كنا نتناقش حول الغلاء المتنامي يومياً.. و عن مسيرات الاحتجاجات و الاعتقالات و توقفها حين قال محدثي الأنصاري الشاب، في حسرة:- " يا ريت اللواء/ عبدالرحمن الصادق المهدي عندو قلب زي قلب شقيقتو د. مريم!" فقلتُ له:- " لو كان ذلك كذلك، لاختلفت أمورٌ كثيرة، بلا شك..!"
· كان الأنصاري الشاب متألماً للغاية.. و كنتُ، كحال جميع السودانيين، في حيرة من أمر اللواء/ عبدالرحمن الصادق، مساعد رئيس الجمهورية، الذي يرى البلاد تتهاوى.. و الاهانات تتلاحق على آل المهدي أمام ناظريه و هو متشبث بوظيفته التي بلا أعباء منذ دخل القصر الجمهوري عام 2011..
· بعد دخوله القصر بثلاثة أعوام، بثت وكالات الأنباء نبأ اعتقال والده في مايو عام 2014 قائلة:- " فرَّقت الشرطة السودانية، اليوم الخميس، مظاهرة نظمتها أحزاب المعارضة احتجاجا على احتجاز السلطات لزعيمي حزب الأمة القومي الصادق المهدي، والمؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، المعارضين، قبل أن تعتقل 3 من بنات الأول هن: مريم ورباح وزينب.."
· أين كان اللواء/ عبدالرحمن- أخو البنات الكبير- و أين كانت نخوته ؟!
· إن مواقفه مواقف مربِكة للعقل الجمعي السوداني الذي يدفع الشاب، أي شاب، للدفاع عن البنت، أي بنت، و في يقينه أنه يدافع عن أخته هو.. و صفة ( أخو البنات) تعني الرجل/ الشاب الشهم المدافع عن البنات.. خاصة عندما يتعلق الأمر بحماية الأخوات الشقيقات..
· و مع ذلك، اعتقلت قوات الأمن والد اللواء/ عبدالرحمن، أخو البنات، و لم يتحرك أخو البنات من أجل أبيه.. و حين تحركت أخواته احتجاجاً على اعتقال والدهن، كسرت قوات الأمن يد إحدى البنات.. و لم يتحرك أخو البنات..
· و يومها تساءل الناس عن ما هي الطامة الكبرى التي تحرك أخو البنات إن لم تحركه الحادثتان تينك؟!
· لقد تم تعيين اللواء/ عبدالرحمن في عام ٢٠١١ و وقعت أحداث جسام ضد الانسان في السودان.. و من ضمنها مجازر سبتمبر 2013.. و الجنجويد يعيثون في السودان خراباً و قتلاً و اغتصاباً.. و نُصبت خيام العزاء في كل حي من أحياء العاصمة و ضواحيها.. و أخو البنات لم يحرك ساكناً..
· و كان سبب اعتقال الامام الصادق في مايو 2014 هو استنكاره للجرائم البشعة التي ترتكبها ميليشيات الجنجويد ضد المدنيين في كردفان و دارفور.. و اعتبر الأمن أن ذاك الاتهام جريمة يستحق الامام عليها الاعدام شنقاً حتى الموت، و هو شيخ ثمانينيٌّ..
· خرج حزب الأمة من ( الحوار الوطني) عقب اعتقال الامام.. و أخو البنات كان انسلخ قبلها من حزب الأمة للانضمام إلى عصبة البشير في القصر الجمهوري.. و ظل أنصارياً خلافاً للقاعدة الشهيرة:-( كل أنصاري حزب أمة و ليس كل حزب أمة أنصاري).. و استمر صامتاً رغم اعتقال أبيه الشيخ الثمانيني..
· و يعتقد كثيرون أنه يصمت على الاهانات و عينه على كرسي رئاسة جمهورية السودان في المستقبل المنظور..
· و نقول ل( أخو البنات): إن كنت تطمح للرئاسة، فإن الانتماء للإمام المهدي وحده ليس كافياً لصناعة الرئيس القادم لجمهورية السودان.. و أنت تخطط للمنصب بجدية بعيداً عن الشروط الوجب توافرها.. وليس من بين الشروط الواجب توافرها الانتماء إلى بيت المهدي الكبير!
· و قد انتظرنا طويلاً لنراك تحقق جزءً يسيراً من تلك الشروط.. و البشير يتمادى في الاهانات.. و زبانية البشير تتمادى فيها حتى تمادت و اعتقلت ( والدتك) الأستاذة/ سارة نقد الله... و شقيقك السيد/ الصديق الامام الصادق المهدي..
· و لا نستطيع الجزم بأن الاستاذة/ سارة والدتك الحقيقية، لأنه لا أحد غير المقربين جداً من آل بيت الامام الصادق المهدي يستطيع معرفة من هي أمُّ أيٍّ من أبناء و بنات الامام.. فكل زوجات الإمام أمٌّ لكل أبنائه و بناته.. و ذلك هو العرف الشائع في البيوت السودانية الكبيرة..
· إذن، أين كنت طوال فترة اعتقالها و اعتقال شقيقك الصِدِّيق يا أخو البنات؟!
· و رأيناك تعقد مؤتمراً صحفياً داخل سجن كوبر تعلن فيه عن اطلاق سراح ( بعض) المعتقلين و تعلن أن رئاسة الجمهورية تعمل على معالجة الخلاف السياسي وإزالة الاسباب التي تؤدي للاعتقالات والاحتجاجات.. و تحدثت في المؤتمر الصحفي عن أن السبيل الوحيد لمواجهة المستقبل هو الحوار والتراضي الوطني و أن في سبيل السودان ورفعته تهون المحن.. ثم شكرت رئيس الجمهورية على اصدار قراره باطلاق سراح المعتقلين..
· معالجة خلافات سياسية.. إزالة الاسباب تؤدي للاحتجاجات و الاعتقالات.. حوار وتراضي وطني..
· حوار وطني تاني!! تاني!! عبثاً حاولت كلماتُك أن تراضي عقولَنا لكنها فشلت أيما فشل..
· و نقول لك، بكل احترام للحقيقة و التاريخ، أن المهدية تاريخ بطولة يحق لآل الإمام المهدي اكتساب شرف الانتماء إلى مؤسسها.. لكن شرف الانتماء إلى الأب المؤسس لا يكفي إن لم ترْقَ أعمال المنتمي إليه إلى مستوى التحديات التي تواجه الوطن!
· فمتى تستيقظ نخوتك القديمة في ذاتك من أجل الوطن يا أخو البنات؟
02-26-2018, 05:44 AM
عثمان الحسن محمد نور
عثمان الحسن محمد نور
تاريخ التسجيل: 08-28-2015
مجموع المشاركات: 122
لك التحية اخي عثمان محمد الحسن وشكرا علي المقال ولكن اود أن اضيف أن عبد الرحمن الصادق المهدي يستخدمه النظام ليربك بعض شباب الانصار الابطال الاشاوس، ولكن النظام يجهل تماما الوعي الكبير لشباب الانصار ومواقفهم الصلبة ضد نظام الانقاذ الفاشل في ادارة البلاد وظل النظام منذ انقلابه المشؤوم يعمل بمبدأ فرق تسد ولكنه نسي أن للشعب السوداني ذاكرة قوية ووعي متقدم والمتتبع لمسيرة عبد الرحمن الصادق منذ أن دخل القصر الجمهوري ليس له هم بمعاناة أهله الانصار ولا معاناة الشعب السوداني ولم يفتتح مشروعا تنمويا في مناطق الانتاج الزراعي او الحيواني لمساعدة اهله الانصار الذين طحنهم الغلاء وافتقرت مناطقهم للخدمات التعليمية والصحية وغيرها من الخدمات الاساسية وكثيرا ما نشاهده في التلفزيون بصحبة تابيتا بطرس في الحفلات الغنائية والاحتفلات الموسمية يرقصون وبتحدثون كثيرا بدون عمل ويتستنزفون موارد البلاد الشحيحة في مخصصاتهم المتعددة وعرباتهم الفارهة وشعبنا يعاني كثيرا من ابسط متطلبات الحياة ونحن هنا نشيد ونثمن مواقف السيد الصادق المهدي الشجاعة والمبدئية في مقاومة ومعارضة هذا النظام الذي افقر البلاد والعباد . ونسال الله النصر للشعب السوداني الصابر الصامد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة