طيب الاسماء .. شعرية التسامح والأمل بقلم عماد البليك

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 03:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2015, 05:44 PM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 118

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طيب الاسماء .. شعرية التسامح والأمل بقلم عماد البليك

    05:44 PM Jun, 16 2015
    سودانيز اون لاين
    عماد البليك -مسقط-عمان
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    لا يحكى





    ينتمي مصطفى طيب الأسماء لتيار شعري جمع بين الشكل التقليدي للقصيدة والانفتاح باتجاه فضاءات الإنسانية والعرفانية ونسج المحبة بين الناس في المضمون، وقد ولد شاعرنا في 1924م بقرية أبي شنينة بالروصيرص، وقد تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ثم حصل على دبلوم كلية التربية من جامعة عين شمس. وقد ورد اسمه ضمن معجم البابطين للشعراء العرب الذي تضمن بعض من قصائده.
    وقد انفق الرجل حياته في حقل التعليم حيث عمل في جميع مراحل التعليم وبالجامعات السودانية وأستاذا للتربية بجامعة الخرطوم، كما مارس العمل الصحفي، أما في نتاجه الأدبي فقد أصدر سنة 1973 ديوانه "لحن وقلب"، وله ديوان آخر باسم "الخرطوم"، لكن أشعاره التي لم تنشر كثيرة جدا كما أن مؤلفاته متعددة متفاوتة الأحجام ما بين اللغة والأدب والثقافة الاجتماعية وقد طبع منها كتابه "دور الأدب في النضال الوطني".
    ولعل الملمح الأهم في شعره إذا ما وقفنا عند المضمون كما ترى فاطمة موسى بليه في دراسة مصغرة نشرت بمجلة "كتابات سودانية" العدد 22، ديسمبر 2002م أن أشعاره امتازت "بحب الخير وتعلقت بمعاني الوئام والأخوة".. فهو يترنم بالسلام والمودة وبناء عالم إنساني خال من الصراعات والخصومات، وهو أيضا صاحب نزعة صوفية في شعره، حيث تجمع تجربته الشعرية بشكل عام ما بين المنحى الصوفي الذي يتخذ طابع الابتهالات والتقرب من الخالق بالدعاء، ومعالجة قضايا الحياة الإنسانية بشكل عام ورغبته في بناء عالم يسوده الإخاء، كما في قصيدته (أيها الإنسان)، التي سوف نستعين بها هنا على تتبع ملمحا من وعي الذات الإنسانية في تجربة مصطفى طيب الاسماء، وهي ما يفتح كذلك أحد بوابات الاستفهام والترقب حول الشخصية بشكل عام والسودانية بشكل خاص.
    يرسم لنا الشاعر مرحلة تحولات في الشخصية السودانية، كسائر كثيرين من جيله وإن كانت تختلف الطرق التي تقاد بها المعاني، لاسيما أن هذا الجيل الذي عاش فترة الانتقال بين الأصالة والتحديث، كان قد بدأ يعاني وهو يرى كيف أن بنى المجتمع التقليدي الذي ألفه بدأ في التفكك. والمعني هنا صور الوئام الاجتماعي الكلاسيكي الذي كان سائدا سواء على المعنى الحقيقي أو المجاز العام لرؤية الذات، لأنه ثمة لحظة كان كل شيء مفضوحا وكان على الأدب أن يواجه الأزمات ويرى المجتمع وفق حقيقته وشكله الجديد، وهو السؤال الذي لا يزال مستمرا إلى اليوم ولم يجد نهايته بعد، خاصة أنه يتعلق بأسئلة أكثر تعقيدا تتعلق بالهوية والمستقبل والأبنية السياسية في تركيب المجتمع من النواحي السياسية والبنائية الفعالة في تصوير الحياة الأفضل والمرتجاة.
    يكتب مصطفى طيب الاسماء في قصيدة "أيها الإنسان":
    أيهـا الإنسـان يا نسل أبي يا أخـا القُـربى ويا ذا النسـب
    إن تكن في القصر أو في السـبسـب (أي المفازة والقفر)
    أو تكن في النور أو في الغيهب
    فلماذا البغض يجتاح الصدور
    ولماذا تتعالى في غرور؟
    تصنع القيد لتحظى بالقصور
    وترى غيرك في القيد أسير
    أم ترى أنك ذو الجاه الكبير؟
    إنما الناس جميعا لأب
    وهو في المبدأ من طين وماء
    وهي ببساطة إشارة دعوة إلى تعميق البعد الإنساني والألفة بين البشر بالعودة إلى الأصل الذي هو الطين والماء، وفق الميثولوجيا المعروفة، وهنا يكون السؤال عن سبب التعالي والتفاوت الطبقي والاعتزاز الزائف بالذات، ما بين صناعة القيد وتقييد الآخرين بالعجز عن فهم عن أسرهم أو مناولتهم الساعدة. ويلفت الشاعر الانتباه لكيف أن المجتمع بات يقوم على هذه الثنائيات التي انغرست بقوة إلى اليوم بل تفاقمت وأصبحت السيطرة عليها صعبة، إذ تحولت البغضاء إلى صفة عامة تكاد تطبع المجتمع في ظل البحث عن الأنا واضطهاد الآخر ونفيه وتغريب الذات.
    ويمضي بنا مصطفى طيب الاسماء في تتبع سيرة الإنسان وصيرورة الحياة التي لا تعرف سوى التأمل للعارفين، لأنها في غرارتها الجادة هي الخداع والتمويه، وليس لعاقل أن يعتز بها، وقد كتب في قصيدته "خداع الحياة":
    كم مشينا إلى الحياةِ حَياريَ
    وجريْنا للمْعِها نَتَبارى
    في حنايا النفوس منا حنينٌ
    ثائر الخطو جامحٌ لا يجارى
    أملا في السراب من زحمة الهمْ
    ولون السراب يبدو نضارا
    تعشق النفس لمعه ورؤاه
    وتُرجّي مناله والقرارا
    علها تسكن اللواعج وهنا
    وتلاقي بعد الظلام النهارا
    كلما لاح منظر خفَقَ القلـبُ
    وظن السرابَ يندى انهمارا
    والأماني تَلِجُّ حيرى ظماء
    ترقب الِوْرَد يمنة ويسارا
    غير أن المسير أَوْهَى قوانا
    والسراب الخؤون عنا توارى أو تكن في النور أو في الغـيهـب أو تكن نسـل كـرام نجـب
    وفكرة السراب بإختصار هي معنى واضح في أن الحياة ليس لها من قرار، وأن سيرتها هي الخداع المستمر ولهذا على الإنسان ألا يركن لها ويستجيب وبهذا يكون عليه أن يسير نحو التسامح والسلم، وبتحليل هذه الأبيات فهي تدعو بهدوء إلى الإنسان المسالم والمتعقل الذي لا يمارس الغرور ولا يتعالى وأن لا يركن الإنسان للنتائج المباشرة التي يراها في حياته أمامه بل عليه أن يمضي إلى الأعماق في الرؤية فليس كل ما يومض هو الحقيقة النهائية. وهذه الفلسفة رغم أنها تبدو معتادة وواضحة وجلية إلا أنها تكتنز في بعدها الثاني غير المرئي ذلك العمق الصوفي الذي لا يؤمن بالنهايات ويرى أن رحلة اليقين هي مشوار طويل من عذابات الذات، حتى لو أن الشاعر أغلق الطريق بإعلان الوهن والتعب وأن السراب نفسه لم يعد موجودا، فحتى الوهم قد تضاءل قصاد الواقع الغريب. لكن طيب الاسماء لا يعلن ذلك بالمباشرة في القول ولا يتخذ التراكيب المعقدة أو لغة "الذراري" كما عند التيجاني يوسف بشير حيث أن التصوف يتخذ لغة أكثر تعقيدا ومسامرة مع فيزياء الوجود المتشابك والمعقد. وحيث فلسفة الاستسلام لا تعني الانتقام بل تعني التشابك مع مفردة الكون الأزلية في أن الكائن هو حصاد كلياته وما حوله من موجودات وأشياء، فهل النهاية هي النهاية، أم هي العودة للتجريب ورؤية الورد والتعلم منها شأن الوجود.
    إن تجربة طيب الاسماء تتخذ مسار التصالح البسيط مع العالم والتي فيها طابع الحكمة وفيها مرات كثيرة الرضا بالحال أكثر من الدعوة للثورية والمطاحنة، فالشاعر لا يبدو ثوريا وهذا ما ينعكس في ابتهالاته التي سوف تصبح البديل عن الدعوة للتغيير في العالم بصور التدخل المباشر والقهري، وغاية ما يقوم به أنه يتخذ الليل مأوى لبث الشكوى للخالق لكن ثمة معنى آخر وراء المشهد، إذ يقول:
    والليل فيه صلاتي
    ونجوتي والدعاء
    أبث فيه شكاتي
    لخالقي في صفاء
    والليل مهد سكوني
    وهدأتي من عناء
    من الليل أسرى نبي
    وفيه جاز السماء
    وهي بمثابة دعوة للإسراء أي الانتقال لطور السماء وبناء الأرواح والتخلص من فائض البدن، وكذا التغيير عبر مجازات الهدوء والسكينة وليس الثورية الغارقة في الهتافية، إنها طريقة المتصوف الذي يتعامل مع كيمياء الليل بوصفه حديقة الإيلاف والاقتراب من المعاني وفهم الذات.. إن بث الشكوى للخالق وفي عمق السكون لا يعني السكوت ولا التنازل عن حقيقة الذات، إنه إشارة إلى ثمة مجال آخر للرؤية يجب أن ينزع إليه الإنسان، ويتخذ فيه مأوى بدل العالم الشرير، ويعني التكامل مع وحدة العالم وحقائقه الكبيرة والمطلقة.
    mailto:[email protected]@gmail.com





    أحدث المقالات
  • البشيرالافلات من الاعتقال بشق الانفس حتي اشعار اخر بقلم محمد فضل علي..كندا 06-16-15, 09:54 AM, محمد فضل علي
  • رقعة شطرنج (الانقاذ).. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-16-15, 09:28 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي العنتريات التي ما قتلت يوما ذبابة! بقلم أحمد علاء الدين 06-16-15, 09:25 AM, أحمد علاء الدين محمد موسى
  • وزارة حقوق الانسان تنتهك حقوق الانسان بقلم صافي الياسري 06-16-15, 08:57 AM, صافي الياسري
  • إيران تصوت للتغيير و الغد الجديد بقلم حسيب الصالحي 06-16-15, 08:55 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • البشير ما زال محتجزاً بجنوب أفريقيا بقلم سهير شريف - لندن 06-16-15, 08:53 AM, سهير شريف - لندن
  • النادي النوبي بهولندة يحتفي بتدشين كتاب شاعر الدهليز توفيق صالح جبريل بقلم عادل عثمان عوض جبريل 06-16-15, 08:16 AM, عادل عثمان عوض جبريل
  • تكريم فوق العاده لنجوم فوق العاده ... بقلم عادل قطيه / المملكه العربيه السعوديه 06-16-15, 08:13 AM, عادل قطيه
  • انها لحظة المصداقيه بقلم سعيد شاهين 06-16-15, 08:10 AM, سعيد عبدالله سعيد شاهين
  • في حضرة مولانا الانقسام ....................!! بقلم توفيق الحاج 06-16-15, 08:06 AM, توفيق الحاج
  • حول الهروب المُذِل للبشير من جنوب أفريقيا بقلم عادل إبراهيم شالوكا 06-16-15, 08:03 AM, عادل شالوكا
  • قضاء جنوب أفريقيا, مأثرة قضائية و تاريخية ضد تزييف الوعى وأهدار الجناية! بقلم بدوى تاجو 06-16-15, 05:37 AM, بدوي تاجو
  • وثيقة "نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع والمبدعين" (1976): 40 عاماً من العزلة بقلم عبد الله علي إبراهي 06-16-15, 05:36 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • للخروج من شرنقة الحزب وبناء الإتفاق القومي بقلم نورالدين مدني 06-16-15, 03:47 AM, نور الدين مدني
  • قصة فساد معلن عثمان كبر واختطاف شمال دارفور من يتحمل مع كبر المسؤولية ؟ بقلم صلاح محمدي 06-16-15, 03:45 AM, صلاح محمدي
  • علاقة الريع التنظيمي بالفساد التنظيمي وبإفساد العلاقة مع المستهدفين..... بقلم محمد الحنفي 06-16-15, 03:43 AM, محمد الحنفي
  • ماذا وراء التسهيلات الإسرائيلية؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 06-16-15, 03:41 AM, فايز أبو شمالة
  • صفحة جديدة من ملف التلفيق المخابراتي الايراني على سكان ليبرتي بقلم صافي الياسري 06-16-15, 03:39 AM, صافي الياسري























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de