلة للانفجار كما حدث في إستاد بورسعيد قبل سنوات. بصراحة..لا أدري لماذا لا تحاول حكومتنا كسب رضاء الناس..لماذا تصر على ممارسة الوصاية على الشعب حتى في كرة القدم..يحدث كل ذلك لأن الحكومة تشعر دائماً أنها الأقدر والأفهم للتخطيط لحياة الناس، تبدأ مع المواطن من الختان الجماعي للزواج الجماعي، وأخيراً للرياضة الجماعية..هل حقاً نحن نستحق كل ذلك؟!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة