|
صحفيو الانقاذ و فقع المرارة (الاستاذ عثمان ميرغني نموذجا)
|
حسين الزبير
ظل الاستاذ عثمان ميرغني ، في العشر سنوات الاخيرة متذبذبا بين معارضة النظام و تأييده ، و من كثر ما كتب في الشأنيين تأكد لنا انه من المكلفين "بمنافحة السلطة" بجرعات شبيهة بجرعات البندول ( اي عند اللزوم)، بل في احايين تسلمه السلطة المادة التي يعارض بها ، فيقدل في سوق الصحافة بالاسرار او الفساد الذي اكتشفه من "مصادره الخاصة!!" و انا شخصيا اعتقد ان كثير من كتاب الصحافة الورقية في السودان فيهم قدر من (بوتنشيال) الخير ، لكن هذا الخير محبوس في اعماق الاعماق لكي لا يفسد عليهم التمتع بما تقدمه الانقاذ لمن يحبس هذا الخير، بل يستخدم جزء من هذا الخير في الدفاع عن المؤتمر الوطني، مؤكدين لنا اننا و قد اتخذنا المعارضة سبيلا لا نري الوجه "الجميل" للانقاذ!! (و الله يطرشسنا و يعمينا).
كلكم تذكرون للاستاذ عثمان ميرغني رفضه القاطع لحكومة انتقالية ، بحجة (بتحلموا لو قايلين ناس الانقاذ يسمحوا بذلك!!) ظل يكرر علينا مقالا بعد آخر ان نقبل الانتخابات "التكميلية!!" و اليكم ما جاء في مقاله بعنوان (بالله عليكم اسمعونا):
الأجدر أن تستخدم المعارضة (فترة تمهيدية!) بدلاً عن انتقالية، والفرق بينهما شاسع.. فالوضع الانتقالي يقصد منه الوصول في نهاية الفترة الانتقالية إلى (نقطة الصفر).. بينما (التمهيدي) يقصد منه الانطلاق من (نقطة بداية) في اتجاه وضع مستديم.. ما زلت مصراً.. أن أفضل سبل (الحل الرشيد) للأزمة السودانية هو الاستمرار في العملية الانتخابية المعلنة حالياً.. (لا) تأجيل للانتخابات.. بشرط إجراء تعديل دستوري سهل للغاية.. يجعل انتخاب (البرلمان) من دورتين.. كل دورة تنتخب نصف البرلمان.. فتكون انتخابات 2015 لنصف البرلمان فقط.. على أن يتعهد المؤتمر الوطني- في التسوية السياسية الجارية الآن- بالاحتجاب عن هذه الانتخابات تماماً.. يترك أحزاب المعارضة وحدها تتنافس على نصف مقاعد البرلمان.. وبعد تشكيل البرلمان الجديد يصبح مناصفة بين الوطني وحلفائه من جهة.. وأحزاب المعارضة من جهة أخرى.. ومن هنا تبدأ عمليات الإصلاح الدستوري والسياسي بقوانين جديدة يجيزها البرلمان الجديد.. (كذا يا هذا!)
هذا كله كوم و ما كتبه اليوم كوم آخر ، في مقاله بعنوان (سألتموني ... كيف) يقول الآتي:
(سياسات الإقصاء النفسي والجسدي للآخر لمجرد انتمائه إلى لافتة محفوفة بالغبن العام أمر ليس فيه رشد.. بل هو ممارسة لذات سياسات الإقصاء التي يمارسها من جانبه المؤتمر الوطني وتنتقدها المعارضة وتشتكي منها بكل ألم.) صحيح (الاختشوا ماتوا!!) اين كنت يا عثمان ميرغني عندما اغتيل الاعتراف بالآخر يوم التمكين و قطعت الارزاق ، و اهينت كرامة الانسان، و شردت الاسر ، اثكلت الامهات ، وعذب و اهين الرجال – لا لسبب فقط لان اهل الاسلام السياسي في ممارستهم "للكبر" ،الصفة المبغوضة عند الله و رسوله، قرروا انهم اولي الناس بالسلطة و الثروة ، و اعتبروا السودان كله بخيراته في باطن الارض و خارجه ، رزقا ساقه الله اليهم!! لم تنصح بعدم "الاقصاء" بل دافعت عن التمكين. لا نعيب عليك و لا علي كتاب الصحف الورقية في الخرطوم ان تبحثوا عن مخرج "سلس" لاهل الانقاذ، فمن اخذ الاجر حاسبه الانقاذ بالعمل، كمان راس السوط ممكن يلحق – لكن نرجوكم احترموا عقولنا و لا تفقعوا مرارة الشعب السوداني في الداخل ، ثم مراراتنا و نحن نقيم في (آخر سطر في الدنيا ) نتدفي بالثلج من هجير (ما تهببيون)! و لي عتاب علي رؤساء تحرير الصحف الالكترونية ، لماذا تصرون علي فقع مراراتنا ، و فقع المرارة فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الباقين ، و انا شخصيا لي اكثر من عشر اسر تفقع مراراتها في اليوم الواحد اكثر من مرة – نرجوكم لا تنشروا المقالات التي تنشر في الصحف الورقية في ملاذنا علي الانترنت! الذين يحبون الوطن و المواطن و يتمنون الخير للجميع ، دون اقصاء لاحد يدخلون عالم السياسة و الدفاع عن حقوق الناس بقدر كبير من التجرد و نكران الذات، و دونكم الامثلة: الاستاذ محمد ابراهيم نقد ، الاستاذ التيجاني الطيب ، شاعر الشعب محجوب شريف ، شاعر الغبش محمد حسن حميد . و انها ليست صدفة ان يكونوا كلهم من اعضاء الحزب الشيوعي. رب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، و ارفع مقتك و غضبك عنا ، فقد مسنا الضر و انت ارحم الراحمين. و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف المرسلين.
|
|
|
|
|
|