|
عام جديد مع تمنياتنا بقلم آدم كردي شمس
|
عام جديد مع تمنياتنا ساعات ونطوي صفحة العام الماضي بما فيها من ذكريات وأحداث جميلة وأحداث سيئة ، وغالباً ما يكون لدى الجميع الكثير من الأمنيات والطموحات التى نتمنى أن نحققها فى العام الجديد حصريا بزوال العواليق والطغاة والجبابرة الدين عاثوا فسادا في الأرض ودمروا وفرطوا وحدة السودان وسببوا في الابادة الجماعية ونتمني ان تعم السودان في كافة أركانه وخصوصا في دار فور وجبال النوبة والنيل الزرق وتعود الروح المحبة والوئام والرخاء لأهلنا جميعا ولمرأة السودانية المكافحة ان تتحقق امنياتها ولكن برغم اننا تختلف حدة تلك الطموحات والأمنيات من شخص إلى آخر بل ومن الرجل للمرأة ، فالنساء هم أكثر تطلعاً لعام جديد وتفائلاً بقدومة عن الرجل ويرجع ذلك إلى مدى الضغوط التى يواجهها الرجل في حياته العمليه ويكاد الرجل في بعض الأوقات أن يتذكر قدوم العام الجديد ، وايضاً تختلف الأمنيات من عام لآخر ومن فترة زمنية لأخرى وخاصة الأمنيات العاطفيه للنساء فأذا تذكرنا الفترة من الخمسينات إلى السبعينيات كانت أحلام المرأة فى تلك الفترة الزمنية فى قمة البساطه والسهوله فكانت كل أمنياتها أن تتزوج من رجل ذو أخلاق ومن عائلة طيبه ويستطيع أن يحافظ على المنزل وأن ترزق بأطفال وتسعى لتربيتهم بأفضل ما يكون ، ولكن فى بداية الثمانينيات وأوائل التسعنيات ومع الأنفتاح الأقتصادي أصبحت أمنيات المرأة العاطفية تختلف عما سبق فبدأت المرأة في التفكير بشكل مادى أكثر فكانت تنتظر عريس مودرن ومتفتح وذو قدرات مالية عالية والحقيقه حتى لا نظلم المرأة فقد كانت تلك ايضاً شروط لعائلتها فمن يتقدمون لبناتهم ، ومع بداية الألفية الثانية كانت الأمور تطورت قليلاً مع تطور نزول المرأة للعمل والأحتكاك بالحياة العملية أكثر وحصولها على كثير من حريتها ومساوتها مع الرجل فكانت نظرتها للرجل والزواج تختلف عما سبق وأصبحت أمنياتها العاطفية أكثر عقلانية فكانت تنتظر وتبحث عن الرجل ذو المركز الثابت ولا مانع ايضاً فى أن يكون ذو مركز مادي جيد بخلاف أخلاقه وعائلته كالمعتاد وقد نجد أن حدة العاطفة فى تلك الفترة الزمنية قد قلت كثيراً وكانت النظرة العامة عقلانية وعملية بشكل أوسع وأشمل ، ولكن بعد تلك الفترة وفى السنوات القليلة الماضية تغيرت أمنيات المرأة وتطلعتها لشريك حياتها تغير جذري ومختلف تماماً عن ما سبق ومع تزايد نسبة العنوسة فى العالم العربي وارتفاع معدلات الطلاق أصبحت أمنيات المرأة العاطفية تأخذ فى الأنحدار والتقليل من كافة تطلعتها وكادت أن تنحسر بشكل اساسي فى توفير الأمان لها بشكل تام وبالأخص الأمان العاطفي ، فعلى الرغم من الصعوبات الأقتصادية الحالية وصعوبة الزواج فى الوقت الحالي فالمرأة أصبحت لا تفكر كثيراً فى المال أو توفير متطلبات فائقه للحياة الزوجية فكل ما يهمها الآن هو زوج يحافظ عليها وعلى مشاعرها ويوفر لها قدراً كبيراً من الحنان والأمان العائلي فهي على استعداد بأن تضحي بكل متطلباتها وطالباتها فى حالة توفر هذا الأمان فى الرجل الذي سترتبط به . لا أعلم سبب هذا التغير فى احلام المرأة ولكن من الممكن أن يكون تأخر سن الزواج وأرتفاع معدلات الطلاق ف الوطن العربي مع الأزمات الأقتصادية قد يكون السبب ولكني اكاد أن أجزم بأن السبب الرئيسي هو فقدان الأمان في كل شيئ و لكل شيئ . كلاً له طموحاته وأحلامه وآماله التى يريد أن يحققها فى حياته ويتمنى أن يحصل عليها جميعاً ولكن أن لم تستطع فلا تيأس وحاول كثيراً فمن عاش بلا أمل عاش بلا أمان . آدم كردي شمس المملكة المتحدة
|
|
|
|
|
|