انتهينا بالأمس إلى أن الرئيس استثمر في طه كما لم يستثمر في أحد من قبل.. والوالد يستثمر في ولده ليكون الأفضل.. هذه لتوضيح الفكرة فقط.. فطه الذي بدأ كمدير مكتب للرئيس.. مثل سابقيه.. ارتقى في سلم المهام والتكليفات حتى أصبح مبعوثا خاصا.. فالتكليفات الرئاسية شرف لا يدانيه شرف.. ونفذ الرئيس عبر طه مشروعات ضخمة.. يتضاءل دونها تحسين العلاقات السودانية الخليجية.. مشروع العلاقات العربية الأفريقية وفتح البوابة الأفريقية أمام العرب سيظل إنجازا غير مسبوق.. وما الغرابة؟.. ألم ننفك نردد أن السودان هو بوابة العرب نحو أفريقيا..؟ وضرب طه رقما قياسيا في حمل رسائل الرئيس الخاصة إلى رؤساء الدول وزعماء العالم.. وتجاوز طه محيط علاقات السودان الخارجية إلى القيام بحراك كبير على مستوى العلاقات الإقليمية هنا وهناك.. بل بلغ الأمر قمته حين تلقى طه التكليف بتمثيل السودان في القمة العربية الإسلامية الأمريكية.. وربما لم تكن ليصبح ذلك التكليف حدثا ذا بال.. لولا ما سبقه من رفع التوقعات بأن الرئيس نفسه سيقود وفد السودان في تلك القمة.. والبعض لا يتردد في تحميل طه عثمان مسؤولية ذلك.. ومن عجب أن ذات الذين احتفوا بصورة طه عثمان وهو يصافح ترامب.. عادوا وسنوا خناجرهم لملاحقة ظهره وهو يغادر المشهد..! وفي كل هذا.. كان دور طه يتضخم.. والثقة المتبادلة بينه والرئيس تتضخم.. ولكن.. في المقابل ظلت المسافات بينه وبين المؤسسات تتضخم كذلك.. كان منطقه.. أنه يعرف الرئيس.. ولا أحد غير الرئيس.. وربما لم يقل له أحد.. إن الاعتراف بالرئيس وحده.. دون مؤسساته سيكون أمرا محفوفا بالمخاطر.. كما ثبت لاحقا..!! ولئن عدنا إلى عبارتنا المحورية أن الرئيس قد استثمر فيه.. فطه عثمان هو الرجل الذي رشحه الرئيس.. دون غيره.. لينوب عنه ويقوم مقامه.. في كل ما يتصل بعلاقات السودان بمنطقة الخليج.. ولن يختلف اثنان في أن طه قد أحسن التمثيل.. بل وأحيانا بأفضل مما كان متوقعا منه.. فإن لم يكن من سبيل للزعم بأنه قد أساء التمثيل.. سيما وأن الرئيس كان من أشد المتحمسين لطه.. أكثر المدافعين عنه.. وكل ذلك ظل حافزا لطه ليمضي في ما هو ماض فيه من عمل.. نصب عينه رضى الرئيس.. سلاحه ثقة الرئيس.. مصدر قوته حماية الرئيس.. فالمؤكد أنه قد أساء التقدير.. وستظل واحدة من مظاهر سوء التقدير.. أن يكون طه قد راهن على ما حسب أنها مصادر قوته الخارجية.. ربما..! هل كان طه مؤيدا للدعم الإمارتي للقائد الليبي حفتر..؟ في الوقت الذي ترى فيه المؤسسات الوطنية مهددا للأمن القومي السوداني..؟ أيضا.. ربما.. هذه واحدة من المستمسكات الموضوعية.. النادرة.. ضد طه عثمان..! ولئن كان البحث سيستمر لسنوات طويلة لسبر غور أسرار خروج الرجل الأقوى في مكتب رئيس الجمهورية.. فثمة من يرى أن الكوة التي خرج منها طه عثمان.. أو أخرج منها.. لم تنفتح على حين غرة.. بل ظلت تتسع يوما بعد يوم.. وأن طه نفسه لم يقل جهده في توسيع تلك الكوة عن جهد خصومه.. بالنتيجة فإن طه عثمان الذي بدأ مشواره مع الرئيس من الحزب.. قد خسر الحزب.. وخسر الجهاز.. وخسر آخرين من دونهما.. بحجم الحملة التي يتعرض لها الآن.. وبالنتيجة أيضا.. غاب عن المشهد..!
alyoumaltali
06-19-2017, 03:16 PM
محمد أبوجودة
محمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265
فالتكليفات الرئاسية شرف لا يدانيه شرف ____________________________________ صحيح لكن ذلك لرئيس عنده شرف لامة عندها شرف.. شوف نوع الرئيس الكذاب الفاسد و مدير مكتبو صاحب العفن المشهود.. فضائح لا تأتي إلا من الصغار.. ثم أنظر إنت لخواء معونك.. يا لصغرك! لا نقول إلا ما يرضي الله و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة