|
عثمان ميرغني و مفارقة الجماعة عصمت محمد مختار
|
هنالك أشياء لا يُختلف عليها, و ثوابت متفقٌ عليها لا سبيل للحياد عنها, و حقوق لا جدال فيها. من هذه الأشياء حق الحياة و حرية الفكر و المعتقد و أمن الفرد في بدنه و ممتلكاته و عرضه. بمعنى إنه إذا تم إنتهاك أي منها يعاقب المُنتهِك (بكسر الهاء) . و السيد عثمان ميرغني ليس إستثناءً لهذه القاعدة بل هي حق أصيل إمتلكه مع ميلاده لا يستطيع مخلوق أن يحرمه منه.
لكن تبقى المعضلة أن السيد عثمان ميرغني ومنذ أن كان كاتبا في مجلة الثقافي كان يكرس لهذ النهج نهج السكوت عند إنتهاك حقوق الآخرين و الدفاع عن المُنتهِكين . و كأنه لم يكن يدري بأن نهج البطش و تغبيش الوعي و الإلتفاف حول حقوق الآخرين لا يسير في خط مستقيم بل كان عليه أن يعلم أن هذه آلية ترتد إلى الخلف.والسيد عثمان ميرغني إختار أن يكون فرداً مدافعاً ومنافحا عن مجموعة كان منهجها ومن البدء هو العنف و إنتهاك حقوق الآخرين و البطش بهم . لم يعلم السيد عثمان ميرغني بأن من يحاول مغادرة هذه الجماعة قد تمت محاكمته في القرن الثالث الهجري حين أفتى علماء ذلك الزمان بقتل من يفارق الجماعة و لم يكن هنالك تعريف دقيق لمن هم الجماعة . فمشجعي نادي الأسد المرعب هم جماعة وعليه لا يجوز أن يتجه أحدهم لتشجيع نادي المارد الأسود والسيد عثمان ميرغني لم يخرج من الجماعة بل بدأ في نبش أشياءهم لهذا لزمه العقاب بإيقاف صحيفته ثم أرسال رسالة بان ما جرى لمحمد طه محمد أحمد قد يحث له مع الفارق.
لا ينبغي للسيد عثمان ميرغني الخروج على جماعته فهو طوال عقدين من الزمان كان يدافع عن الفساد (إتفاق الدكتور العتباني معه على إخفاء ما قاله عرابهم الدكتور ترابي عن الفساد) لم يكتب عثمان ميرغني عن حقوق الجنوبيين بل لم يكن يرى في الدكتور جون قرنق رؤية غير رؤية الجلابة الحاكمين لم يتحدث عن حقوق الآخرين من الذين كانوا في سجون النظام و ما جرى لهم لم يكتب سطرا واحدا عن حقوق الدارفوريين لم يطاوع قلبه في الكتابة عن ضحايا معسكر العيلفون و لا مذبحة بورتسودان لم يذكر من تم حرقهم أحياء بعيد إجتياح كاربينو لمقر القيادة في ملكال و الطلاب الذين إختفوا. كان السيد عثمان ميرغني كاثوليكيا أكثر من البابا.لذلك ما كان له ان يتمتع بالنيو لوك كان عليه أن يكون مع الجماعة.
لناخذ نموذج لنوع الذين يكتبون في صحافة الإنقاذ و مدى فهم لقوانيين البقاء.فعلى ىسبيل المثال السيد ضياء الدين بِلال يدرك قوانين اللعبة فهو دوما جاهز لأداء دور صوت سيده يدافع عن الجنرال قوش و يجتهد لتزويق و تجميل ما تقيأ به الجنرال و حينها كان الجنرال قوش رئيس الأمن في دولة يحكمها جهاز الأمن. وذهب الجنرال قوش و ما عاد السيد بِلال يذكر االمهندس صلاح قوش فهذا عهد قد ولى و يحكم على السيد ياسر عرمان بأنه قد إحترق سياسيا لأنه هاجم الإسلام و يعلن الدكتور العتباني بأن ما قيل أن السيد عرمان قد قاله غير صحيح و يستمر بِلال في حرق عرمان ويُعتدى على السيد عثمان ميرغني و بِلال يدخل في معركة لزجة لا تفوقها لزاجة إلا بِلال نفسه.
لا يستطيع أية شخص أن يمنع السيد عثمان ميرغني من ان يعدل من موقفه تجاه قضايا وطنه و تغيير موقفه من كثير من القضايا خاصة إذا كان التغيير ينطلق من قناعات أفرزها الواقع شديد التعقيد في السودان و لكن نتمنى الا يكون التغيير لتحقيق مكاسب شخصية آنية على حساب مبادئ حياتية أساسية أو على حساب حقوق آخرين . و يكون الوضع أكثر ظلامية إذا كان السيد ميرغني ضحية لحرب بين مجموعات داخل جماعته يتصارعون للظفر بكراسي الحكم و أن يكون السيد ميرغني من جند المقدمة فقط خاصة إذا ما تأملنا قضية الأقطان على إنها قد تكون تصفية حسابات.
|
|
|
|
|
|