|
صراع الأفيال والصحة بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
|
10:13 PM Oct, 15 2015 سودانيز اون لاين سيد عبد القادر قنات-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم وجهة نظر
يتساءل العليمين ببواطن الإمور ومجريات الأحداث هل وزارة الصحة صارت للترضيات وتمامة جرتق ؟ هل التعيينات فيها تتم وفق أسس علمية مهنية ؟ أم أنها تتم وفق أهواء ولوبيات وعلاقات شخصية وشيلني وأشيلك ؟ ألم يقل السيد الرئيس قبل فترة إن عهد أولاد المصارين البيض وأهل الولاء قد إنتهي إلي غير رجعة وصارت الكفاءة والخبرة هي المعيار لتولي المناصب؟ أليست الصحة معنية بتوجيهات السيد الرئيس؟ عندما تتصارع الأفيال تموت الحشائش ولكن صراع أفيال الصحة يضر بالأمن الوطن الإستراتيجي لمن لا يدركون أن الصحة جزء منه، كيف ذلك والتنمية والبناء والعمران ونهضة البلدان والشعوب تأتي علي أكتاف العلماء والخبرات والمهارات وهم أصحاء أشداء أقوياء في جميع المجالات والعقل السليم في الجسم السليم وحتي أمريكا بما تملك من علم وخبرة وإقتصاد تعمل علي إستقطاب العقول إليها وضمها إلي حضنها لزيادة نهضتها وعمرانها، ولكن عندنا تتصارع أفيال الصحة من أجل مصالح شخصية حتي لو أضرت بالوطن والمواطن، ونسأل هل يملك المتصارعون في الصحة ذرة من الوطنية؟ الصراع في الصحة الإتحادية عاد كما كان في بداية عهد الإنقاذ بل بصورة سافرة وصحة الخرطوم ليست بأحسن حال من جارتها فكانت الضربة القاضية بإعفاء مدير عام الوزارة وربما حتي تصفية جماعتو كما يقول حديث المدينة ليس ذلك فقط ولكن جاء أهل ولاء جدد لاندري كم يعمرون؟ وعلي شارع النيل ظهرالصراع بين وزيرة الدولة بالصحة الإتحادية وبعض المتنفذين بها و لم يكن صراع من أجل صحة الإنسان والوطن والدولة بل مصالح تضاربت وضرب تحت الحزام لإثبات الذات وقوة الولاء وأيضا نسوا أن الصحة أمن إستراتيجي للوطن لأن نظرتهم وقياسهم لها لم ولن يدركوه فقد جبلوا علي الصراع من اجل ذواتهم ومصالحهم الفانية. نفس المشهد ونفس الميدان واللعيبة هم ذاتهم لم يتغيروا إلا في مواقعهم فقط تغيير الكبتن والجمهور يتفرج علما بأنه صاحب المصلحة الحقيقية في كل الذي يدور ولكنه صراع مصالح و أفيال الخاسر هو الجمهور ، أليس كذلك عندما تتصارع الأفيال تموت الحشائش؟ لم نسمع لهم بإنجاز وثورة في مجال الخدمات الصحية ولم نسمع لهم بإكتشافات وبحوث إستحدثوها لمصلحة المريض السوداني الذي يتجرع الكأس من تدهور الخدمات ومن صراعهم. إرتقت الخدمات الصحية كفاءة وخدمة وإن لم تصل لمرحلة قناعة القائمين عليها في ذلك الوقت تحت قيادة د. تابيتا بطرس وبروف أبوعائشة ود. كمال عبد القادر، فقد إجتهدوا وثابروا وتجردوا وكانت فترة ذهبية حتي بعض مشاكل الأطباء تم حل جزء منها ولكن سنة التغيير وتضارب مصالح البعض أبعدتهم. ثار الأطباء عبر لجنة صغار الأطباء ثم لجنة الأبوابي ثم عبر النقابة الشرعية للأطباء من أجل المواطن وتحسين بيئة ومناخ الخدمات الصحية والتدريب وحقوق المريض والطبيب والكوادر ، فلم يستجاب لهم بل قال أحدهم أن الطبيب العمومي بيعمل لي حساسية وأن الهجرة غير مزعجة ولا تقلقني ووصف الدكاترة بالسماسرة وآخر قال بنصدر الدكاترة والنبق، وتم تجفيف مستشفي الخرطوم بحجة نقل الخدمة للأطراف ولكن لانعمت الأطراف بخدمات ولا تُرِك المُعمّر يعمل وقد كان في قمة أدائه ولكن عقلية التصفية والتجفيف والتدمير هل هي دستركتيف سايكوباس ؟ تم التحرش بالطبيبات في مستشفي أمدرمان وتم إطلاق الرصاص علي الأطباء في مستشفي بحري وتمت إساءات وتجريح وكفوف علي كثير من الأطباء والطبيبات في كثير من مستشفيات الوطن ولم يتحرك قادة الصحة إلا من بيان خجول، وبالأمس تم الإعتداء علي طبيبة بمستشفي أمدرمان، ولكن أين إتحاد الأطباء وأين قيادة الصحة وشبابها؟ خدمة وطنية مشكلة معقدة، هجرة ممنوعة، توظيف مافي، بعد الامتياز يعتبر الطبيب مرفوت، العمل سخرة لمن يجد وظيفة، الأطباء هم الوحيدون في السودان ليس لهم ساعات عمل محددة، والمذهل المثير أن يغض الطرف شباب الأطباء قيادات الصحة عن كل ذلك، ولكن يثورون ضد شيوخ الصحة الذين كانوا وزراء صحة ولائيين والغرض إزاحتهم من الكراسي ومادروا أن تلك المناصب مؤقته فقط والكرسي دوار ، فقط عليهم يرجعوا ليتفحصوا ويروا هل دام لإحد؟ هل نقول أن الصورة السريالة للصحة قد عادت دون تغيير يذكر لأن اللعيبة هم هم، لم يتغيروا منذ فجر الإنقاذ، والكبتن يأتي ويذهب! هل تحتاج الصحة لحوار وطني من أجل العمل علي وضع تصور لكيفية تقاسم السلطة والثروة والخدمة؟ في بداية عهد الإنقاذ كانت هنالك مملكة الأمين العام وإدارات المستشفيات، هل عادت تلك الصورة مرة أخري لتزيد من تدهور الصحة؟ إنهم يعيدون إنتاج أزمة الصحة كلما إعتقدنا أننا نخطو للأمام، إنها لعنة الصحة المسكونة فهل من يبطل السحر لينقلب علي الساحر ورهطه؟ كسرة اولي: لم نسمع بتعيين مدير عام واحد لمستشفيين تخصصين في نفس الوقت! نتعجب لماذا؟ لماذا إستقال الأول ثم تبعه الثاني فجيء بالثالث وهو أصلا مدير عام لمستشفي نعتبره الأول في السودان من حيث التردد؟ هل يملك عصا موسي ام خاتم سليمان ام مال قارون؟ كيف يتم تعيين طبيب عمومي مديرا عاما لمستشفي تخصصي ؟نعم خارج الوطن ليس بالضرورة أن يكون مديرعام المستشفي طبيب ولكن لم نصل نحن لهذه المرحلة فالصورة عندنا مقلوبة تحتاج لتعديل فأهل الولاء والمصارين البيض هم من ينعمون بتلك الكراسي وإن إفتقدوا الخبرة والكفاءة والدرجة العلمية التي تؤهلهم لهكذا مناصب! كسرة تانية : الزيت كان ماكفي اهل البيت حرام علي الجيران ، أذا لماذا أصلا تم قفل الجنوبية ثم إفتتاحها من أجل جرحي اليمن؟ أليس أولي بذلك المريض السوداني الذي يدور به أهله متنقلين بين كل مستشفيات العاصمة ولا يجدون سرير عناية مكثفة؟ من الأولي يا قادة وشباب وبروفات الصحة؟ المريض السوداني ينومون أكثر من مريض علي سرير واحد أو في نقالة أو حتي علي كرسي أو عنقريب يأتي به ذووه، وينعم الغير بخيرات دافع الضرائب، وشباب الأطباء لا يثورون .! أي عقلية هذه يا قيادة الصحة؟ خاتمة:حديث المدينة يقول أن هنالك أموال دفعت لبعض المستشفيات من أجل علاج جرحي اليمن ولكن هل تم ذلك وفق أسس قانونية ومحاسبية تخضع لإجراءات المراجع العام وقانون حسابات وزارة المالية تحت شرط الأورنيك الإلكتروني ؟ أم أن الشغلانية هردبيس؟؟ نختم فنقول تم إنتاج الأزمة في الصحة بصورة مأساوية سيدفع الثمن المريض السوداني بل إن تدهور الصحة سيطال حتي الإنقاذ وربما يكون القشة التي تقصم ظهر البعير مالم يتدارك قادتها مأساة صراع أفيالها بتسونامي يكنسهم كلهم جميعا لمزبلة التاريخ وتولية زمامها للوطنيين الخلص الميامين فحواء الصحة تعج بهم ولكنهم ليسوا أهل ولاء للإنقاذ بل ولائهم للوطن من بعد الله ولرسالتهم وإنسانيتهم، هل يمكن أن تعطوهم فرصة لتروا ثم تحكموا فقد سئم الناس من صراع الصحة،ونسأل ماهو الهدف من قيادات وجيوش جرارة في الصحة إن لم تهتم بصحة المواطن،( أللهم من أشقي علي أمتي فأشقق عليه، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فإنه ليس منهم.) صدق رسول الله أللهم أستر فقرنا بعافيتنا
أحدث المقالات
- النظام مشغول بقضايا أنصرافية ويتجاهل أزمة إنسانية طال أمدها بالسودان بقلم الفاضل سعيد سنهوري 10-14-15, 02:59 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- حكاوي امدرمان بقلم شوقي بدرى 10-14-15, 02:57 PM, شوقي بدرى
- الجامعة الأهلية.. تصحيح المسار بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 10-14-15, 02:55 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- غياب الإلتزام الحقيقي بالسّلام بقلم ألون بن مئير 10-14-15, 02:53 PM, ألون بن مئير
- من كان بيته من زجاج.. بقلم كمال الهِدي 10-14-15, 02:51 PM, كمال الهدي
- دعم الغرب لإسرائيل لن يحول دون زوالها بقلم د. غازي حسين 10-14-15, 02:50 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (5) القرار المستقل والمشاركة الفردية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 10-14-15, 02:48 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- الحكومة الساهية والمعارضة اللاهية!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-14-15, 01:56 PM, حيدر احمد خيرالله
- شبح الماضي!! بقلم صلاح الدين عووضة 10-14-15, 01:48 PM, صلاح الدين عووضة
- ولكن نافع لا ينتظر الموت..!!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-14-15, 01:46 PM, عبدالباقي الظافر
- لماذا يا إسحق ؟ ! بقلم الطيب مصطفى 10-14-15, 01:42 PM, الطيب مصطفى
- ( زورق الميري) بقلم الطاهر ساتي 10-14-15, 01:40 PM, الطاهر ساتي
- النيابة والشرطة والقضاء علاقة تناحر ام تفاعل؟ وهل المحامي كبش فداء لكل منهم ؟ ( 1-2 ) 10-14-15, 03:13 AM, عبد العزيز التوم ابراهيم
- ورحل المسرحي السودني إبسن عبدالقادر في زمن الفجيعة و الأحزان بقلم بدرالدين حسن علي 10-14-15, 03:09 AM, بدرالدين حسن علي
- الهجرة إقامة دولة 1 بقلم ماهر إبراهيم جعوان 10-14-15, 03:08 AM, ماهر إبراهيم جعوان
|
|
|
|
|
|