|
صيد السمك بمدينة كوستي! (مذكرات زول ساي)! بقلم فيصل الدابي/المحامي
|
02:14 PM Feb, 22 2015 سودانيز أون لاين فيصل الدابي المحامي - الدوحة-قطر مكتبتي في سودانيزاونلاين
حكى الزول الساي الما بقعد ساي وما بسكت ساي فقال: لا أذكر من علمني صيد السمك ولا أعرف متى بدأت ممارسة هواية صيد السمك على ضفاف النيل الأبيض بمدينة كوستي ، كل الذي أذكره أنني وقبل أن أبلغ العاشرة من عمري ، كنت أذهب لوحدي إلى دكان أبنعوف في السوق الكبير بمدينة كوستي وأقوم بشراء السنارات الصغيرة وخيط العصب القصير، وبعد ربط السنارات الصغيرة في خيط العصب القصير كنت أضع في نهاية خيط العصب صامولة صغيرة تسمى التقالة وذلك بغرض تثبيت السنارات في موضع واحد داخل البحر ومنع الأمواج من تحريكها هنا وهناك! كنت أذهب للخور الكبير الكائن خلف استراحة السكة حديد بحي السكة حديد وأقوم بحفر وتقليب الطين الأسود اللزج بحثاً عن الطعم الذي استخدمه لصيد السمك وهو الصارقيل ، الصارقيل عبارة عن ديدان غليظة طويلة كنت استخدمها لصيد السمك وعادةً ما كنت أنجح في الحصول على أعداد كبيرة من الصارقيل وأضعها في كتلة من الطين وأرشها بالماء حتى يظل الصارقيل حياً ويتلوى في السنارات داخل البحر ويقوم بجذب الأسماك الجائعة! في البداية ، كنت أقوم بتجهيز عدة الصيدة والصارقيل سراً، ثم أغافل أمي فاطمة واختلس، ليمونة وحبة شطة ، ملح وشمار وكبريتة، وأذهب لوحدي إلى البحر وأشرك للسمك ، كنت اصطاد عدة بلطيات صغيرات وأقوم بشويها في الخلاء مستخدماً العيدان اليابسة ثم أقوم بأكلها بالهنا والشفا حتى لو كانت نص استوا أو كانت ملطخة بالرماد! لم أكن اصطحب أي ولد من أولاد الحلة في رحلات صيد السمك إذا كنت اعتقد اعتقاداً جازماً أن الكلام الكتير بطفش السمك لهذا نشأت وكبرت كصياد سمك وحداني يصيد السمك منفرداً في كل الأحوال! شيء واحد كن ينقصني كصياد سمك، وهو الصبر، لم أكن صبوراً بأي حال من الأحوال! أحياناً كنت أذهب لصيد السمك ، حاملاً السنارات ، الصارقيل ، والكيس والسكين، وعندما تمر ساعات وتتسلط عليّ أسماك أم دبيبة اللعينة وتأكل كل الطعم ولا انجح في اصطياد سمكة واحدة، كنت أقذف السنارات ، الصارقيل ، الكيس والسكين في البحر وأقسم ألا أعود لصيد السمك مرة أخرى! لكن بعد أسبوع أو عشرة أيام أذهب لدكان ود ابنعوف لشراء سنارات وعصب مرة أخرى، وربما كنت في ذلك الوقت صياد السمك الوحيد في الدنيا الذي يشتري عشرات السنارات وعشرات خيوط العصب كل عام! عندما كان الحظ يحالفني، كنت أصطاد الكثير من الأسماك أذكر منها البلطي ، القرقور الكاس ، البياض والعجل وكنت أقوم بتقشير الأسماك التي انجح في صيدها وتقطيعها بالسكين وغسلها في البحر ووضعها في الكيس لتكون جاهزة للتحمير في المنزل ، أما سمكة أم دبيبة وسمكة التامبيرا فقد كنت أقوم بإعادتهما للبحر بعد صيدهما لأنهما غير قابلتين للأكل ، كذلك البردة ، فهي غير قابلة للأكل وقد كنت أقوم بقتلها قبل تخليص السنارة من فمها خوفاً من لسعاتها الكهربائية المؤلمة! ذات يوم ، هبط على نوع عجيب من الصبر الذي لا أعرفه فقد ظللت أحاول صيد السمك من الساعة التاسعة صباحاً وحتى قبيل غروب الشمس دون أن انجح في اصطياد سمكة واحدة، لكن غضبي ، وعلى غير العادة، لم يتفجر بل ظللت هادئاً هدوءاً عجيباً ورحت أعيد وأكرر محاولات الصيد الفاشلة ، عندما بدأ الليل يرخي سدوله ، قررت التوقف عن الصيد بحكم اقتراب الظلام، وتحركت من الصندل الذي كنت اتخذه مقراً لصيد السمك ، في أثناء مغادرتي ، مررت بصندلين ، لاحظت وجود فجوة مائية صغيرة بينهما، قلت في نفسي ، لماذا لا أرمي السنارات في هذه الفجوة ، لعلي اصطاد شيئاً، بالفعل رميت السنارات ، بعد ثانية واحدة ، اصطدت سمكة خشم بنات كبيرة، ارتجفت أصابعي ، جهزت الطعم مرة أخرى ورميت السنارات في الفجوة مرة أخرى ، وفي أقل من خمسة عشرة دقيقة تمكنت من اصطياد خمسة عشرة سمكة من أسماك خشم البنات وأذكر جيداً أن آخر سمكة خشم بنات اصطدتها كانت مطعونة بالسنارة في جانبها، في تلك الليل شبع أهل بيتنا وكل الجيران من أسماك خشم البنات اللذيذة ولم يتكرر معي ذلك الحظ العجيب مرة أخرى، وحتى الآن ، كلما تذكرت موقعة صيد خشم البنات أهمهم في سري (الصوابر روابح)! عندما أصبحت صائد سمك محترف، تركت السنارات الصغيرة ذات العصب القصير وبدأت اصطاد السمك بالبياتة وهي خيط عصب غليظ ، سميك وطويل جداً ويحمل عشرات السنارات الكبيرة وينتهي بصامولة كبيرة ، وكنت استخدم الاسماك الصغيرة كطعم وأقوم بإدخالها في السنارات الكبيرة ، وأرمي البياته في البحر عند غروب الشمس وأربط العصب في شجرة أو في هلب، ثم أذهب إلى المنزل لأنام وأحلم بصيد أكبر سمكة، وعند الفجر وقبل أن يصيح الديك ، كنت أهرول للبحر لاكتشف ما إذا كان البياتة التي باتت لوحدها في البحر قد اصطادت أي أسماك كبيرة ، وكثيراً ما كنت احظى بصيد أسماك كبيرة عن طريق هذا الأسلوب المريح! أخيراً لابد أن أقول إنه رغم تبجحى بخبراتي الكبيرة كصياد سمك منذ الصغر إلا أن أحد عملائي في حفير مشو قد قام بخداعي حينما دعاني إلى وليمة سمك بمناسبة نجاحي في شطب بلاغ جنائي كان قد فُتح في مواجهته ، فبعد أن فرغنا من تناول الوليمة الشهية، أخبرني مضيفي أنه خدعني وأنني قد أكلت معه لحم سلحفاة وراح يحكي لي كيف أن لحمها الأبيض يبدو مثل كرة البطاطس وشرح لي بالتفصيل كيف يتم سلخ لحمها من قدحها والتخلص من رأسها الصغير وإقدامها الكبيرة المفلطحة! عندما دعاني نفس الشخص مرة أخرى إلى وليمة سمك رفضت رفضاً باتاً فقد خفت أن يكرر صاحبنا المقلب ويطعمني لحم تمساح! عندما اصطحبت إبني سامي لشراء سمك من سوق اللاند مارك بالدوحة بدولة قطر ، شاهدنا أسماك الخليج العربي ومنها سمك الشعري ، الهامور، الكنعد ، الحمرا، والصافي، قمت بشراء سمك الشعري لأنه أشبه بالبلطي السوداني ، وفي طريق العودة إلى المنزل حكيت لسامي قصة صيد سمك خشم البنات، الذي كنت أسميه تجاوزاً بنات النيل الأبيض، ابتسم سامي ونظر نحوي بتشكك ولسان حاله يقول: ياخي خلينا من قصة خشم البنات دي، سوق السيارة سريع ودينا البيت خلينا نحمر وناكل الشعري البنعرفو ده! فيصل الدابي/المحامي
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- أولاد السكـة حديـد! (مذكرات زول ساي) ! بقلم فيصل الدابي/المحامي 20-02-15, 01:40 PM, فيصل الدابي المحامي
- فالنتيـن دى سودانـي!! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 14-02-15, 04:34 AM, فيصل الدابي المحامي
- ألف مرحب بتكريم الاستاذ/ بابكر صديق! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 13-02-15, 03:21 PM, فيصل الدابي المحامي
- في زول بكتب شعر في ام اولادو؟! بقلم فيصل الدابي/المحامي 12-02-15, 01:53 PM, فيصل الدابي المحامي
- ماكينة الرياضة أهم من الذهب! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-02-15, 06:17 PM, فيصل الدابي المحامي
- والله لن يفلحوا بعدها أبدا! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-02-15, 05:12 AM, فيصل الدابي المحامي
- سقوط الرئيس! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-02-15, 06:08 PM, فيصل الدابي المحامي
- اخيب رجل في العالم! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 06-02-15, 03:52 PM, فيصل الدابي المحامي
- أفضل شرطي في العالم! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 06-02-15, 01:45 PM, فيصل الدابي المحامي
- لماذا لا يشارك الشماليون في المصارعة النوبية السودانية؟! بقلم فيصل الدابي/المحامي 31-01-15, 03:52 PM, فيصل الدابي المحامي
- فتح بلاغ ضد طفل عمره ثمانية أعوام! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 31-01-15, 07:37 AM, فيصل الدابي المحامي
- انتهاء مراسم العزاء بحفل زفاف! بقلم فيصل الدابي/المحامي 31-01-15, 07:31 AM, فيصل الدابي المحامي
- شابة سودانية تتحول لشاب سوداني! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 24-01-15, 04:14 PM, فيصل الدابي المحامي
- يوميات في غوانتاناموا! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 23-01-15, 01:27 PM, فيصل الدابي المحامي
- أنـا لسـت شـارلي! بقلم فيصل الدابي/المحامي 14-01-15, 02:55 PM, فيصل الدابي المحامي
- خيانة في ليلة الدخلة! بقلم فيصل الدابي/المحامي 12-01-15, 05:08 PM, فيصل الدابي المحامي
- (قبضة مصرية وفك بيرق سوداني)! مـذكـرات زول ســاي! بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر 10-01-15, 05:51 AM, فيصل الدابي المحامي
- (عندما أصبحت رئيساً)! مـذكـرات زول ســاي! بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر 09-01-15, 04:55 PM, فيصل الدابي المحامي
- (عشاق الظلام)!!مذكرات زول ساي بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-01-15, 01:38 PM, فيصل الدابي المحامي
- مـذكـرات زول ســاي! (عيفونة ، شطة بي ليمونة)! بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر 06-01-15, 03:55 PM, فيصل الدابي المحامي
- ذكـريـات زول ســاي! (حنكشة أولاد الأقاليم!) بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر 05-01-15, 02:16 PM, فيصل الدابي المحامي
- مذكــرات زول ســاي! (شتائم سودانية)! بقلم فيصل الدابي المحامي 04-01-15, 09:52 AM, فيصل الدابي المحامي
- مذكرات زول ساي! (السودانيون يحيرون قوقل)! بقلم فيصل الدابي المحامي 03-01-15, 02:32 PM, فيصل الدابي المحامي
- ادينا واحد راس سنة بالبيض والطماطم وصلحوا! بقلم فيصل الدابي/المحامي 31-12-14, 02:04 PM, فيصل الدابي المحامي
- هـل هـو رجـل أم إمــرأة؟! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 31-12-14, 12:49 PM, فيصل الدابي المحامي
- يا ليـتني كنـت تلفـازاً! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 27-12-14, 06:19 AM, فيصل الدابي المحامي
- أبو ماجدة! (قصة قصيرة) بقلم فيصل الدابي 20-12-14, 02:44 PM, فيصل الدابي المحامي
|
|
|
|
|
|