ضياء الدين بلال، مقدم برنامج ( فوق العادة) بقناة الشروق، أهدر طاقة جبارة ليلعب لعبة القط و الفار، لتجريم الكودة أمام النظام الحاكم.. و إثبات التذبذب في مواقف الكودة السياسية أمام الشعب السوداني الرافض للحوار.. لكن ضياء تحول إلى ( قنفذ) أمام الكودة الذي جاء ( مرتَّباً) و متهيئأ لكل حدث أمام قناة المؤتمر الوطني الرشيقة.. ضياء يسأل.. و الكودة يجيب.. ضياء يرمي بسؤال آخر .. بعد أن بدت له أن مقدمات الإجابة على السؤال الأول سوف تفضي ‘لى نهاية غير مرغوبة.. بينما المشاهد في انتظار اكتمال الإجابة.. إلا أن الكودة يقطع إرسال إجابة السؤال السابق- دون تذمر- ليجيب على السؤال التالي الذي داهمه في تعدٍّ واضح على أصول اللعبة.. كانت الحلقة مبارزة فيها يتقافز ضياءالدين في الهواء من الشرق إلى الغرب و سيفه بيده و كأنه يصارع طواحين ( فوق العادة).. دون أن يصيب أي هدَف أصلاً.. يعتريك إحساس بالشفقة على ضياء الدين وأسئلته تنحرك بخبث مشوب بغلالات من التحريض.. تحريض ربما يلقى صدى لدى الحكومة.. و ربما يتجاوب معه بعض المعارضين للنظام.. و المستنكرين لمجيئ الكودة إلى السودان.. و سهام سؤال استنكاري خبيث موجه للكودة عن خططته في السودان.. و سؤال آخر عما إذا كان أبناء الكودة سوف يسيرون على خطاه في التذبذب من موقف سياسي إلى آخر.. و غاب عن ضياء الدين أن الآباء لا يقرأون نوايا الأبناء و لا يتحكمون في توجهاتهم، و إلا لكان إبن سيدنا نوح من ركاب السفينة الأشهر.. تشعرك أسئلة ضياء الدين البلال بكمية من التكلف الممجوج تتتالى على ضيفه، فتتضايق أنت و لا يتضايق الضيف .. و كثيرُ محاولات تتابع لارباك الضيف، إرباكاً من أجل الارباك، و ليس من أجل استنطاق الضيف بما يفيد المشاهد.. أو بما يكشف مساؤئه أومحاسنه، للصًالح العام.. و أطلق ضياء الدين سؤالاً عن علاقة الكودة بالجبهة الثورية، رد عليه الكودة بأن أول صحيفة اتصلت به بعد توقيعه على وثيقة اللجنة الثورية هي صحيفة ( السوداني) التي يرأس ضياء الدين تحريرها.. و أنه قد بعث إلى الصحيفة بكل ما حدث من ملابسات ذات صلة بتوقيعه على الوثيقة.. و عن دوره في تعديل بعض الفقرات التي تتعارض مع رؤاه قبل التوقيع.. و ألقم الكودة ضياء الدين حجراً في رده على سؤال استنكاري من ضياء:- " هل تؤيد استخدام السلاح ضد ( الدولة)..؟!!" لم يتردد الكودة في قول ما معناه نعم، إذا انعدمت كل الوسائل لبلوغ ما يتطلبه إصلاح ما يتوجب إصلاحه.. و نحن نسأل:- هل الانقاذ دولة؟ أم مجرد نظام سوف يضعه التاريخ في القائمة السوداء ضمن منظومة ( حضارات سادت ثم بادت)؟.. و ثمة ملاحظة جديرة بالتأمل عن التغيير في مفاهيم كل من يغادر الشرق الأوسط إلى الدول الغربية .. حيث تحدث تحولات في الوعي ب( الآخر) المسيحي/ اللا ديني هناك.. عكس ما كانت عليه المفاهيم.. ( فالآخر) كان ( شيئاً) خارج مصفوفة الخيِّرين.. لكن العيش مع ( الآخر)، في بلد الآخر، يجعل الشرقي المسلم يعي أن صفة الخيِّريين ليست حكراً على المسلمين فقط.. و أن الخلق الحسن ( الممارس) هناك فوق ما يتمشدق به ( المتأسلمون) و لا يطبقونه في ممارساتهم اليومية.. فقد إكتشف الكودة أن الغربيين ليسوا أشراراً.. و أنهم يمارسون ( مقاصد) الشريعة دون أن تكون دولهم دولاً إسلامية تجعل الشريعة عنواناً عريضاً لدساتيرها دزن تطبيقها.. و أن الغرب غرب و الشرق شرق.. و بينهما اتفاق و اختلاف.. و قال الكودة، ما معناه، أنه أكثر ما شعر بالقرب من الله في صلواته كان هناك، في هولندا..
و ظل المنطق يقف مع ما يصدر من إجابات الكودة، و الفجاجة تصر على التواصل مع أسئلة ضياء الدين..
كنت قبل اللقاء لا أعرف يوسف الكودة.. لكنني احترمته، رغم اختلاف بعض ما أراه مع بعض ما يراه في ذاك اللقاء.. خاصة و أن ضياء الدين إستضافه ليعرَّيه، لكن الكودة جرَّد ضياء الدين من ملابسه تماماً..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة