|
عثمان ميرغني:- " لست الأول ولن تكون الأخير" بقلم أحمد علاء الدين
|
* أحمد علاء الدين [email protected] حقيقية ونحن أمام هذا المشهد المؤلم والمتمثل في محاولة اغتيال الزميل الأستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار.. لا أدري من أين أبدأ, ولا أدري كيف أتناول وأتفاعل مع هذا المشهد الغريب والحدث الجسيم الماثل أمامنا .. ولا أدري من أرثي ولمن أرثي ..أأرثي زملائي الصحافيين وهم قبيلة يهتز كيانها وعرشها بفقدان أحد أعمدتها سواء بالسجن أو بمحاولة اغتيال أو اغتيال.. والأخ الأستاذ عثمان ميرغني "مع تمنياتنا له بالعمر الطويل " احد أعمدتها الراسخين في حياته دون شك في ذلك, أم أرثي السودان لحاله الذي يعيش فيه .. السودان ذاك الوطن الحدادي مدادي قبل أن يتفتت ويتجذر..السودان دولة التسامح والتعايش الديني والسلمي, قبل أن يغتاله ثقافة الهوس الديني.. السودان دولة الهدف الواحد والصف الواحد في كرري وفي شيكان وفي كورتي وثورة 24 ومؤتمر الخريجين والاستقلال وانتفاضة ابريل الباسلة قبل أن تمزقه جهل الساسة بالسياسة .. وباستغلال الدين وشعاراته تسربلت البلاد بثقافات جديدة, وتوشحت بثقافات التهميش ورفض الآخر في أبسط الأشياء , وبانت ثقافات الجهويات والقبائل في ظل ثقافة الجاه والسلطة والولاء قبل الكفاءة, وظهرت ثقافة تجاهل وإنكار السلطة الرابعة"الصحافة" ولدورها ومحاولة محوها من الخارطة , وثقافة الإقصاء ورفض الحوار وتقزيم دور منظمات المجتمع المدني"السلطة الخامسة" وقد كان من المفترض أن يتعاظم دورها باستمرار لأهمية هذا الدور في هذه المرحلة الخطيرة من عمر هذا السودان وخاصة في هذه المرحلة التي تتوالى فيها الأحداث عاصفة بظهور وبروز ثقافة الرؤية الأحادية في التعامل واتخاذ القرار والتي أدت إلي انفجار المقاومة في أنحاء البلاد في جنوبه وغربه وشرقه والشمال يتململ بشدة وآت عن قريب,مما يجعل من البلاد عرضة لمخاطر التمزق والصوملة .. كما أدت نفس هذه الثقافات"الغير حميدة " التي لم تكن معروفة من ذي قبل لتدويل كل الشأن السوداني كنا نراه الآن. إن حادثة محاولة اغتيال الصحافي الأستاذ عثمان ميرغنى ومحاولة إسكات صوته وكسر قلمه بهذه الصورة البشعة وبهذا الأسلوب الإجرامي الذي لا يشبه طبيعة الشعب السوداني وتقاليده, يوجب التنديد الشديد والاستنكار بالصوت العالي, كما أنها ليست الأولى في تاريخ السودان الجديد كما يشاع ويدعي إلا إذا تجاوزنا أو تجاوزت ذاكرة همومنا الأحداث المؤلمة التي راح ضحيتها الصحافي محمد طه محمد أحمد ومجدي محمد أحمد وشهداء حركة 28رمضان وحادثة مسجد الجرافة في ديسمبر من عام 2005م وحادثة الشهيد الفنان خوجلي عثمان وحادثة مسجد الحارة الأولى بالثورة, وحادث شهداء كجبار, وأكاد أجزم في هذا الإطار بأن ذلك المناخ أصبح ثقافة وفكرا جديدا في تاريخ امتنا في هذه المرحلة بصورة كبيرة ومعنى أشمل في ظل استخدام أجهزة الأمن والشرطة في دلقو المحس بطشها وقوتها وقنابلها المسيلة للدموع في فض تظاهرات سلمية خرجت"فقط" مطالبة بحقها في الكهرباء من سد مروي وهو"السد" على مرمي حجر منها , ولم تخرج " وحاشا لله" طلبا لسيادة أو جاه أو كرسي في الحكم.. كما أن الأجهزة الأمنية في الخرطوم ظلت وعلى الدوام تمارس اعتقالاتها التعسفية للصحافيين في محاولة منها لتكميم الأفواه الحرة, إضافة إلي أنها ظلت تمنع الأحزاب السياسية من عقد لقاءاتها وندواتها واجتماعاتها العادية وكل ذلك في وقت يتحدث فيه القائمون على أمر الدولة على حرية التعبير والتحول الديمقراطي الذي ينعم به شعب الله المختار في السودان. وفي ظل كل هذه الممارسات والتداعيات نرى – والله- السودان تحت رماده وميض نار قد يأتي على الأخضر واليابس وهنالك بارقة أمل في الأفق وفرصة أخيرة لجمع أهل السودان إلي كلمة سواء بلا إقصاء واستثناء إن وعت القيادة وتجاوزت تلك الثقافات وتجاوبت بكل مصداقية ونكران ذات مع كياناتنا وأحزابنا السياسية ومنظمات مجتمعنا المدني , فهلا وعت القيادة وأدركت المخاطر قبل فوات الأوان ويداهمها الطوفان من كل الجهات ؟؟ الله المستعان ..
|
|
|
|
|
|