بدأنا نشعر بالملل من حالة الإبتذال التي نعيشها وخيبة الامل من عدم وضوح الفكرة .. وبدأ عجزنا واضح في إدارة الآلة الإعلامية و وسائل التواصل الإجتماعي بشكل إيجابي يخدم تطلعات امتنا نحو الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعيش الكريم..
الإعلام في الماضي سلعة باهظة التكاليف حتي للمتلقي .. ومع ذلك نجد امم كثيرة نهضت وعلا شأنها لأنها إستطاعت ان تخلق من هذه الآلة اداة للتنوير والمعرفة ..
الآن الإعلام اصبح ارخص سلعة متداولة بين ايدي الجميع و وصل العالم لمرحلة القرية الواحدة كما يقال.. فكل شخص في اي ركن من اركان الارض يمكنه التواصل وعرض ما في جعبته وتلقي ما عند الآخرين بلا مجهود وهو علي وسادته..
يا للأسف إن لم نستفيد ونوظف هذه الآلة المجانية في النهضة والتطور والمعرفة لخلق نمط حياة تناسب عصرنا و نلحق بركب الامم من حولنا..
جميعنا ينتظر علي الكيبورد الخاص به لرد الفعل وصناعة الدهشة الكاذبة !!!.. عندما نندهش لأن قاتل ومغتصب ومجرم تحرش بمرأة في قطار مترو انفاق نيويورك وإلتصق بمؤخرتها.. ونقيم الدنيا ولا نقعدها و كأننا نبرئ النظام من هذا الشخص بفعلته و لسان حالنا نحن من إنتخب هذا النظام و جاء حسب رغباتنا ونريد محاسبته..
حالة الدهشة هي رفاهية يا كرام لا تناسبنا .. فهي حصرية علي الامم التي شقت طريقها نحو الحرية والديمقراطية ولا يأتي حكامها إلا بإرادتها.. فهنا تكمن المفارقة يندهش الناخب دافع الضرائب لأي تصرف غير اخلاقي من من إئتمنه علي ثقته وصوته.. وعظمة المشهد تتجلي في المحكمة الكبرى التي ينصب منصتها الإعلام و الشواهد كثيرة..
يجب ان نتواى خجلا لأننا رضينا بالهوان وظل يحكمنا الرجرجة والدهماء لأكثر من ربع قرن من الزمان .. وجربوا كل فعل قبيح من القتل والتشريد والإغتصاب اعلاها إلي النهب وسرقة المال العام و التحرش الجنسي ادناها.. إذن لماذا الدهشة.. ؟؟
وظفوا آلة الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي لبناء الصفوف ونفض غبار الجهل والتخلف بالمعرفة و التنوير..
أملي ان نستثمر الوقت والجهد بصورة إيجابية.. و هدفنا هو مكان لأمتنا بين الامم بالفعل لا بالقول والتمنى..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة