|
عافية حسن لقد حان الوقت لتردى الجميل للشيخ حسن الترابى بقلم اكرم محمد زكى
|
لقد اجتمع حول صوتك ملايين السودانيين فى وحدة نادرة واغلبية ساحقة وبرغم صغر سنك وقصر تجربتك استطعت بما حباك الله من موهبة ان تحملى هذه الملايين على جناح المحبة والسلام الى فضاءات واسعة من الاحلام والامال والمشاعر الجميلة بعيدا عن اصوات المدافع وهدير الات الحرب وانسيتها الام المرض وانات الجوع وعذابات قلة الحيلة وضيق ذات اليد فردد اغنياتك من ورائك اللاجئين والمشردين من الحروب ومن التمكين وابناء الشهداء وبنات المقهورين بحثا عن الحرية والمنتشرين فى اصقاع البسيطة هربا من فقر بلادهم ليرسموا الامل على وجوه اهلهم وجيرانهم فكانت الحانك عشا صغيرا لكنه كريما باريحية ابنتهم بنت بلدهم ففرحوا بها وفرحت بهم
وعندما قرات ( حوار الدين والفن ) والتقيتى الشيخ حسن الترابى واقتنعتى بحرمة الغناء واعلنتى بالفعل اعتزاله نهائيا عم الحزن ارجاء البلاد وتحدث الجميع عن انك كنت مشروع غنائى واعد وباهر ومتميز فى ساحة الغناء السودانى لكن وفى نفس الوقت فرح الجميع لك بانك قد وجدت نفسك وحزمت امرك وعزمت عليه فبارك لك الكثيرون توبتك وتمنى لك الجميع ان يوفقك الله فى مستقبل ايامك وان يبارك لك فى امرك ومسعاك
لقد بلغت اوج الشهرة وذقت حلاوة المجد فى سن يافعة وبرغم ماللشهرة والمجد من حلاوة فلقد ضربت اعظم الامثال فى التمسك بالمبدا والتضحية من اجله حتى لو جيء لك بملء الارض ذهبا ولم تكابرى وتلقى بالحجج بل قبلت بالحق حسبما رايت ولو كان باهظ الثمن وكانت هذه رسالة وما اعظمها من رسالة وقدوة
ارجو ان تكونى قد اطلعت على ما مرت به البلاد من مراحل منذ الانقاذ بل ارجو تحديدا ان تكونى قد مررت على كل تاريخ الشيخ حسن الترابى منذ الاستقلال مرورا بالديمقراطية الاولى ثم المصالحة الوطنية وقصة اذهب للقصر سجينا وانا للسجن حبيسا ثم اعدام 28 ضابطا و اكثر من ضعف هذا العدد من الجنود فى رمضان قبل ايام معدودة من عيد الفطر بعد ان منحوا الامان واعدام مجدى ومن معه فى قضايا العملة ثم ارتال الشهداء الذين وصفوا فيما بعد بالفطائس فى حرب الجنوب والتى ارتوت ارضها بدمائهم ودماء الابرياء من ابناء الجنوب ثم بعد كل ذلك فصل الجنوب ثم تواصل قوافل الشهداء من الابرياء فى دارفور والعيلفون والشمالية وجبال النوبة والنيل الزرق وشهداء سبتمبر وملايين اللاجئين اللذين يعيشون بلا ماوى ولا ماكل او مشرب او ملبس ثم تعرجى على قصص الفساد ونهب مال الشعب وتنظرى حولك الى حال الناس والعباد فى هذه الايام لايستطيعون الحصول على الخبز او الغاز او المواصلات والبنزين وترهقهم تكاليف الحياة من مدارس وعلاج فاذا ايقنت ان حالنا قد تدهور فارجوا ان تصلى الشيخ حسن الترابى فى بيته لتردى له الجميل والنصح وتخبريه انه سواء ان حاول او تامر او اجتهد الا انه قد فشل فعليه الان ان يلملم اشيائه ويعتزل . . فان ما فعله ويفعله بالشعب السودانى اكثر مما يفعل بفئران التجارب و اشد فتنة من الغناء
بارك الله في هذا الشعب ونساله العفو والعافية
اللهم الطف بنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|