قبل اسابيع .. كنت اجلس في السيارة وفجأة سمعت صراخ فتاتين .. فالتفت لأجد شابين يركبان دراجة بخارية وقد حاولا خطف حقيبة الفتاة وفشلا.. فانطلقا بدراجتها وسط ذهول المارة إلى أن اختفوا... البارحة كنت أسير مع أختي في الشارع بعد الافطار..كانت الشوارع خالية والغروب يسدل استاره على السماء .. فجأة لاحظت أن دراجة بخارية تتجه نحونا مباشرة ، وفي اللحظة الاخيرة انحرف سائقها بعيدا وكان يردف معه شابا آخر ، وربما لأنني كنت ارتدي جلبابا أسود فقد ظنا مع الظلام أننا فتاتان ترتديان العباءة السوداء .. لكن دخول الدراجة او الموتر واتجاهه نحونا كان يتم بثبات نفسي وعصبي كبير جدا .. لا أعتقد انهما كانا فقط يريدان خطف حقيبة بل ممارسة ارهاب وابتزاز لأي فتاة تسير وحدها في الشارع بدون محرم ، هذا الثبات العصبي لدى هؤلاء المجرمين والذي يخالف ما درسناه في علم الاجرام عن الجناة غير معتادي الاجرام واولئك نطاقهم في جرائم القتل والاغتصاب وخلافه وليس سرقة حقائب او الابتزاز..هذا الثبات العصبي مع عدم وجود أرقام لهذه الدراجات يجعلني أعتقد ان الجناة يستمدون قوتهم من سند إما أمني أو ديني معا .. ، أقول سند أمني دون أن ادري الدوافع التي تدفع بجهاز أمني إلى تسليط أفراده للقيام بارهاب الفتيات ، ولكن ربما كان دافعه منع الفتيات من السير دون محرم في الشارع وتخويفهن ، أي انه دافع ديني يتم تعزيزه واشباعه عبر الجريمة. هذه الظاهرة من المستحيل أن تكون بدون سند أمني ، لأن التعرض للفتيات في الشارع قد يثير حفيظة بعض المواطنين وبالتالي يلاحقوا الجناة . رغم ان هذا نادر فالشعب صار يؤثر السلامة ويمشي جنب الحيط كأي فأر مرتعب. أنا متأكد أن هذه الظاهرة ليست طبيعية بالمرة ، وليست عشوائية بل منظمة تنظيما دقيقا ... ومسنودة بنفوذ أمني لا شك فيه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة