|
عاٌر عليك با سودان حكومة و معارضة زين العابدين صالح عبد الرحمن
|
عاٌر عليك با سودان حكومة و معارضة زين العابدين صالح عبد الرحمن في عام 1970 عندما انفجر القتال بن منظمة التحرير الفلسطينية و دولة لأردن, و تعرضت المنظمة لشبه إبادة من جيش الملك حسين, و إجتمعت دول العربية في القاهرة، تصدي الرئيس نميري للمهمة و ذهب إلي عمان وسط دوي المدافع و و تطاير الرصاص، لكي يسهم في وقف المذبحة، ذهب الرئيس النميري يحمل معه كل شيم الرجولة الكبرياء و النخوة السودانية، معرضا نفسه للهلاك من جراء عنف القتال، و صوت الراشات، يمانا منه بوجوب إنقاذ مقاتلي منظمة التحرير من المؤامرة، كان الناس يختلفون مع النميري في الحكم، و لكنهم جميعا في تلك الحظة كانت قلوبهم معه، لأنه كان يجسد كل قيمهم و صفاتهم في الشجاعة و المروءة، و نصرة المظلوم و الملهوف، تصدي النميري للمهمة ليس بدافع مكسب أو منحة أو قرض يبتقيه، أنما الدافع هو تعزيز قيم قومه. و بالأمس عندما انفجر النزاع بين الأخوة في جنوب السودان، و فقدت لغة الحوار بينهم، و لجأ الجميع إلي الآلة العسكرية لحسم الصراع كل لصالحه، و تساقط الناس بين غتيل و جريح، كما تتساقط أوراق الأشجار في الشتاء، كنت أحسب إن أول من ينزل علي أرض الجنوب و سط دوي المدافع و الرشاشات، هو الرئيس السوداني عمر البشير، مصطحبا معه كل زعماء المعارضة السودانية، غير عابئين بتطاير الرصاص، و معرضين أنفسهم لكل المخاطر، من أجل وقف نزيف الدم بين إخوة لنا، ما زلنا نمني انفسنا بعودة الوحدة معهم، ما كان علينا أن نترك المهمة لدول الإيقاد، و المنظمات العالمية و دول الغرب و الولايات المتحدة، كان يجب علينا جميعا حكومة و معارضة، نؤكد للعالم جميعا نحن السودانيين المؤهلين لمعالجة مشاكل إخوتنا في الجنوب، بالأمس كانوا معنا في وطن واحدة يعرفوننا ونعرفهم لغة و تاريخا و ثقافة و سلوكا و قيما، هذه ليس مهمة يوغندا و لا إثيوبيا و كينيا و غيرها، أنما هذه مهمتنا نحن السودانيين، و لكن رغم إختلافنا مع جعفر نميري و لكن الرجل رحل و حمل معه كل القيم الجميلة التي كنا نتعز بها، و التي كانت تؤهلنا أن نقوم بهذا الدور، و الأن نكتفي فقط بالمناشدات من بعيد، و نترك المهمة لدول الإيقاد و موسيفيني و غيرهم، و نكتفي نحن بالمراقبة و المشاهدة علي ما يحصل من شاشات التفزيون، أو ترقب التصريحات من الجانبين، و كل يمني نفسه بانتصار الفريق الذي يعتقد أنه يناصره. الحكومة لم تجد غير أن ترسل النائب الأول لرئيس الجمهورية، لاجتماع رؤساء الإيقاد، مثله مثل غيره، و المعارضة تناشد من علي البعد، و تصرح أنها تريد أن تتوسط بين الفرقاء، و هي قابعة في مكانها تراقب، و نحن أحق أن يكون لنا الصوت العالي في هذه القضية، إن الفريقين إن كان في حكومة جنوب السودان التي يمثلها سلفاكير، أو في جانب المعارضة التي يمثلها ريك مشار، يحترمون وساطتنا و يسمعون ما نقول، و الجودية نحن حق بها من غيرنا، في جلسة في ظل شجرة كما جلس وفد الإيقاد مع المعتقلين، أليست هذه عاداتنا التي يعرفوها و نعرفها. و مازال في الوقت متسع، فلنترك حوار أديس أبابا يجري كما مقدر له، و علي الرئيس البشير و المعارضة، أن يستغلوا طائرة واحدة و يغادروا إلي جوبا، وسط هذا القصف العنيف من المدافع و الأسلحة الثقيلة، و يلتقوا بالرئيس سلفاكير و ريك مشار في أية مكان هو فيه، و يقدموا إساهماتهم لوقف القتال، و معالجة المشكلة عن طريق الحوار، لكي يتأكد العالم مازال في السودان قلب ينبض بالحياة، و قادر علي تحدي الصعاب و الموت، لكي يسهم في وقف نزيف الدم بين خوتهم، رغم المعاناة التي يعيشها أهل السودان، و رغم النزاعات الدائرة فيه، و لكن عار عليا إذا كتفينا فقط بالمناشدات، و مراقبة الوضع، و نترك المهمة لدول أخري لكي تقوم بها، ثم نرجع مرة ثانية نتحدث عن العلاقات السودانية السودانية، و كيفية تطويرها، و حديث ممجوج، هذا هو الظرف الذي يحتاج فيه الأخوة في جنوب السودان لمد يد العون و المساعدة، في كيفية وقف القتال، هذا الوقت يموت في العشرات من المدنيين، هذا الظرف هو الظرف الذي نستطيع أن نؤكد للأخوة في الجنوب، إن الانفصال لم يؤثر في الروابط القائمة بييننا. و دئما ينصر الله الحق.
|
|
|
|
|
|