|
صناديد هذا الزمان الفظيع! بقلم هاشم كرار
|
هذا هُو قدرهم، وهُم من شهادة ضمير، لشهادة ضمير.
أتحدثُ عن الصحفيين، وهذا القتل الي لا يزال يستهدفهم في أجزاء واسعة من هذا العالم.. وأتحدث عن الخطف، الذي غالبا ماينتهي بهم إلى مصير غامض.. بل مؤلم وحزين.
تصاعد عمليات قتل الصحفيين، وخطفهم، يقول شيئا مهما: الظلمة والظلاميون، لا يريدون- كعهدهم أبدا مع الظلم والظلام- أن تتكشف مخازيهم ضد الإنسان!
تلك كانت- ولا تزال- المعركة بين الظلام والنور.. بين الخير والشر.. بين الحقيقة وضدها، من زيف وتزييف!
مصير الصحفيين هذا- وهم بين قتل واختطاف- كان ولا يزال هو مصير طلاب الحقيقة، على مر التاريخ، ذلك باختصار لأن للحقيقة ثمن.. وعلى امتداد التاريخ، استرخص طلاب الحقيقة حتى أرواحهم، وهم يصارعون جيوش الظلام لكشف المستور، ذلك الفظيع!
تقارير "مراسلون بلا حدود" تتحدث عن تصاعد عمليات اختطاف الصحفيين، بنسبة 37 بالمائة في هذا العام، مقارنة بالعام الذي قبله.
بعبارة أخرى تقول التقارير، أن هذا العام شهد تصعيدا لاختطاف الحقيقة، بذات النسبة!
تخيّلوا،كيف ستبيضّ رؤوسكم أكثر، من الهول، إذا ماكان لهؤلاء المختطفين، أن ينقروا على لوحات كمبيوتراتهم، وينقلوا إليكم، ماشاهدوه في الأراضي التي تتغطى بالفظائع!
لا، لا. لا تشكروا الفظائعيين الذين اختطفوا،
لا تشكروهم على الإبقاء على ماتبقى من سواد شعر رؤوسكم،
تخيّلوا قليلا -ياسادتي- فظاعة ماحدث.. وتخيّلوا مصير الذين شاهدوا بضمائرهم الحية، وكانوا قد أقسموا بكل ذرة في ضمائرهم، ان ييقظوا فيكم الضمير، وهم الآن في قبضة من مات فيهم الضمير.. ومات الإنسان!
التقارير تقول: تم في هذا العام، إختطاف 119 صحفيا,,
وتقول : تم قتل 66 صحفيا.
لا. لا تنظروا إلى الأرقام مجردة، أنظروا إلى ماتحمله من مستور يوقف شعر الرأس.
هذا يعني أن 66 حقيقة قد تم تغييبها بالكامل، و119 قد يكون قد تم تغييب بعضها أو كلها، وربي وربكم هو الأعلم بالمصائر.
115، ضمير مقتولا ومخطوفا؟
أووووه.. ما اكثر الإنتهاكات في هذا العالم.. وما أفدح الظلم.. وما أحلك الظلام.
66 من شهداء الضمير، مضوا وقد شابت رؤوسهم من هول ماشاهدوا، و119 ربما هم قد غيبوا أو هم تحت التعذيب والتغييب، لكن قافلة شهداء الحقيقة والضمير لا تزال تمضي، تخبُّ السير والسرى، تكشف ماتكشف من الإنتهاكات والفظائع والترويع... وتدحر الظلم.. وتدحر الظلام.. ظلمات من وراء ظلمات!
يااااه، ما أعظم قدر هذه القافلة..
وما أشجعهم.. هُم، صناديد هذا الزمان الفظيع.
|
|
|
|
|
|