|
عرفات " أرض الغسول الطاهرة "/عواطف عبداللطيف
|
عرفات " أرض الغسول الطاهرة "
• رغم ان حجيج العام اقل عددا لتناسقهم ومشروعات توسعة الطواف والسعي والتحسينات التي تجريها المملكة العربية السعودية مشكورة لراحة وتسهيل اداء الفريضة إلا انني احسب ان اعدادا كبيرة لا تمل متابعة هذه الافواج التي هطلت ارض الحرمين المباركة .. مشاهد تنقلها القنوات الفضائية وعلى قلتها تكاد تكون الوحيدة التي تدخل الفرح والطمانينة على النفس وتغسل ما علق بها من تداعيات ما يحدث بدولنا العربية . • منذ ان اجلستنا الفضائيات للمشاهدة والاندهاش لما يعرف بالربيع العربي والذي انتقل من بقعة لاخرى كالنار في هشيم بلادنا الموجوعة والفضائيات تتسابق وهي تنقل هدير " الاغتيال الاقتتال " الذي بات الرباط الاوثق بين حكامنا وشعوبهم ، الدماء تتدفق وتسيل على اراضي كان من المفترض ان تكون مروجا خضراء تكفي البطون الجائعة ومصانع تسد حاجه المواطن في حياته اليومية ورفاهيته . • الميادين ما عادت للاسر لقضاء اوقات مرحة واطفالهم وكبارهم ولا ابسطة خضراء للترويح عن النفس واللهو البريء تحولت لتمترس اليات تدهس المتدافعين لاسترداد اوطانهم المنهوبة من طغمة عذبت الاجساد النحيفة وحطمت النفوس الابئة التي كانت ترسم لمستقبلها ومعيشتها. • متابعة تفويج حجيج الرحمان وهم بين اروقة بلاد الحرمين هي الصورة الاكثر بهاءا وهم الاوفر حظا لغسول دواخلهم بعيدا عن رهق الحياة في اوطانهم .. وهم الاكثر حظا لاستنشاقهم هواءا نقي لا رائحة بارود بين جزئياته ولا اسواط على رؤوسهم التي تضج بالهموم استهدفت كصيد ثمين للالة العسكرية الممؤلة من قوتهم وثرواتهم وبايادي حفنة من ابناء جلدتهم. • من حل الاراضي المقدسة فاز باذن الله بالاجر والثواب ومرات آخر بان الله اكرمه ليكون بعيدا عن رائحة البارود والرصاص الذي لم تحسن دولنا العربية استثماره وتوجيهه لوجهته الاساسية فبدلا من تصويبه للعدو نصبته بالميادين لصيد شباب اعزل فريته المطالبة بلقمة عيش كريمة وعتق من عبودية اوطان واسعة من لم يموت فيها بالجوع مات بالقهر والاحتباس السياسي البغيض المحروس في منتفعين وفاسدين إلا من قلة قليلة بلعت اصواتها وقل تأثيرها .. • حجا مبرورا وسعيا مشكورا وعودا حميدا لبلاد لن ييأس ساكنيها من رحمة الله والبحث عن قيادات فذة تميز بين اعداء الامة الاسلامية وتحسن استثمار ثروات بشرية وطبيعية بدلا من قهرها برائحة الفساد والخواء الفكري والحس الانساني الضائع وجبروت لن يستمر طويلا طالما النفس البشرية تنضح بالكبرياء والشموخ العربي . عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر
[email protected]
همسة : تبقى " عرفات ارض الغسول " من ادران الروح واستبداد حكام أعمتهم بصيرة مغيبة اللهم لطفك ورضاك يا رب .
|
|
|
|
|
|