تمعنت كثيراً في حديث العميد (م) صلاح كرار في برنامج ( فوق العادة) بقناة الشروق.. حيث زعم أنه لو كان أراد الاستمرار في السلطة، لمارس ( السكوت و كِسِّير التلج).. و تساءلت عن مدى معرفته بمن يسكتون و يكسرون التلج.. و كم عددهم؟ أم هم كل من طال به المقام على الكراسي إياها؟ و هل السكوت و كِسِّير التلج هو الآفة التي أنتجت الفراعنة الذين أحالوا السودان إلى ما هو فيه و ما انفكوا يزيدونه حشفاً و سوء كيلا .. ؟
الفرعون يستهتر بأمته.. و لا يرى فيها إلا أمة من نعاج يسوقها حيثما شاء.. لم لا؟ الطاعة تأتيه عمياء من حيث لم يكن يتوقع.. و المدح و التقريظ ينهالان عليه ممن حوله و يبثها الاعلام صباح مساء.. فيتلقفها الجمهور الباحث عن منقذ له صفات الرجل الخارق.. ينظرون إلى أخطائه بعين الرضا.. و بطانته تقرأ ( نواياه) فتترجمها دستوراً و قانوناً و لوائح لا يجب تجاوزها.. و يتم رسم خطوط حمراء تمنع التجاوز.. دكتاتورية مطلقة..
و تتحدث البطانة هذه الأيام عن عدم اعتقال الامام\ الصادق حال وصوله البلاد.. و " مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً".. ! أتى الإمام أم لم يأت، الانتخابات قائمة.. تم الحوار أم لم يتم، الانتخابات لن تتوقف.. و إن نسيتُ، لن أنسى آخر انتخابات أُجريت في زمن الدكتاتور حسني مبارك و لا الانتخابات التي أجريت في السودان عام 2010:-
إكتسح الحزب الوطني المصري الانتخابات في كل الدوائر سوى بعض الدوائر ( المتفق) على تنازله عنها للإخوان المسلمين، و لبعض المستقلين ( الغواصات).. و اكتسح المؤتمر الوطني السوداني إنتخابات عام 2010 .. و سوف يكتسح انتخابات عام 2015 القادمة، عدا بعض الدوائر ( المتفق) على تنازله عنها للمنبطحين و القمَّامات التي تساعد الفراعنة على التخلص من فضلات السحت و العفن!
و أوجه الشبه بين الدكتاتوريات كثيرة و مثيرة منذ الأزل..
ترسخ في ذهن حسني مبارك أن دوام الحال ممكن.. بينما كانت المعارضة المصرية ترى دوام الحال من المحال.. و حين سأله أحد الصحفيين عن ماذا سيفعل بالمعارضة التي كونت برلماناً موازياً خارج البرلمان الرسمي.. رد مبارك:- " خليهم يتسلوا!" و واصل خطابه دون اكتراث و القاعة تضج بالضحك.. و لم يكن الضحك ذاك ضحكَ من ضحك أخيراً لأن المعارضة هي التي قامت بأداء الضحك الأخير في يوم 25 يناير..
و في لقاء آخر، نصح أحد الصحفيين جمال مبارك بمحاولة التفاهم مع الشباب المعارض، إلتفت جمال إلى الجهة المعاكسة لمكان وقوف الصحفي قائلاً في استنكار:-" حدِّ يرد على ده! حدِّ يرد على ده!" و هو يشير إلى الصحفي في ابتذال.. و ضجت القاعة بالضحك.. و الجمل ماشي..!
و ينصح ( راشدون) فراعنةَ السودان أن يجنحوا للحوار لمصلحة السودان,, و أن يؤجلوا الانتخابات إلى ما بعد الحوار.. لكن بُعد أّذهان الفراعنة عن الوطن يحول دونهم و سماع النصيحة.. و في يقينهم أن المعارضة مشغولة ب( لحس الكوع).. طالما الحصول على كرسي السلطة أصبح ( رجالة و حمرة عين).. و يدعُون إلى حوار مطلوب منه أن يفضي إلى تتويج المؤتمر الوطني (الكاسب الوحيد) و لا كلمة لحزب سواه في نهاية المطاف situation Zero sum .. و الحظر مفروض على كل ما يقرِّبهم من منطقة الكسب لسودان الجميع win- win situation ..
و " ياهو ده السودان " الآن! و الانتخابات قادمة بتسارع.. و ربما تكون هي الانتخابات الأخيرة بالنسبة إليهم.. و لن يعودوا إلى صوابهم إلا في الساعة 25 بتوقيت جهنم!
تستخدم الانقاذ ورقة الحوار كلما ادلهم ليلها وحار بها الدليل وماأن تعبر ما واجتهه من من أزمة حتي تبدأ في نجر سيناريو أخر وهكذا دواليك...مع مقدرتها البارعة (حسب ظنها) في اختيار الشخوص واستبدالهم عند الحاجة وقدرة الشخوص علي لعب الدور بعد استيفاء الثمن...العودة بكرار الي الواجهة تحت مزاعم(جابوني اهلي) هي احدي انماط التمويه الذي يقوم به هذا الجهاز قليل الحياء وهذا الاعلام المؤدلج والادوار المضحكة المبكية ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة