العنوان استلاف من مقولة أطلقها البروفيسور أحمد إبراهيم أبو شوك، في اللقاء الذي أجراه معه الأستاذ الطاهر حسن التوم في برنامج " مراجعات" في " قناة النيل الأزرق" حيث أشار إلي إن المثقفين السودانيين، هم الذين صنعوا الأصنام السياسية في السودان، و هي بالفعل مقولة تحتاج إلي بحث و تمحيص لمعرفة الدور الذي لعبه المثقفون السودانيون في صناعة قيادات سياسية تسببت في هذا الفشل في بناء الدولة المستقرة الآمنة، و تسبب في نشر النزاعات و الصراعات في البلاد, و مكن للثقافة الديكتاتورية أن تنشر ثقافتها علي كل المستويات، إن كان علي مستوي المؤسسات الحزبية، أو في الدولة، و أدي إلي تراجع الفكر الديمقراطي في المجتمع، و الغريب في الأمر إن المؤسسات السياسية هي مؤسسات فقيرة في إنتاجها الثقافي و المعرفي، و ما تزال تعتمد علي تراثها القديم الذي يعتمد علي المؤامرات بين القوي السودانية، و كل ضروب العزل و المحاصرة، حمل أبو شوك المثقفين السودانيين، كل ما وصلت إليه البلاد من تردي سياسي. و السؤال هل بالفعل إن المثقفين السودانيين كانوا سببا في تدهور البلاد؟أذكر أثناء وجودنا في القاهرة في تسعينات القرن الماضي، و في بداية نشطات المعارضة، ذهب السيد محمد عثمان الميرغني لدولة قطر في زيارة سياسية، و بعد عودته من الزيارة عقد لقاء تنويريا، و تنويري هي فكرة الأستاذ فاروق أبو عيسي "كان عندما يعقد لقاء يقدم فيه ما حصل في الاجتماع و غيره، كان يرفض تقديم الأسئلة أو إجراء أية تعليقات و يسميه لقاء تنويري، باعتبار علي الآخرين السمع و التنفيذ" و في لقاء الميرغني التنويري في دار الحزب الاتحادي الديمقراطي بمصر الجديدة، تحدث عن زيارته لدولة قطر، و مقابلته للجالية السودانية هناك، و بينما أراد أن يغادر المكان حتى لا يدخل في حرج المداخلات و الأسئلة، وقف الأستاذ هاشم الرفاعي المحامي عضو المكتب السياسي للحزب الاتحادي الذي كان قد كونه السيد الميرغني في القاهرة يتجاوز به المكتب السياسي القديم، و هو صناعة ميرغنية 100%، و طرح الرفاعي ثلاثة أسئلة علي عجل حتى يجبر الميرغني علي الجلوس و الرد عليها، وسط اندهاش من جميع الحضور، كيف يتجرأ أحد أن يتجاوز الأعراف المتعارف عليها، و قال: هل هذه الزيارة كانت بتخطيط من الحزب أم دعوة من القيادة القطرية؟ و إذا كانت من أية واحدة من تلكما، إذا لماذا لم تعرض علي المكتب السياسي للحزب حتى يرتب لها بصورة أفضل؟ و ثالثا هل قدمت القيادة القطرية دعما للحزب، و أيضا للمعارضة متمثلة في التجمع الوطني الديمقراطي، و أين ذهب هذا الدعم؟ هذه الأسئلة أجبرت الميرغني علي الجلوس و الرد، و كان مشتط غضبا، و ظهر في معالم وجهه الذي تغير، فضاعت الابتسامة التي كان يصنعها، و ظهرت تكشيرة يصاحبها شيئا من الانفعال، فخرجت في البدء الكلمات غير مرتبة و غير مفهومة، و لكن تعترض علي عدم الاستئذان و طرح أسئلة فيها الكثير من الحرج، كما تعبر عن عدم رضي للحديث في الزيارة و التعقيب علي رئيس الحزب، و قال بانفعال، إن رئيس الحزب لا يسأل عن شيء" بضم الياء" و لكنه يساءل الآخرين،و قال علي الجميع أن يفهم إن هذا حزب رئاسي، و هذه علي وزن نظام رئاسي، و بهذا الحديث يكون الحزب الاتحادي الديمقراطي قد دخل " مدونة جينيس العالمية كأول حزب رئاسي " ثم بعد ذلك طلب من أحد التابعين لمكتبه، أن يجمع الأوراق من كل الذين كانوا يكتبوا ملاحظات في الجلسة، بالفعل جمع الأوراق من الذين كانوا يكتبون، و طلب مني أن أعطيه مدونتي فرفضت، و ذهب و رجع مرة أخري يسألني عن الورقة، و رفضت فقال طيب أعطيني ورقة بيضاء لكي نخرج من هذه المشكلة.و عندما أراد الميرغني أن يعقد مؤتمرا لحزبه في القاهرة في المقطم، كون لجنة لصناعة دستور للحزب برئاسة فاروق أحمد أدم " عضو الجبهة الإسلامية الذي انضم للحزب الاتحادي في زمن الديمقراطية ثم رجع لحزبه للمؤتمر الوطني" كتب في هذا الدستور عن مهام رئيس الحزب الأتي: هو الجهة الوحيدة المخول لها الدعوة للمؤتمر العام و المؤتمرات الاستثنائية، و أية مؤتمر لا يدعو له رئيس الحزب أو يوافق عليه هو مؤتمر غير شرعي، كما إن الرئيس هو الذي يجيز قرارات و توصيات المؤتمر، و إذا لم يجيزها تسقط تلقائيا، و بهذا يكون رئيس الحزب فوق المؤتمرات العامة و الاستثنائية، و يصبح بهذا الدستور الحزب الاتحادي حزب رئاسي علي قرار النظام الرئاسي، و الذين صنعوا هذا الدستور هم مجموعة من المثقفين، استندوا علي رد الميرغني علي الأستاذ هاشم الرفاعي، و من غرائب الأشياء إن الرفاعي كان جزءا من هذه اللجنة التي صنعت هذا الدستور، و لم نسمع إن الرجل اعترض علي أية نص ورد في هذا الدستور، الأمر الذي يبين إن النخب أو المثقفين كما سماهم البروفيسور أبو شوك صانعي الأصنام، هؤلاء خلافا عن مثقفي ادوارد سعيد الذي يقول عنهم ( إن مهمة المثقف أو المفكر تتطلب اليقظة و الانتباه علي الدوام، و رفض الانسياق وراء أنصاف الحقائق، أو الأفكار الشائعة باستمرار) و لكن مثقفي السياسة في السودان، سجلوا في تاريخهم إنهم أول من يخون مبادئهم تحت ضغوط الحياة و الحاجة، و هؤلاء الذين التصقوا بالسلطة، أو فضلوا أن يعيشوا تحت مظلة القيادات في الأحزاب، يصنعون لهم ما يريدون.استرجعت هذا التاريخ و الحادثة، لكي أؤكد ليس مستبعدا أن يصدر الميرغني قرارا شفويا يفوض بموجبه أبنه محمد الحسن تفويضا كاملا، باعتبار إن الميرغني يعتقد إن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل " حزب رئاسي" و ليس بالضرورة أن يرجع رئيس الحزب لمكتبه السياسي إذا أراد أن يصدر أية قرار، بل علي المؤسسات أن تلتزم بهذه القرارات، و تشيد بأنها جاءت تتماشي مع شعارات الديمقراطية التي يرفعها الحزب. و هذا التفويض يؤكد إن الحزب ليس لديه مؤسسات هي صاحبة القرار، و كل القيادات في القيادة عينها الميرغني و لديه الحق في إبعادها و يأتي بآخرين. و الغريب المحير إن القيادات التي رفضت مقولة تفويض الحسن، هي لم تتحدث عن مبدأ التفويض، و لكنها تعتقد إن الميرغني لم يصدر هذا التفويض، عندما أعلنت إنها سوف تسافر إلي دولة الضباب لمقابلة الميرغني لكي يستفسروا من الميرغني إذا كان قد أصدر قرار تفويض أم لا، و بفعلتهم هذه يقرون بحق التفويض دون استشارة المؤسسات، و يريدون الاطمئنان فقط، ما الفرق بين هؤلاء و ألئك الذين كتبوا الدستور الرئاسي، جميعهم يشاركون في صناعة الصنم.كان البروفيسور أبو شوك محق في مقولته، إن المثقفين السودانيين هم المسئولين عن صناعة الأصنام السياسية، و إن المثقفين هم أول من يخونوا شعاراتهم و مبادئهم الداعية للحرية و الديمقراطية، و هم الذين يصنعون الرموز الديكتاتورية، و السكوت عن الأفعال غير الديمقراطية و لا يعترضون عليها، و صناعة الأصنام ليست حكرا علي المثقفين في الأحزاب التقليدية، إنما في كل الأحزاب يسارا و يمينا، و رغم إن الأحزاب اليمينية و اليسارية اعتمدت علي القوي الحديثة متعلمة، و لكن في ظل فشل مشاريع التنمية و التدهور الاقتصادي و الخدمات و انتشار البطالة، أصبح العمل السياسي هو مجال الطموح الذي لا يحتاج إلي مؤهلات، سوي تقديم فروض الطاعة و الولاء و القدرة علي الهتاف، و أصبحت ظاهرة تحتاج للدراسة لمعرفة الانحرافات التي ألمت بالمثقفين السودانيين. و لكن تعود أسباب انحراف في الأسباب الآتية:-أولا – التدهور المريع في الاقتصاد الذي أدي لضعف الطبقة الوسطي رائدة التنوير في المجتمعات، الأمر الذي أدي لتراجعها في العملية التنويرية، و شغلت نفسها بسبل كسب العيش، و خلفت ورائها فئة من المثقفين الانتهازيين الذين لا يترددون لبيع بضاعتهم للسلطان، و عرف السلطان كيف يتعامل مع هؤلاء، فكل ما اشتد نقدهم لوح إليه بالوظائف و يسيل إليها اللعاب، و يغادرون إلي الجانب الآخر مع إرسال مسوغات هم أنفسهم غير يقتنعون بها.ثانيا – ضعف إنتاج الثقافي، و خاصة الثقافة الديمقراطية، و معروف إن الثقافة هي إنتاج للحياة باعتبارها تشمل القيم التي تؤثر في السلوك، و غياب الثقافة الديمقراطية يرجع لغياب الممارسة الديمقراطية في كل المستويات، و في ظل الأزمات ينتج وعي زائف مبني علي التبريرات.ثالثا – استمرار النظم الشمولية لفترات طويلة، و تؤدي إلي تراجع في كثير من شؤون الحياة التي لا تساعد علي الإبداع، و تنتج وعيا زائفا، و تعتمد علي العناصر التنفيذية المستكينة، و هي فئة في المجتمع لا تقدم رؤى غير أن تبيع قوة عملها، و هؤلاء التنفيذيين حفاظا علي وظائفهم و مصادر دخلهم لا يترددون في تنفيذ كل ما يطلب منهم حتى إذا كان يخالف قناعاتهم الخاصة.رابعا – غاب المثقف ذو المبادئ الذي يتمرد علي السلبيات، و يتمرد علي العادات الضارة، و علي الفكر الديكتاتوري، و أصبح المتوفر في القوي السياسية هو المثقف التقليدي كما يقول غرامشي، الذي لا يستطيع أن يقدم ابعد من حدود عمله، سيادة المثقف التقليدي فتح الباب لصعود عناصر ضعيفة في كل مكوناتها الثقافية و الفكرية و السياسية، لذلك هؤلاء هم الذين يشكلون أكبر قاعدة للعمل السياسي في كل القوي السياسية، الأمر الذي انعكس سلبيا علي مجريات العمل السياسي، و بروز الأصنام السياسية، و هؤلاء أصبحوا جيشا جرارا يقف أمام أية إصلاحات أو تحديث أو توافق، و يصبح موقفهم سلبي في أية عملية للتغيير و التحديث و البناء و التنمية.خامسا – سيادة منهج التبرير علي المنهج النقدي، و يرجع ذلك؛ إن المثقفين الذين التصقوا بالسلطة، أو بقيادة المؤسسات الحزبية، تضيق نظرتهم من نظرة كلية إلي نظرة مصالح خاصة.سادسا – كما ذكر الدكتور علي حرب عن علاقة المثقف " العلاقات بين المثقفين ليست تنويرية و لا تحررية بل هي علاقات سلطوية، صراعية، سعيا وراء النفوذ، أو بحثا عن الأفضلية، أو تطلعا إلي الهيمنة و السيطرة عن قضية الأمة و مصالح الناس فيما هو يمارس مهنته و يدافع عن مصلحته" هذا هو المتوفر في الساحة السياسية السودانية لذلك الأزمات السياسية لا تجد طريقها للحل بل إنها تتعمق أكثر لآن العقل الذي يدير الأزمة عقل معلول يحتاج هو نفسه لعلاج.سابعا – الركض وراء النفوذ و السلطة و المكانة الاجتماعية و غيرها، جعلت المثقف يتنازل عن مبادئه، لذلك أصبح لا يجيد غير كيفية صناعة الأصنام التي يجعلها في موقع زاهية بمكانتها، و يمارس من ورائها كل الأفعال السالبة و الذاتية.إذا إن القيادات التي يعتقد البعض إنها قد عطلت مسيرته التاريخية، لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة لعمل و منهج المثقفين السودانيين، و إن التدهور المريع في أغلبية المؤسسات الحزبية في البلاد راجع لغياب المثقف العضوي الفاعل المنتج للمعرف و الفكر، و إن القيادات السياسية التي في السلطة أو في الأحزاب السياسية، أصبحت لا ترغب في المثقفين الذين يشتغلون بالفكر، باعتبارهم متمردين علي الأوضاع السالبة في تلك المؤسسات، و لكن في ظل غياب الوعي المصنوع عند الأغلبية، ظلت العناصر التنفيذية هي المسيطرة علي مسيرة العمل السياسي، و هي مجال رضي من قبل القيادات السياسية، الأمر الذي يجعل الأزمات السياسية يطبق بعضها رقاب بعض دون أن تجد ضوء في نهاية النفق.يقول الدكتور نبيل عبد الفتاح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، في حوار كنت قد أجريته معه في يناير الماضي في القاهرة، إن النهضة دائما تصنعها الدولة و لا يصنعونها الأفراد، و لكن دور المثقفين في هذه النهضة مسألة ضرورية و مهمة، لأنهم يعتبرون العقل المفكر الذي يصنع مشروع هذه النهضة، و إذا نظرنا إلي حالة المثقفين السودانيين نجد أنها غائبة تماما، رغم زيادة عدد الكتاب و لكن المساهمات كأفراد و ليس كمجموعة منظمة تستطيع أن تقدم رؤية متكاملة في عملية النهضة و البناء الوطني، و ابتعاد هؤلاء لابد أن يملأ بالفراغ ببضاعة غير متطابقة لمواصفات النهضة، بسبب إن المثقفين في الساحة يبحثون عن الذاتية في ظل هذا التدهور، و المطلوب للنهضة و البناء عناصر متجرد من الذاتية و تبصر للوطن و المجتمع السوداني، و بداية النهضة تبدأ من الثورة علي المؤسسات الحزبية التي تطبق عليها عناصر لا تساعد علي تأسيس قواعد النهضة في المجتمع.فإذا نظرنا للنهضة الأوروبية التي بدأت منذ القرن الثالث عشر، لم تبدأ بثورة ضد الدولة و الكنيسة، إنما بدأت بطرح أسئلة صعبة، و كان أهم سؤال الذي طرحه مارتن لوثر حول العلاقة بين الله و العبد هل تحاج إلي وساطة أم هي علاقة مباشر؟ و كان السؤال داخل الكنيسة، هذا السؤال الإجابة عليه هو الذي أدي إلي تمرد علي قوانين الكنيسة، و قال لوثر " إن من يستثمر الأعمال الصالحة لغرضه الخاص لا يقوم بعمل صالح" و قال أيضا " أن الخلاص الفردي الكلي الأهمية من غضب الله ينتج عن علاقة صوفية مباشرة بين الله و الإنسان، دون وساطة أية كنيسة خارجية أو راهب أو طقوس من أي نوع، و عندما يحرر الإنسان إيمانه بالمحبة الإلهية المتسامحة في المسيح يتم الخلاص" و فتحت أسئلة لوثر مجالات أخري للأسئلة الصعبة، أهمها تحرر مال الفرد الذي كانت تستولي عليه الكنيسة، و أصبحت هناك متوفر لدي الأشخاص ساعدتهم في زيادة إنتاجهم و توسيع دائرة المنافسة التي خلقت النهضة الزراعية ثم الصناعية و أنتجت الطبقة الوسطي التي بدأت عملية التنوير في تقديم المبادرات في العقد الاجتماعي و القوانين و تقييد حركة الكنيسة و تقييد السلطة بالقوانين، و هي الحاجة التي نتطلع إليها في مجتمعنا، أن ينتفض المثقفين علي حالهم، و يتوقفوا عن صناعة الأصنام، و يقدموا أطروحاتهم الفكرية، و يعيدوا قراءة الواقع و تحليله و معرفة العوامل التي أعاقت عملية التنمية و التطور و التحديث في البلاد.إن قضية الحوار الوطني الجارية في السودان، غض النظر عن محدوديتها، إذا لم تقدم أسئلة صعبة تدفع الكل في الإجابة عليها، إنها لن تستطيع أن تحدث واقعا جديدا في البلاد، باعتبار إن النخب التي لديها قدرة علي إنتاج المعرفة، ما تزال بعيدة عن الساحة السياسية، و كان من المفترض أن يكون الحوار فرصة طيبة أن يفسح المجال للعناصر ذات المنهج، كما أن خلق وعي جديد لابد أن يأتي من خلال رؤى جديدة، تقدم مشروعات سياسية تثير العديد من الأسئلة تدفع بمجموعات تقف علي السياج إلي عملية الحوار الوطني، لخلق حالة من الوعي الجديد. و تجاوز "عهد الكارزما" إلي عهد المؤسسات، و هي فكرة سوف تغيير الكثير باعتبارها تقوم علي توزيع السلطات علي المستويات المختلفة. و بالفعل إن القضية التي أثارها البروفيسور أحمد إبراهيم أبو شوك، إن المثقفين السودانيين هم المسئولين علي صناعة الأصنام السياسية، و الأسباب التي تدفع لهذه الصناعة تحتاج لدراسة و تمحيص. و نسأل الله حسن البصيرة. أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة