من بوادر خيبات (الصدمة) أن تبدو الملهاة والكوميديا في مواجع (النكبة) ، ونعود مرةً أخرى إلى تصريحات مسئولي حكومة المؤتمر الوطني المغلوبة على أمر واجباتها وإلتزاماتها تجاه الوطن والمواطن والتي دائماً ما تشير إلى هوان الناس عندهم وهوان آمالهم وأحلامهم البسيطة في الحصول على أبسط ما يمكن أن يوفِّر لهم حياةً كريمة ، معتمد أم درمان الفريق أبوشنب في لقاء تلفزيوني يقول أنه قام (بتنبيه) وتحذير تجار سوق أم درمان المنكوب بحريقٍ شامل يوم الجمعة الماضية من الأوضاع التنظيمية والتخطيطية داخل السوق والتي تنذر بحدوث كوارث عدة في مقدمتها إندلاع حريق لا يمكن بحدوثهِ لسيارات الإطفاء الدخول لإطفائه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك لضيق الشوارع وعدم تخطيطها الجيِّد فضلاً عن إنتشار وتغوَّل المحلات الفرعية غير الثابتة والطبليات والأكشاك المؤقتة ، وبغض النظر عن الأسباب والمسببات على معتمد أم درمان أن يعرف أن كل ما جاء من نقدٍ ولوم وإتهام بالتقصير للحكومة أو المعتمدية أو قوات الدفاع المدني لم يكن منصباً حول (الصعوبات) التي واجهت فرق الإطفاء بقدر ما إنصبت على (تأخر) وصولها لأرض الكارثة ، حيث وصلت بعد قرابة الثلاث ساعات من بداية الحريق والتي من وجهة نظري الشخصية كافية لإحتراق مدينة بأكملها وليس سوق الذهب والعطور فقط لولا لطف الله وحسن تدبيره في تخفيف آثار المصيبة ، أما من الناحية النظرية نقول للفريق أبوشنب منذ متى كان دور المحليات والمعتمديات محصوراً في مبدأ (التنبيه) و(النصح) والتوعية ؟ إذن في رأيكم ما هو إختصاص الهيئات والجمعيات والمنظمات الطوعية التي تعمل في مجال التوجيه والتوعية بالكوارث والمخاطر المهنية والمجتمعية التي يمكن أن تقع في الأماكن العامة ومناطق التجمعات ، حسب إعتقادي سيدي المعتمد أن دوركم ودور المعتمدية هو بالتأكيد دور تنفيذي يجب أن يكاون قبل شيء (بياناً بالعمل) ، فإن كان هذا السوق المنكوب يعاني من تجاوزات تنظيمية وتخطيطية فالتجار والمستفيدين منه (بما فيهم المتجاوزين) هم آخر من يُسأل عن ذلك ، لأن المسئولية الأولى تقع على عاتقكم وإنتم تتفنَّنون وتتفانون في أمر الجبايات الضريبية والرسوم التنظيمية ولم تزل الأسواق في شتى أنحاء أم درمان تعاني عدم تواجدكم في خطوات عمليه لإيصالها مصاف التنظيم والتخطيط السليم الذي يقيها شر مثل هذه الأحداث ويمكِّن الهيئات الأخرى كالدفاع المدني من أداء واجباتها تجاه الكوارث بكل يُسر وفعالية ، أن تصريحكم الذي فحواه لومكم للتجار المكلومين في هذا السوق المنكوب يحاكي المقولة الشعبية التي تقول (ضربني وبكى وسبقني وإشتكى) ، كما أنها من ناحية أخرى أصدق مثال (لتطوَّر أدبيات التنصُل عن المسئولية) ، سيدي المعتمد إن الإعتراف بالحق فضيلة فطالما كانت هذه المحلات (مسجلة) رسمياً في الأضابير المستندية لإدارتكم وملتزمة بدفعها للضريبة والرسوم المتنوعة ، فإن أمر تنظيمها وتخطيطها بما يقيها كوارث الحريق ويتيح أمر إستفادتها من مجهودات الدفاع المدني هو(مسئولية) تقع على عاتقكم لا تقبل الجدل ولا المناورة ، كان حرياً بكم الإعتذار عن التقصير والوعد بعمل جدي وسريع لتأمين ما تبقى من مُخططات تجارية من مثل هذه الحوادث في المستقبل ، ليتكم لو تعملون في ما يفيد الناس من خدمات وما يقيهم من كوارث متوقعة بنفس الحماس الذي تعملون به حين يتعلَّق الأمر بمطاردة البسطاء والفقراء حين يجتهدون في كسب لقمة عيشهم بالحلال ، ما أسرعكم وما أروعكم في أداءكم إذا تعلَّق الأمر بمطاردة ست شاي أو طفل يعمل في (درداقة) أو إغلاق وإظلام شارع النيل في وجه المواطنين حين إكتشفتم أن فيه متنفس يبعث في قلوبهم سعادة (مؤقتة) تساندهم لمواجهة المصاعب والمواجع التي لا تنقطع في يوم جديد قادم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هيثم الفضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست