اعزائي اشكو دائما بسبب أمية تعتريني فيما يختص بالتعرف على نجوم المجتمع المخملي من فنانين رياضيين ورجال اعمال ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي الذين فرضوا علينا رغما عن انفنا ، حيث اذا وقف امامي تامر حسني لن اتعرف عليه ، ولا اعرف من هو مؤسس انستغرام ولا توتير ، ولا هيثم مصطفى ولا حتى السماني الصاوي أو مدثر كاريكا أو ندى القلعة او انصاف مدني حتى، لا ادري لماذا هل يعني ذلك ان الزمن تجاوزني ، اتمنى الا يكون ذلك. فمثلا رجل الاعمال اسامة داود الذي يعتبر من بين اغنى رجال الاعمال السودانيين والعرب لو وقف امام لن استطع التعرف عليه ، ارجو منه ان يعذرني ، المهم ما علينا بالامس اطلعت على تصريح صحفي صادر عنه ،فقد كان من اكثر التصريحات الصحفية التي لفتت نظري خلال الفترة الاخيرة لأنها وضعت اليد على مكان جرح مأساة السودان.
سأورد هذا التصريح دون تعليق (قطع رجل الأعمال الشهير أسامة داود أن المشكلة الحقيقية التي تواجه البلاد لا تكمن في رفع الحظر الاقتصادي، بل تتمثل في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب؛ كي تستطيع البنوك العالمية العمل في البلاد، بالتالي ينال السودان إعفاء من الديون.(
واذا سألنا لماذا فرضت امريكا علينا العقوبات الاقتصادية وما تبعها من رعاية الارهاب وغيرها ، بالتأكيد امريكا ليست مخطئة ، ولا المجتمع الدولي مخطئا ، لذلك علينا ان نتبع المثل القائل ( امشي عدل يحتار عدوك ) . كيف نحن نعترف بقتل الاف الاشخاص من الابرياء في دار فور ، وهذا اعتراف من رأس الهرم ، وكيف يثق فينا المجتمع الدولي ونحن نعترف بدورنا في تمثيلية اغتيال الرئيس المصري الاسبق مبارك ،وكيف نعترف بدورنا في اسقاط القذافي ، وكيف يعترف رجالنا بأنهم من حاصروا الرئيس التشادي ديبي في قصره ، وكيف لايضعونا في قوائم الارهاب ونحن استضفنا اسامة بن لادن ، وكذلك راشد الغنوشي والارهابي كارلوس وغيرهم من الافراد مغضوب عليهم من المجتمع الدولي.
كيف ترفع العقوبات وطائرات الانتونوف تضرب الابرياء في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور، وكيف ترفع العقوبات ، وتعتقل النساء بسبب مقالات كتبت او تصريحات قيلت ، وعلى الرغم من نكران ابراهيم غندور وزير خارجيتنا الطبيب حامل الدكتوراه ولديه من الذكاء الذي يجعله بعيدا عن نكران الحقائق ، لأن الاقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت اخطر من أي وكالة انباء او حتى وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ، اذا لم نكن شفافين ونعمل على ايقاف كافة الممارسات التي ادت الى عملية الحصار والعقوبات الاقتصادية والسياسية والرياضية وغيرها من المشاكل، لن ترفع العقوبات ولن يرتاح الجميع.
مهما دفعنا من رشاوى واتاوات إلى من نظن انهم سيخدمونا لن يتحقق المراد ، ولن ننعم بالهدوء وراحة البال ، أي علاج أمني أو محاولة للفهلوة او اللعب على الذقون لن تجدي ، العالم صار مكشوفا ، ولايوجد اسرار ، هناك من تظنون انهم معكم ، هم يقومون بتوصيل المعلومات إلى هؤلاء. ونتمنى الا يحدث لنا ما حدث للحمار الذي جرى خلف الاسد وظن انه يجري خوفا منه ، والتفت اليه واكله. يجب الا نلعب بالنار حتى لاتحرقنا اكثر مما حرقتنا وحرقت بلدنا الذي انكمش وموعود بالمزيد من الانكماش حتى يصبح نسينا منسية.
مثلما انفصل الجنوب هناك المزيد من يرغبون في الانفصال منهم من صرح جهرا ومنهم من صرح سرا ، ونتمنى ان نرجع لكلام العقل ونستوعب الجميع ، بدلا من استيعاب اصحاب الوثبة الذين ليس لديهم سند ولامشجعين ، فهؤلاء اذا جمعوا وتم ضربهم بالكرباج لا احد يندم عليهم ، ولايذرف دمعة عليهم .
بدون تحقيق السلام و الاستقرار والمساواة واذا لم يحدث رضاء الجميع لن تحدث تنمية او تطور ، ونظل هكذا ودولارنا في السماء، ويجب بعد هذه الفترة الطويلة في الحكم يجب ان يكون هناك نضوج واستفادة من الدروس الماضية في تقديم تجربة حكم ناضجة ورشيدة . وينعم الجميع بالرخاء والحرية والأمن في بلد يتسع للجميع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة