|
صديق حسن مساعد يعقب على بيان وحدة الأمة ووحدة حزب الأمة بقلم أبو هريرة زين
|
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيب صديق حسن مساعد على مقال وحدة الأمة ووحدة حزب الأمة بقلم أبو هريرة زين العابدين
أخي ابوهريرة لقد اطلعت على مقالكم بصحيفة سودانيز أونلاين وعندما قرأت عنوان المقال قلت لقد أطل علينا مرثد جديد ومرثد هذا كان حدبا على عشيرته محبا لاصلاحهم اذا قال يوما لهم (ان التخبط وامتطاء الهجاج واستحقاب اللجاج سيقفكما على شفاهوه فى توردها بوار الاصيلة وانقطاع الوسيلة فتلافيا امركما قبل انتكاس العهد وخلال العقد وتشتيت الالفة وتباين السهمة فقد عرفتم أنباء من كان قبلكم من العرب ممن عصى النصيح وخالف الرشيد واصغى الى التقاطع ورايتم ما آلت اليه عواقب سوء سعيهم وكيف كان صيور امورهم فتلافوا القرحة قبل تفاقم الثاى واستفحال الداء واعواز الدواء ) كنت اظن حينما شاهدت عنوان المقال بان هناك مرثدية جديدة اطلت علينا من بلاد العم سام ولكن حينما اطلعت على المقال قلت وا غوثاه ان احد حوارى الامام مازال سادرا فى قضية لايبصر فيها الا بصيص فلقد اتيتنا بفتح جديد فى علم التفسير وهو قولكم ان مابين الايتين كلام يحتاج الى تعليق والمعروف ان الآيات تفسر اما التعليق فمجاله آخر . أما حديثكم عن ان لماذا هذا التوقيت بالنسبة للبيان وهذا أيم الله اول الخبل فالبيانات ليست لها مواقيت أو مواسم بل تاتى نتيجة لاحداث فى طيها أحداث لكى تبين للناس ما استغلق عليهم ولقد اردفنا كل حدث ببيان سواء كان حدثا داخليا او اقليميا او دوليا فلقد ولى عهد المشافهة والاحاديث المرسلة لاسيما ونحن نتعاور العمل العام مع قوى سياسية بعضها يعانى من شيخوخة الذاكرة . كما ان هناك احداث حدت بالسيد رئيس حزب الامة ان يوضح رايه تجاه مساعى مبرورة قام بها بعض الاخوة مشكورين فلم نعتسف رأى واحد منهم اما حديثكم عن التوقيت فلا غرو من ان نقول لكم ( كان الوقت هو احسن الاوقات وكان اسواء الاوقات كان زمان الحكمة وكان زمان الغباء كان عصر الايمان وكان عصر الشك وكان موسم الضؤ وكان موسم الظلام كان رييع الامل وكان شتاء الياس ) قصة مدينتين . أعلم اخى ابوهريرة ان الوحدة التى زعمت انها ( تابو مقدس ) ان للوحدة معطيات واسباب ان وجدت سوف يظل الحزب متحدا غض الطرف عن ايمانكم المقدس وان لم توجد تلك الاسباب فلن يتوحد الحزب رغم ايمانكم ايمان العجائز بها ، اخى لقد كنت اظن وان بعض الظن اثم بانكم من اهل النهى ولكن المتامل لمقالاتكم فى الدفاع عن سياسات السيد الامام يرى انكم تعتسفون الحقائق اعتسافا دون تبصر ولاندرى ماهو الواقع المجتمعى الذى قفزنا فوقه والواقع التاريخى الذى زعمت واى تاريخ وعلى اى اسس تاريخية تتحدث أرجو ان توضح لنا اكثر ما هى الرؤية التاريخية فى تعاطى قضايا السياسة ، اما الواقع المجتمعى الذى تتحدث عنه من على البعد فلقد عشناه ووصلنا قواعد الحزب فى المدن والقرى والفرقان وعن أى واقع تتحدث ففكرة الاصلاح والتجديد كتيار ناهض لم تكن وليدة لحظة بل كانت تراكم لحوار ونقاش عميق جبنا به ربوع السودان والتقينا أهله والذى فلق الحبة لم نجد من يسأل عن ايديولوجيا او ماثورات تعبدية بل وجدنا حالا أسواء من السيء وواقع لا يسر فكان حديث كل تلك الكتل التى التقيناها عن واقع الحياة اليومية والخدمات والبنيات الاساسية ، واعلم وان هذا من البديهيات ان كل فكرة تاتى استجابة لقضايا الجماهير والا لكان الفكر فى وادى وواقع الناس فى وادى . وعن اى هروب تتحدث فإن كنت تتحدث عن هروب مثل التولى يوم الزحف فلقد تركتنا تحت السلاح وهاجرت الى امريكا فعدنا ادراجنا للواقع المجتمعى الذى تتحدث عنه انت من بعد ، اما المدن الفاضلة فى الوهم والخيال كما زعمت فلم نتحدث عن فراديس ولم ندعى بأن كل الحلول بايدينا ولم نتطاول لتوحيد اهل القبلة ولم نتطوع بالحديث عن دعمنا لكوفى عنان فى انتخابات الامين العام ولم نتقدم مذكرة حل قبل ان يستوعبها الطرف الاخر اردفناها باخرى من بعدها أخريات . لكن لا تثريب على الحوارى ان تحامق فى رايه فهو على دين شيخه ، وما البحر اللجى الذى احتوانا ومن منا الغريق الان ويحاول ان يتشبس بأى شىء ولم يجد شىء لان كل شىء تجاوزه ألم نقل بان مدخل المشكلة هو السلام وان السلام سوف ياتى قبل الديمقراطية وان هذه القضية اى قضية السلام هى الأولوية ليس لنا فى حزب الامة فحسب بل حتى المجتمع الدولى ، فعبرها أى قضية السلام تاتى الاغاثة وغيرها أكانت السلطة الحاكمة ترى ان المدخل للحكم هو ايضا السلام وكان هذا هو استنتاجنا وتحليلنا للأحداث ولم نقل اننا كنا على موعد مع الغيب ولكن كانت قراءتنا هى الاصدق ثم اسالك بالله متى مدحنا ذاتنا هل قلنا نحن الأكبر حجما والأكثر عددا واهل الأغلبية وأصحاب التجارب السنية . فنحن وجدنا واقع مؤلم وحزين كان واقع الحزب اشبه بواقع الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى وحقا لقد احدث تيار الاصلاح والتجديد تحولات ضخمة فى واقع حركتنا السياسية فلقد قال القائد البروسي باسمارك ( القائد الحقيقى هو الذى يستشف الامر المحتوم ويستعجل تحقيقه ) . اعلم اننا لم نقل باننا نود اقامة مدينة فاضلة كما زعمت بل الذى اضحكنى قولك اننا لم نرجع حتى لصاحب المدينة الفاضلة وافكاره أعلم وفقك الله ان هناك حكيمين تحدثا عن المدينه الفاضلة أرجو ان تحدد لنا ايهما ؟! ( لقد قلت انه لابد من رؤية وفكرة وتخطيط استراتيجى لأى شىء وردوا انه قد انتهى عصر الايديولوجيات ) انى لأعجب من قولك هذا فيمكن ان تكون هناك رؤية وفكرة لأى شىء ولكن ان يكون هناك تخطيط استراتيجى لأى شىء فهذه والله آفة الراى السقيم . حقا انتهى عصر لايديولوجيات والا فقل لى وربك اين هى الآن من واقع حياة الناس ولقد راينا فى التجارب الانسانية ان لكل مرحلة ضروريات وفرضيات ولكن تطور الحياة والأزمان جعل من أشياء كثيرة اصبحت اليوم جزءا من الماضى وان كانت الايديولوجيات ذات جدوى وقيمة الان لكانت اغنت عن الاتحاد السوفيتى سابقا ومنظومة اوربا الشرقية شىء ولو كانت ايضا ذات بأس لأغنت عن صدام وعن نظام بعثه الكثير ولكانت اجدت الاصولية الدينية المتزمتة لكن عندما طرحنا فكرة الاصلاح والتجديد بعد بؤس وهوان رانا على الحركة السياسية حينا من الدهر ولاسيما حزب الامة الذى اصبح مثل صخر اخو الخنساء لاحى فيرجى ولاميت فينعى . قمنا بتشخيص ومراجعة شاملة فى أداء الحركة السياسية عامة وحزب الامة بصورة خاصة وراينا ان هناك اسس وثوابت وقضايا واولويات لزاما علينا الوقوف عندها وبحثها بعيد عن الصراعات والتنافس غير المجدى ولم نقل ان عصر الافكار انتهى كما زعمت فالانسان خلق لكى يفكر وان افكاره ان لامست واقع الناس وعاشت همهم وعبرت عنه وترجمته الى حقائق مثلى فهذا هو الحق المبين وقلنا ومازلنا قائلين باننا لم نقدم بروق خلب ولم نتحدث عن فراديس وجنان فقضيتننا مربوطة بالحياة الدنيا ولن نقود الناس الى الجنة بالعصا فطريق الجنة يعرفه كل صاحب اعتقاد . اخى والله نحن نربا بك من ان تتناول سفاسف الامور وتترك اللباب والاصول وتتحدث عن الجرزان والفئران وتتجشم مشقة القول بان ما قمنا به كمن اسرج فارا ويريد الترجل وقل لى على اى صهوه كان زعيمكم حينما تم اقناع ممثل دائرة كوستى بالتنازل للسيد الصادق فاصبح عضو بالجمعية وادى اليمين فى 23 / يونيو 1966 م فكان ماكان ثم قل لى مذا تسمى الطلب الذى قدم عام 1966 م للسيد محمد احمد المحجوب بالاستقالة من منصب رئيس الوزراء وكان جواب المحجوب كما ذكر فى الديموقراطية فى الميزان ( هذا طلب قريب والصادق مازال فتيا والمستقبل امامه وفى وسعه ان ينتظر وليس من مصلحته او مصلحة البلاد والحزب ان يصبح رئيسا للوزاره الان . بيدا انهم اصروا . كذلك ذكر المحجوب ( طلبت من الصادق مقابلتى وقلت له ستتعامل مع الرئيس الازهرى السياسى الحازق الذى يستطيع ان يلوى زراع اى شخص وليت الصادق رد علي قائلا اننى مخطىء بل قال اننى اعرف ذلك ولكننى قد اتخذت موقفا ولن اتززح عنه وكان تعليقى اننى مقتنع الان اكثر من أى وقت مضى بانك لاتصلح لرئاسة الوزراء . ثم ختم المحجوب حديثه قائلا ( ان ما نشهده اليوم هو ازمة فى ديمقراطيتنا وازمة اخلاقية وازمة فى العلاقات الانسانية ومن العار ان الذين دافعت عنهم طوال حياتى هم انفسهم الذين يكبلون يدى ويحطمون قوسى ويستعيضون من سيفى الفولاذى الحاد بسيف من الخشب ) واستقال محجوب وبدا الانشقاق العميق لأول مرة فى تاريخ حزب الامة فعلى اية صهوة اخى ابو هريرة كان عليها السيد الامام حينها كذلك الشىء بالشىء يذكر ان كنا على صهوة فار فعلى اى الصهوات اتى السيد الامام الى لقاء نميرى ببورتسودان ذلك اللقاء الذى قدم فيه امامكم ثلاثة تنازلات هامة وهى : 1/ وافق على مساندة الرئيس نميرى عند ترشيحه لولاية رئاسية ثالثة . 2/ اقر نظام الحزب الواحد الذى يمثله الاتحاد الاشتراكى وتعهد بالعمل السياسى من خلاله . 3/ اقر بالنظام الاشتراكى أى كان معنى الاشتراكية وبهذا اصبح عضوا فى المكتب السياسى للاتحاد الاشتراكى وتوج هذا باداء قسم الولاء لثورة مايو الاشتراكية الظافرة واعلن عفوه عما لحق بالأمام الهادى مستشهدا بقول البحترى : اذا احتربت يوما فسالت دماؤها تذكرت ذوى القربى ففاضت دموعها فقل لى اخى ابو هريرة كيف كان الترجل من هذا الموقف ولك الامان فنحن لم نؤدى قسم الولاء لحزب المؤتمر الوطنى ولم نسير فى ذات الدرب الذى سار فيه من تذبون عنهم فلقد تحدثنا عن برنامج ذو معالم واسس ولم نصبح أعضاء فى هياكل اجهزة الحزب الحاكم ولم نقر بالنظام الاشتراكى بل تحدثنا عن الديمقراطية والتحول الديمقراطي ولم نقر نظام حزب واحد . اخى ابو هريرة لقد اثبتت الايام صحة ما راينا عندما تحدثنا عن أن أسس القضية ومدخلها الطبيعى هو موضوع السلام والتحول الديمقراطى ولم نمنى النفوس بان هناك قوة خارجية سوف تاتى وتزيل النظام ولكن راينا أن هناك تحول حقيقى لا تخطئه الاعين لاسيما وان كل النزاعات أو معظمها وجد حلا سلميا ولم نغرق فى أمآل عراض ، نقول مثل ماقال ارسطو حينما كتب الى رجل يستشفعه فقال له ( ان كنت اردت ولم تقدر فمعذرة وان كنت قدرت ولم ترد فسوف ياتى يوما تريد ولا تقدر ) . اخى لقد زعمت بانك تود ان تقدم رؤية إبمستمولوجية نقدية فمرحبا مشيل فوكو لكن لم نجد الذى زعمت واعتسفت الاحداث قائلا ( وبعد ذلك توالت الاحداث وتحول القطاع السياسى الى حزب ) لم اكن اعلم انكم من أهل الوسواس فى تناولكم هذه القضايا بهذا المستوى وحقا ان وقائع التاريخ مثل عائمات الجليد طرفها ظاهر فوق الماء وكتلتها الرئيسية تحت السطح ومن يريد اكتشافها عليه ان يغوص ويثبر غورها لكن مزاعمكم هذه مقبولة فى الديماغوغية السياسية ولكن لا تصلح فى الحكم على قضايا لها مقدمات وابعاد واسس ومنطلقات فاعلم ان كادر الاصلاح والتجديد لم ياتى من رحم الغيب بل قيادات صف اول وثانى وكوادر وسيطة شبابية وطلابية ومراة وجيش أمة كل هؤلاء هم رصيد من أرصدة الحزب التى كان يباهى بها ولقد تدبروا امرهم بعد حوار عميق وهذه سنة من سنن الله فى عباده فنهضت اجيال بمفاهيم جديدة خرجت من ذات رحم الحزب واختارت طريقا آخر . لقد قام امامكم باول انقسام فى تاريخ الحزب ولكن متى اكتشف الامام هذا الخطأ ؟ ومتى كان الرجوع وبالسرعة التى زعمت ؟ فلقد اطلق امامكم دعوى التجديد اكثر من ثلاثة عقود اى منذ منتصف ستينيات القرن الماضى ، ولكن مازال يتشبس حتى اليوم بالسيطرة على الدين والسياسة بل ويعد نفسه للرئاسة لفترة ثالثة والعودة الثالثة مطمح لم يذهب اليه نبى الله عيسى عليه السلام والوحدة التى زعمت انه عاد اليها وبسرعة اى الصادق المهدى تكذب وقائع التاريخ قولكم هذا ، والاحداث تقول انه بعد هزيمة السيد الصادق فى الانتخابات ضد الامام الهادى كون الصادق تحالف اسماه تجمع القوى الجديدة ضم كل من جناح الصادق وجماعة الترابى وحزب سانو ورفع شعار الفصل بين الدين والسياسة – نعم الفصل بين الدين والسياسة فى ستينيات القرن العشرين والجمع بينهما فى القرن الحادى والعشرون – فتبارك الله احسن الخالقين . فأين سرعة الوحدة ؟ بل خاض الصادق معركته ضد امام الانصار واتهمه بالجمع بين الدين والسياسة واسماها البابوية ودعا الى مصرع القداسة على اعتاب السياسة وهنا يحضرنى ماقاله دكتور منصور خالد ( شهدت فترة بزوغ الصادق المهدى كزعيم فى منتصف الستينيات حدثين هامين هو إنحرافه عن منهج حزب الامة بزعامة الامام عبدالرحمن والامام الصديق والواقع يقول منذ ان بلغ الثلاثين وتحدى المحجوب مازال عاجزا حتى اليوم عن فك الاشتباك فى داخله بين اكسفورد والجزيرة ابا وهو اشتباك لم يعانى منه سلفاه ) اخى ابو هريرة لاتثريب عليك قلت انه ( قاده بافكار وبرامج ) فالسوأل الى اى اتجاه كانت القيادة والعبرة بالنتائج فالى اى مصير قادت القيادة الميمونة ، فقلد اضحى الحزب حزبين والكيان اصبح بامامين كل له خطباء وجماهير واصبح الحال كما قال المنصور : تفرقت الظباء على خداش فما يدرى خداش ايهما يصيد ان التاريخ يعيد نفسه وبصورة اسواء من الاولى فنحن نتحدث عن واقع الحركة السياسة بصورة عامة وانها تعانى من الكثير والكثير من المشكلات والعلل وهذا ما تناولناه فكرا ونقدا وقدمنا فيه رأيا واضحا ، أما حديثكما عن التأنى فلقد قام فكر الاصلاح والتجديد بثورة على واقع ساكن بل اصبح حال الحزب مثل عهد المستعصم بالله العباس عندما اغلق باب الاجهاد الا لفيقه واحد من المدرسة االمستنصرية فقمنا بتدشين حقبة جديدة بدات بحوارات كانت متنقلة على مستوى المركز والاقاليم وهناك اشياء لم يحن بعد الحديث عنها فكانت الحوارات والندوات وغيرها من وسائل التنوير الى ان شبت الفكرة عن الطوق بعد جولة الولايات ولم يكن الامر فوقيا كما زعمت ومشروع البرنامج الوطنى والتحول السلمى كان كما قالت الاناجيل ( إن الحجر الذى رفضه البناؤن اصبح راس الزاويا ) هذه الفكره التى اقتنعنا بها بدأ يأتيها الحجيج الاعظم الان الحوار مع الحركة الشعبية ولقاء الميرغنى جده . وعودة مسئول موتمر البجا شيخ عمر الذى عملت معه وكنت اظن ان جبال تلكوك وقرقر وطوقان يمكن لها ان تتحرك لاتجاه السلام ولايتحرك شيخ عمر لكن الان عاد الرجل فحقا اصبح البرنامج الوطنى يتسع كل يوم . اخى نعم لقد تم استيعاب اكثر من ثلاثون شابا وليس فى الامر عجب ولكن عجبى هو قولك بانهم جزر معزولة كان ممكن ان نصدقك القول اذا كان هذا التعين تم فى عهد دوله الفونج او مملكة تقلى حينها يمكن ان يكونو جزرا معزولة ولكان لااظن ان يكون هذا يمكن له ان يحدث فى هذا الزمان وان اقل قدر من الحصافة يمكن ان يقود الى ما زعمت . اما قولك ان هذا امر مقصود من النظام حتى لايتيحوا لنا اى نوع من التاثير فان كان ذلك كذلك لماذا تجشم النظام كل هذا ودخل معنا فى حوارات مضنية افضت الى اتفاقات افسح لنا بموجبها فى المجالس كان يمكن الا يدخل معنا فى تسوية من الاساس ان كان يريد عزلنا . كما اود احيطكم علما بان اى انسان له ادنى مقدرات وامكانيات لهو اشبه باليورانيوم المخصب يشع اذا وضع فى اى مكان اما دور الدكتور غازى الذى زعمت ان كان فى الامر وهن فلقد التقى به السيد الصادق فى لقاء غير معلن بسويسرا وأحيط بكتمان وسرية شديدين . ان حديثكم عن د . مشار ولام اكول فهو حديث اشبه باحاديث خرافة فهم الان جزء من الحركة الشعبية والحركة الان فى طاولة واحدة تتجازب اطراف الحوار فعن اى تكتيك تتحدث ؟ وهل الانقاذ اليوم كالانقاذ بالامس ارجو ان تسال من تثق بهم اما موضوع نهار فيبدوا ان شغفكم بالحديث عن النقد التفكيكى جعلك تطلق الحديث جزافا وتسمى كل شى بغير اسمه فنهار كان امين عاما واجتمعت اجهزة الحزب ورشحت خلفا له فى اجراء ديمقراطى شهوده احياء وان رفض نهار النتيجة فهذا شانه . اخى ابوهريرة ان حديثك عن حزب الامة القومى يبدوا انك تتحدث عن جمل بازل وكما قال الفاروق رضى الله عنه (ان الامة الى تدهور كالجمل البازل لايكون بعده الا الضعف ) فانت تدافع عن شى انت ناى عنه وكنت اتمنى الا تتحدث عن لقاء السيد الامام بوفد الحركة الشعبية ومن قبله لقاء الرئيس البشير وهنا لن ازيد على ما جاء فى بيان شباب وطلاب حزب الامة القومى ديسمبر 2003 م ولقد قال الشباب الاتى ( لقد كان من المامول ان يعقد الحزب موتمرا يناقش القضايا المصيرية التى اغرقت الحزب فى مشاكل مستديمة مثل قضايا التمويل ومشاكل التحالفات السابقة فى التجمع الوطنى الديمقراطى ، صراعات الحزب التى ادت لخروج مجموعة مقدرة من قيادته وتكوينهم لحزب ومشاركتهم للنظام وهم الذين كانوا يقودون المعارضة باسم حزب الامة . صمت الموتمر عن كل هذه القضايا ليبدا سلسلة مؤامرات للاقصاء وكانت الحصلة النهائية ان جاءت النتيجة مخيبة ومحبطة لكل قطاعات الوعى والقوى الحديث فى الحزب مهنيين شباب طلاب مراة والامين العام الذى حظى بتاييد ودعم اسرة السيد الصادق المهدى ظل العوبه فى ايدهم ليكمل لهم مسيرة العبث والسيطرة على الحزب ولم يخيب الامين العام امالهم حيث اكمل لهم مؤامراتهم بعد ان جاء بهم مساعدين له فى مؤامرة مفضوحة ومكشوفة لكل جماهير وقواعد الحزب بل جعل الحزب تحت سيطر اسرية سافرة وتم اقصاء وابعاد كل القيادات التى تحمل الفكر والتاريخ وتجاوز كل الكادر اصحاب البلاء والعطاء وجاءت الامانة بعناصر مشكوك فى انتمائهم للحزب بل ظلوا على النقيض فى تحالفات الحزب ونضالات طلابه . اما المكتب السياسى لحزب الامة فهو الان تابع للامين العام والمحصله سيطرة اسرية قابضة لاتبقى ولاتزر ورغم تبعيته العمياء ظل يسجل غيابا تاما عن الساحات السياسية والقضايا المصيرية ) اخى ابوهريره هذا هو راى خلايا الحزب الحية فى عهده المبرور الذى ذكيته هذا هو واقع الحزب وكما يقال وشهد شاهد من أهلها وهذا هو حديث اهل مكة فهم أدرى بالشعاب ولن نزيد أكثر من هذا الحديث الذى جاء فى بيان شباب وطلاب حزب الأمة , أخى أبو هريرة لم أكن أدرى إن تناولكم للقضايا العامة يكون بهذة الفجاجة ولقد عجبت أكثر حينما قلت وبكل بساطة ( لم أجد أى حزب سياسى فى الدنيا يقيم الأداء الحزبى بعمر الفرد ) وأقول يالهول وياغوثاة يبدو ان الدنيا وتجاربها الإنسانية تمثل بالنسبة لك مسيرة حزب الأمة القومى وأرجو ان ترجع للتاريخ القهقرى وتنظر مليا فى تاريخ حزب المحافظين وتشبس السيد ونليسون تشرشل بعد أن شاخ وذرف عن الثمانين عاما وكان سلفة إيذن يقول متى أقود البلاد والحزب وها انا ذا قد ذرفت على الستين رغم ما قدمة تشرشل من خدمة عظيمة للتاج البريطانى ومساهمتة النافذة فى دحر الفاشية والنازية وهندسة الخارطة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية فلو كنت مطلعا على التجارب الإنسانية لكنت علمت ماذا يعنى طول البقاء فى دست السلطة الحزبية وأمامك تجربة رؤساء الاتحاد السوفيتي السابق (برجيف شرنينكو أندربوف) وحكام أروبا الشرقية وسيرة الجنرال فرانك الذي طالت إقامتة الى أن ملت الإقامة وهنا أقول إننا ننتمى الى أحزاب قادتها تجاوزو أنياب البازل وازالو باذلين أنفسهمكما أرجو أن ترجع لسيرة الجنرال شارل ديجول الذى رفض هزيمة قوات النازية لفرنسا وقاد مقاومة باسلة تجسدت فيها أنه كان رجلا بأمة فحرر فرنسا وجاء بجمهورياتها الى أن كون حزب يحمل أسمه ( الحزب الديجولى مازال من الأحياء المرزوقين ) وحينما طالت رئاسة الجنرال العظيم رغم أنه كان يأتى بتفويض شعبى رأى ذات يوم فى إحدى الصحف مقالا تحت عنوان ( فرنسا تشعر بالملل) فما كان من الجنرال العظيم إلا تقديم إستقالته كذلك نيلسون مانديلاالذى قاد أروع معارك التحرير ودخل التأريخ من أوسع أبوابة لكنه أفسح المجال لسلفه وهو فى قمة توهجه . أخى لم اكن أظن أنكم بهذة الجرأة فى أحتساف الحقائق ولقد زاد عجبى قولكم ( الفصل مابين القيادة الدينية والسياسية لماذا الفصل ما المشكلة وهل هى دعوة لعلمانية ) يالعجب لقد أقام إمامكم الدنيا فى ستنيات الألفية الثانية حينما قاد حربا عوان ضد الإمام الهادى واصفا جمعه ما بين الدين والسياسة بأنها بابوية وإنه سوف يصرع القداسة على أعتاب السياسة لكن يبدو ان أحاديث الأئمة لها ناسخ ومنسوخ كما ينبئ هذا الحديث بأننا ننتمى الى أحزاب تمارس كما قال السيد أبيل ألير التمادى فى عدم الإلتزام بالعهود والمواثيق كا أن قضية الفصل بين الدين والسياسة كنا ومازلنا نقول إن ما حدث فى أسمرا لاسيما مؤتمر القضايا المصيرية ومن قبلة إتفاق شقدوم بأنة يمثل تطور كبير فى مجال الفكر السياسى السودانى ولقد جاء فى قرارات أسمرا حول الدين والسياسة الأتى ( لايجوز لاى حزب سياسى أن يؤسس على أساس دينى ووقع على هذا العهد حزب الامة . ان هذه الدعوة التى ترفضها وقلت انها جاءتنا من بلدان يختلف امرها وامر دينها فإن كنت حريصا على التمسك بالنقاء الدينى لماذا ضربت لتلك البلاد أكباد المطى . أما حديثكم الذى زعمت انه ما بين السيد المسيح وقيصر أعلم اخى ان السيد المسيح لم يلتقى قيصر فى حياته ولم يكن له وجودا فى فلسطين ام اصبحت اسما على مسمى تروى أحاديث ليس لها اساس من الصحة ، حديثك عن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ارجو ان ترجع الى ما قاله ابن خلدون (هذه التجربة لايمكن لها ان تتكرر فذلك كان عصر نبؤة يتدخل فيه الوحى حاملا امر السماء فى كل لحظة فهنا لاقياس ). اخى لماذا هذه الفجاجة والحديث السقيم غير المبصر وهو قولك علينا ان نقيم تجربتنا مع النظام كما فعل رياك مشار ولام اكول هذه سقطة تنم على عدم ادراك للواقع السياسى فالبون شاسع مابين تجربة الدكاترة مشار ولام والابعاد بيننا وبينهم شاسعة فأعلم ان مصنع التاريخ لابد ان يؤسس على الثابت من الحقائق والا فأنها مغامرة تؤدى الى الارتضام بكتل الحقيقة التى نايت عنها فلم يتم تقييم للتجربة من مشار لانه الاسبق فى موقفه وكذلك لام لكن لقد حدثت أشياء كان قمين بك ان تطلع عليها حتى لا تلقى الحديث جزافا فارجو ان ترجع الى بيان رياك مشار الذى اعلن بمدينة الناصر فى أغسطس 1991 الذى وقع عليه لام اكول والقائد جوردون كونق ز كما ارجو ان ترجع الى لقاء الحركة الشعبية بتوريت من 7 الى 12 سبتمبر 1991 وكذلك لقاء شقدوم 14/2 /1994 كذلك الميثاق الموقع ما بين حكومة الخرطوم ودكتور مشار وكاربينو 21/4/1997 تحت اسم الميثاق السياسى كذلك كان حري بك وحتى تستقيم قضايا الطرح كما زعمت بانك تود ان تقدم رؤية ابستمولوجية نقدية علمية فرحم الله اهل النقد العلمى انت اليوم فى ثيابهم البسها ان شئت فرب ثوب تبرأ من اكتاف لابسه كذلك ارجو ان تطلع على مداولات مؤتمر مارس 1995 الذى قاده قادة حركة مشار بنيروبى كما ارجو ان ترجع الى اتفاق لافون بدلا عن الهرولة المكبة وابتسار القضايا على طريقة صغار الحاكة كما ارجو ان تراجع لقاء القادة الذين كانوا يعملون تحت رآيات مشار وما دار فى لقاء عيد العمال 1995 وعطفا على الاتفاق الذى مهره رئيس اركان حرب الحركة سيلفا كير ميارديت وجون لوك جوك قائد قوات مشار واتفاقهم على قيادة دكتور جون قرنق كذلك ارجو ان ترجع الى ما حدث من لقاء فى مارس 1999 ونليت ببحر الغزال بدل من احاديث خرافة التى سودت بها مقالك وفى هذا العام اى 1999 لم يبقى امام مشار وغيره الا الاتجاة للوحدة طوعا او كرها فاتيا طائعين ، ارجو ان تتطلع وتقف على هذه المحطات حتى تدرك البون ما بين التجربتين ولا داعى للاسقاط امام كل هذا وذاك اصبح ريك مشار الرجل الثانى فى الحركة فى 22 نوفمبر 2002 وادى القسم ولائا لدستورها اما امر لام اكول فهو مازال غضا وعليك الاطلاع على بيان يونيو 2002 . أخى أبو هريرة من قال لك أننا يشدنا حنين عودة وعودة الى ماذا بعد ما رأينا ما رأينا ويبدو أن لسان حالنا يقول مثل الرواية التى دارت بين الرئيس السوفيتى كوسجين والرئيس الصينى ماو فى فبراير 1965 م إذ قال كوسجين لماو علينا أن نناقش خلافاتنا حتى نصفيها فقال له ماو نحتاج الى عشرة الف سنه كى نصفى ما بيننا إن الشيئ الذى تدعونا كى نعود إليه أصبح الأن مشاهدا صامتا للأحداث فأين هذا الكيان من ما يدور فى عقر دارة بدارفور رغم ان هناك قيادات داخل حزب الامة القومى شهرت سيوف القبلية والجهوية لكن واقع الحال يؤكد إن الحزب أصبح خارج دائرة التأثير رغم جراح دارفور المؤلمة ونزيفها الغالى كذلك أصبح أمر جنوب كردفان متنازعا على طاولة مفاوضات السلام ولم نسمع صوتا للذى تدعوننا اليه كذلك منطقة النيل الأزرق أصبحت أيضا مادة ساخنة على طاولة المفاوضات والحزب الذى تدعوننا لكى نترجل وندخل فيه أصبح نسيا منسيا وهنا لا نملك إلا ان نقدم لك أبلغ وصف أتىمن أهل الدار وهو بيان شباب وطلاب حزب الأمة القومى الذى جاء فى نهاية العام المنصرم وهو أبلغ وصف للذى تتدعوننا اليه ( لقد شهدتم مهزلة الحزب والقيادة وهى تتهافت بصورة مهينة نحو الحكومة والحركة الشعبية إى سخرية تلك التى تجعل وفد حزبى يجمع خمسه أسخاص من أسرة واحدة يعبرون عن قضايا حزب وأى مهزلة تلك التى تجمع بين الأب وإبنه يلتقون برئيس الجمهورية وامين المؤتمر الوطنى أين مؤسسات حزب الامة ولابد من تصحيح وإصلاح هذا النهج الشمولى فى الحزب ولابد من ديمقراطية حقيقية ). هذا هو حال الحزب الذي تدعو الناس كى يعودوا إليه وهذا شأن قيادته وإن كان هناك حقا حزب لما جاء الحديث بهذا المستوى . نحن لم نكتشف إن ماجاء فى مؤتمر سوبا كان خطأ بل أكدت الاحداث وقرائن الأحوال مدى صحة ماذهبنا إليه والدليل على ذلك ما يشهده واقع الحركة السياسية اليوم من تحولات تجاه السلام ولم نسمع أحدا يتحدث عن الطريق الثالث الذى لم يطرقه أحد ولم يعرف معالمه أحد . أما الإتفاق حول بعض القضايا فيبدو أن ماقاله المحجوب فى اليمقراطية فى الميزان سوف يظل شاخصا أمامنا ولقد قال الاتى( إجتمعت مع الصادق وإتفقنا على أسلوب عمل يفضى الى التعاون حول جميع القضايا الكبرى فى البرلمان ويجب الا يتحرك احدنا ضد الاخر فى أى قضية قبل التشاور لكن لم يحافظ الصادق على الإتفاق ), حديثك عن الفصل ما بين الدين والسياسة وقولك لايوجد فصل بهذة الطريقة الفوضوية .. حقا نحن نعيش الان واقع فوضوى إذ اصبح الكيان ولاول مرة وبعد مسيره تجاوزت المائة عام بكثير بإمامين ويبدو أن براقش مازالت تجنى على قومها والحزب أصبح أكثر من حزبين .أما حديثكم عن التفاعل مع الواقع السياسي فنكتفي بما جاء فى بيان شباب وطلاب حزب الأمة القومي حول واقع الحزب الذى نصبت من نفسك خنساء تبكى ماثره وصيرته موؤدة تسأل بأى ذنب قتلت فنحن حينما أخرجنا هذا البيان للناس أوضحنا فيه رأينا إستجابة لرغبة الجماهير التى أصبحت تتحدث عن واقع الحزب والكيان والتشظى الماثل للعيان وبما أننا فى الإصلاح والتجديد ألينا على أنفسنا ان نوضح رأينا فى القضايا الجارية حتى يستبين الأمر ولا يكون هناك لبس أو غموض كانت هذه هى بادرتنا ولكن أرى أن البيان كان بمثابة بالون إختبار وقد أكد للمراقبين والمشاهدين إن حزب الأمة القومى لم يكن مهيأ او حتى خطرت هذة القضايا على باله وحقا إختلط فيه الحابل بالنابل وبين هذا وذاك نفر ليسو فى نفير عتبة ولا عير أبى سفيان وصدق الشباب والطلاب فى بيانهم حينما شخصوا واقع الحزب كذلك طالعتنا الصحف بتصريحات متناقضة ومتضاربة قبل ان يدرسو الامر ويتداولوه عبر حوارات ورغم هذا لوجاءت التصريحات التى خرجت من بنت الإمام أو الأمين العام بعد دراسه ونقاش مهما كان الرأى لكنا حمدنا لهم بأنهم حزب مازال بخير وأن هناك أجهزة تجتمع وتقرر وتناقش لكن الاحداث أكدت لنا عكس ذلك رغم قناعتنا بان واقع الحركة السياسية محتاج الى حوار وحوار عميق لأن السلام لن يتاتى إلا عبر حوارات وليس إدعاء بطولات وتقديم أفكار مصحوبة بإرادة خلاقة لبناء سودان ناهض جديد . أخيرا اخى أبو هريرة أرجو ان لا تكون عند حسن ظن من أسماك أبو هريرة فقد روى أبو هريره حديثا عن النى صلى الله عليه وسلم يحرم فيه إقتناء الكلاب إلا كلب حراسة فتبسم إبن عباس قائلا إن لأبى هريرة غنما . أخشى أن تكون صاحب أغنام أو حتى شاة واحدة والسلام .
|
|
|
|
|
|