|
عريس يؤجل أفراحه.. واَخرون يصطادون في الماء العكر
|
احمد قارديا أشرقت شمس الخرطوم, وأنفضح المستور, وانكشفت الشوارع الغارقة, ودمرت الطرقات, أشرقت الشمس ولا يزال هناك أشخاص محتجزون, وعائلات عالقة واَخرون قضوا ليلهم نوما بعيدا عن مخادعهم, هرج كبير لازم لحظات المطر وما تلاها من انهمار السيول في الطرقات الرئيسية والفرعية في عاصمة البلاد. لم تهدأ صافرات الأسعاف, وومضات سيارات رجال المرور, ولا هدير المروحيات, ولا زحمة الناس جيئة وذهابا, انقاذا وتموينا, وتجلت الشهامة والكرم, العديد من السكان فتحوا منازلهم لاحتضان المتضررين, في الوقت الذي واصل فيه المنظمات الشبابية وأشخاص متطوعين بإنقاذ المحتجزين والعالقين, كانت اَليات الدفاع المدني متواجدة في مختلف نواحي المدينة المبتلة بماء المطر. المشاهدات كانت ثرة, ومثلت كنزا للمدونين للتاريخ, تجاوزت الأزمة اختناقات المرور في جميع الشوارع الخرطوم, وظهرت السيارات الغارقة مبعثرة في كل مكان وأخري تحولت الي حطام وقد تراكمت فوق بعضها, واَخرون تجاوزوا الأرصفة وعكسوا الطريق هربا من الزحام. كل اَهال العاصمة, تصدوا لانعكاسات المطر, مواطنين ومقيمين وزوار, الشباب استنفروا في كل الطرقات ينظمون حركة السير لفك الاختناقات, واَخرون وصلوا الي السيارات الغارقة وقاموا بسحبها بناقلات السيارات بأسعارمضاعفة, واَخرون فتحوا أبواب سياراتهم للتنظيف وتنشيف مقاعدها بعد أن غمرتها السيول. الكثير من المحلات التجارية ومباني الشركات والمؤسسات, خاصة مطار الخرطوم الدولي, لم تسلم من المياه الهادرة عبر الشوارع, فيما امتلأت بالمياه مواقف السيارات التي تقع تحت المباني في الأقبية, وأسواق ومحلات تجارية دمرت وخسرت بضائعها, وطفت وبعثرت في الشوارع, وأصحاب محلات وقفوا علي محلاتهم ليحافظوا علي ممتلكاتهم, وكثيرون فضلوا مراقبة المجريات مع علي طاقات مساكنهم. استغلال الظروف برز من قبل البعض, اصطيادا في الماء العكر, منهم سائقي السيارات السحب, وسائقي الاجرة رفعوا قيمة أعمالهم الي ارقام فلكية بالمقارنة مع الأسعار السائدة, يقول احمد الحاج عثمان الذي غرقت سيارته في السيل, وأغلقت الطريق في حي الرياض, أنه قام بسحب سيارته بمبلغ ثلثمائة جنيه, ليبعدها عن الطريق, أحد الصحفيين سار نحو3 كيلومترات خوضا في المياه بعدما رفض سائقي الاجرة ان يقلوه ولو بمبلغ خمسين جنيه. أبوسعدية, أحد ملاك سيارات النقل, قال بأن ارتفاع السعر او مضاعفته يعود الي العمل المتعب الذي يتلقاه السائق في عمليات السحب, مضيفا أنه تعطل الونش مرتين وأصلحه نتيجة لسحب السيارات العالقة. قال هيثم بلال, كان يقف حائرا أمام محله التجاري, فقد خسر بضائعه المعروضة في متجره كلها, عدا تلك المخزنة في الارفف العليا من المستودع, مشيرا الي أنها المرة الثانية التي يخسر فيها بضاعته التي قدرها بمئات الألف من الجنيهات. عامل في احدي مغاسل الملابس في حي الرياض, قال أنه مضطر لاعادة غسل الملابس والمفروشات جميعها بعد أن أغرقها السيل, وقال أنه اغلق الباب المغسلة خوفا من أن لا يجد الملابس في المحل وتذهب مع مجري السيل. العريس, محمد عمدة, أجل حفل زفافه, والذي كان موعده يوم الخميس, في أحدي قاعات الافراح, وأرسل رسائل بالجوال للمدعويين مؤجلا المناسبة الي وقتت اَخر. وقال ان بعض المدعويين عادوا ادراجهم الي مدينة امدرمان بعد ان كانوا قريبا من الخرطوم بسبب الأمطار.
|
|
|
|
|
|