اذا أردنا التطرق لقضايا المرأه السودانيه بالسودان وهنا أشدد علي أهمية المكان (السودان)، لأن المرأه السودانيه بالخارج علي سبيل المثال بأوروبا ليست بحاجة ماسه الي المساعده كما هو حال التي تقيم بالسودان لان أوربا توفر لها الحريه المطلوبه وهنالك من المنظمات المهتمه بقضايا المرأه مايكفي لعلاج قضاياها، اذا الأضواء تتسلط علي قضايا المرأه بالسودان،ولكن لكي تتقدم بيد العون لأي إنسان سودانيا كان أو غيره، رجل كان أو إمراه ، لا بد ان يكون هذا الشخص قابل لاستقبال ألمساعده معنوية كانت أو مادية أو إرشادية ولكي يتواجد هذا القبول لا بد من تواجد الثقه، علي سبيل المثال: إذا أراد الطبيب النجاح في التوصل إلى علاج شافي لمريضه لا بد من تواجد تعاون بين الطرفين وهذا التعاون فى حاجة إلى الثقه فان أردت ان تحصد لا بد أن تزرع ،وإن أردت أن تزرع فلا بد من أن تهيئ التربة وتتأكد من تكامل العوامل المساعدة علي الزراعه من أوكسجين وماء وإضاءه وغيرها، وبهذا المستوي إن لم تكن هناك ثقه بين سودانيى الداخل والخارج فلن يكون هنالك استعداد لتقبل الحوار أو النقاش أو قبول المساعدة بتقديم حلول او اطروحات وما شابه ذلك ، ومن خلال متابعتى لآراء السودانيين في مواقع التواصل الاجتماعي عند وضع بوستر للإعلان عن ندوة بباريس لمناقشات قضايا المرأة في السودان كانت الآراء غير إيجابية حيث يري سودانيى الداخل أن سودانيى الخارج بعيدين كل البعد عن قضايا المرأة السودانيه والمجتمع السوداني وانهم يجتمعون وينفضون من غير التوصل إلى أي حلول او اطروحات لحل قضايا المرأه السودانيه أو مشاكل السودان بشكل خاص، وأن الغرض من تجمعاتهم هذه معارضه الحكومه تحت ستار وهمي ، والبعض الآخر يتساءل بأي وجهة نظر سينظر لهذه القضايا ويتم حلها؟ بنظره سودانيه وحلول تلائم المجتمع السوداني أم علي الطريقه الأوربية؟والبعض الآخر يظن أن هؤلاء المجتمعين فاقدين للمصداقيه وهم مجرد منتفعين من أوربا لا تهمهم قضايا السودان في شئ، والبعض يري ان مجرد تواجد إحدي ناشطات من الحزب الشيوعي يكفي لفشل هذه المحاولات لأنه لا يمكن لأي عضو من أعضاء الحزب الشيوعي أن يناقش قضايا المرأه السودانيه المسلمه، بينما يري سودانيى الخارج أن هذه الرؤيه هي اقصائيه وتطرفيه غير سليمه وغير مقبوله لان بعد الزمان والمكان لا يمنع سودانيى الخارج من الشعور بمعاناة الشعب السوداني لانهم جزء لا يتجزأ من السودان عاشوا فيه وعايشوا عاداته وتقاليده وثقافته وحتي من ولد في الخارج ترعرع وعاش في بيت سوداني وهم ليسوا منقطعون عن السودان ولا عن أهلهم الذين مازالوا يقيمون فيه، وكونهم عاشوا جزء من حياتهم في السودان والجزء الآخر في أوربا لا ينقصهم شئ بل يضيف لهم لانهم تشبعوا بالعقليه الانفتاحيه التي تسمح بتقبل الطرف الآخر وتقبل اي فكر ورأي مخالف لهم والتعايش والتأقلم مع كل وضع، ويرون أنه لا يحق لأي شخص أن يعطي نفسه الحق في تحديد من له الحق في أن يتكلم في قضايا السودان من أبناءه، وأنهم لم يأتوا بفاحشه أو جرم نظرا لهجرتهم إلي الخارج التي كانت بسبب نفس المعاناة التي يعيشها اليوم إخوانهم في الداخل، وانهم لم ينهبوا أموال الشعب السوداني ولم يتاجروا بقضيته وانهم ان كانوا قد وجدوا مساعده مادية أو معنويه من البلاد الأوربيه التي يقيمون بها فحالهم حال جميع المهاجرين من أجناس مختلفة ولم تكن بمساعدات مخصصه لهم دون غيرهم ولغرض معين بل حتي الاوربيين أنفسهم يتلقون هذه المساعدات لأن هذه الدول تهتم باحوال شعبها، وهم يرون أن هذه مفاهيم خاطئة حاول البعض زرعه في عقول سودانيى الداخل، وهنا تبدأ التساؤلات، لماذا كل هذه الأفكار السلبية عن سودانيى الخارج؟ ومن هو السبب في زرع هذه الفجوة بين سودانيى الخارج والداخل ؟ومن المستفيد من وراء كل ذلك؟ وهل مثل هذه الفجوات التي تبعد بين أبناء الشعب سوف تساعد علي أحداث تغيير سياسي واجتماعي واقتصادي ؟ أم أن عدم ترابطهم وتكافلهم وعدم وجود الثقه سوف يكون عائق كبير حول أحداث اي تغيير؟ ولماذا لا يكون هنالك حوار مماثل لحوار الحكومه والمعارضة من أجل إصحاح المفاهيم الخاطئة وتلاحق وجهات النظر بين سودانيى الخارج والداخل؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة