|
عرمان .... من هو ؟؟؟؟؟ وماذا يريد ؟؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمد
|
بسم الله الرحمن الرحيم .....
القاعدة السياسية في السودان تعتبر من القواعد الشاذة في كل العالم وهي تعتمد علي ( الخلود في المنصب أو التمرد ) ولو حاولنا الرجوع قليلا لتلكم القاعدة وراجعنا حسابات الجرد لحزبين كانا كبيرين وهما الإتحادي وحزب الأمة ، نجد أن تلك القاعدة هي الأساس في حركة تلك الأحزاب منذ فجر بزوغ إستقلال السودان هذان الحزبان يعتبران أنفسهما هم الأحق في حكم ذلك السودان وبدون أية معارضة من أحد وتوسعت تلك الفكرة لتتطور مع تطور وتوالد تلك الأسر من تلك الأحزاب ليتسلسل الموقف من العواجيز وتوارث الفكرة للاجيال الصغيرة التي لم تري النور حتي ولذلك وجدنا أنفسنا في حلقة مفرغة لا إقتنعت تلك الأحزاب بأن الزمن قد تغير والظروف كذلك ولا إقتنع الشعب السوداني بحكم تلك البيوت وظل التنافس الغير شريف في الوصول إلي الحكم يأخذ جانب أن لا توجد أخلاق في تلك اللعبة وتجدهم إما في الحكم ليخرجوا منه مطرودين وفاشلين أو في المعارضة والعودة للحكم بكل الطرق ، ولكن في السنوات الأخيرة تطورت تلك اللعبة بدخول لاعبين جدد وكثر من منظمات كنسية وإستخبارات كثير من الدول ومنظمات الأمم المتحدة بكل أشكالها في محاولة تفتيت ذلك الوطن ولم يعد للمواطن البسيط أن يدلي برأيه في كل مايحصل لأن القوة التي تدفع الجميع قوة عالمية كبيرة وجدت النفس التي لا تهتم وليست لها ضمير فيما تقوم به من عمل في هدم وتدمير تلك الأمة . تلك الأحزاب هي من اوائل الأحزاب التي رفعت السلاح ضد السلطان وكانت هي الرائدة في إدخال العمل المسلح للحصول علي السلطة وليست ببعيد مغامرات الصادق المهدي الكثيرة والمتكررة سواء في حكم النميري وفي حكم الإنقاذ ومات الكثير من الناس في تلك الحروب إناس أبرياء ولكن هو السودان بلد العهر السياسي ، ولا ينسي التاريخ كثير من المواقف التي قام بها هذان الحزبان في التحالف مع قوي خارجية تختلف معهم في الدين والعقيدة ويتواصل ذلك المسلسل حتي اليوم وسوف يتوارثه أجيال تلك الأحزاب أن بقي في السودان بقية . عرمان ...... الساحة السودانية حبلي بكثير من الأحزاب والتي يصعب عدها في هذه العجالة ولكن الصورة العامة لتلك الأحزاب هي الوصول إلي السلطة مهما كان الثمن وأينما وجد الحل في ذلك وبذلك أصبع السودان مثل حلة السكاري ( القطر قام ) والتي يتم خلط كل شئ في وقت واحد اللحم والخضار والبهارات وكل شئ وتوضع في نار هادئة حتي تنضج في نهاية الجلسة لتكون قد تسبكت ، لا ننكر أن الإنقاذ قامت في وقت كان السودان أحوج مايكون للدفاع عنه والأخطار أحاطت بنا في هذا الوقت بشكل أرهب كل الناس وتحول الوطن إلي حيطان مسورة بالقزاز والأسلاك الشائكة وتسورت الخرطوم بمجموعات من المرتزقة وتحول الوطن إلي خوف كبير وتدهور الأمن وخابت النفوس والتمرد أسقط كل المدن وهو علي مشارف المدن الشمالية وإذاعاته تعمل ليل نهار في تهديد صريح ومباشر ووجدت أنعام الجنوبيين قوتها في المواصلات العامة وإنتكست الهمة في كل شئ وتدهور الجيش وفي تلك الظروف القاهرة برزت الإنقاذ ووجدت كل الدعم من الشعب السوداني ولقد تحمل الشعب السوداني الكثير الكثير في دعم الأنقاذ من شهداء وحصار إستمر حتي اليوم ، بسبب الظروف التي عاشها السودان قبل الثورة من خوف وجدت الإنقاذ الدعم الذي لم يجده أي نظام في السودان وسرحت الإنقاذ بالشعب السوداني في المراعي كالبهائم والشعب لا يشعر بأي غبن تجاهها وبذلك وجدت الإنقاذ ذلك الدعم لتحول السودان إلي مجموعات من اللصوص والسراق الذين نهبوا كل شئ وتحولت البلاد إلي مجموعة من اللصوص التي سرقت كل شئ وتجد صاحب السلطة من الذين يتم جلبهم من تحت الطين ويتحولوا إلي أثرياء في غمضة عين وعندما يكون هنالك رغبة في تغييرهم بعد أن يكونوا نهبوا وشبعوا ليتم إحضار غيرهم ليشبعوا كذلك تجد أن السارق لا يرغب في ترك ذلك المنصب والرجوع ألي القاع رغم أنه شبع هو كذلك مال الحرام دائما تكون في حالة جوع وعطش ، تجد ذلك السافل يخرج للتمرد ضد السلطان وهكذا نحن ( دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت ) . عرمان ..... برزت شخصية عرمان في ظل ذلك الوضع وهو ينافح السلطان مع الجنوبيين ولقد أظهر عرمان الكثير من الشر للسودان وكان حصان طروادة للجنوبيون الذين إستطاعوا أن يركبوا في هذا الشخصية بذكاء كبير ولقد قام هو بالدور بشكل جيد وعظيم حتي وصل الجنوب علي أعتاب الإنفصال وإنفصل الجنوب ، تميزت شخصية ذلك الرجل بالأرجوزية والحب بالظهور في الإعلام بشكل ظاهر والمعارضة الفجة التي تميل في نهاية الأمر إلي الحلول السهلة والتي تجد كل الدعم وهي الإنفصال من السودان الأم وهي حلول جبانة ، حقيقة بعد إنفصال الجنوب بكل هذا العدد من الأصوات وصمت عرمان في تلك المرحلة لقد إعتبرت أن عرمان سوف يجنح لتوثيق تلك الفترة في كتاب يثبت فيه فشل تجربته مع الحركة الشعبية ويتفرغ للبحوث وكتابة المذكرات ، لكن هو عرمان وفجأة برز ذلك الشخص المثير للجدل ليتبني قضايا هو يعرف أنه أبعد منها في واقع الحال ليعود كما كان يفعل في السابق وهو يطالب بحكم ذاتي لمناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان ، نفس الشيطان ونفس اللعبة ونفس الداعمين ونفس تلك الظروف لنرجع مع عرمان في تلك الدائرة التي ترغب في تفتيت ماتبقي من السودان ، هذا مايجعلني أن أعيد نفس السؤال ( من هو عرمان وماذا يريد من السودان ) ؟؟؟؟؟؟؟ هاشم محمد علي احمد
|
|
|
|
|
|