أول يوم في الإجازة المدرسية أنا وأخوي هشام صحينا الدغش مرقنا قعدنا في عتبة باب الشارع في إنتظار الحمير العائدة من الجزيرة محملة بالقصب واللوبا لنمارس هوايتنا المفضلة .. أول ما الحمير تدينا قفاها نقوم فللي وراها ونختف ماتيسر من قصب ولوبا خدرا .. كنا نفعل ذلك بدافع طفولي كنوع من المغامرة والهمبتة البريئة .. فجأة أكحل ليك عاطف ود حلتنا واقف جنب دكان طلحة ويأشر لي (تعال) .. أنا التوزة ما كضبت مشيت طوالي عليهو .. عاطف بالنسبة لي (سنير) في مدرسة الدامر الجنوبية هو في سنة تانية وأنا (برلوم) في سنة أولى .. لامن وصلتو لقيتو شايل نبلة دبل لستك قال لي : أرح نصطاد زرازير .. ده طبعا طلب لايرفض آنذاك .. مشينا علي الكوشة الجنب بيت الخرابة .. عاطف قال لي: أقيف هناك جنب المزيرة ومشى لبد ورا عمود الكهربا ومطا ليك النبلة لامن قربت تنقطع (نظام الود نيشنجي خطير) .. و.. شبطك فك الحجر تجاه الكوشة .. وجرى طوالي رفع من الكوشة زرزور يابس مافيهو نقطة دم !! .. قال لي : شنو ليك ؟ أخوك ختير ولا ما ختير ؟ .. قلت ليهو : خطير والله .. قال لي أجري سريع جيب كبريت من بيتكم .. جريت البيت لقيت هشام أخوي مقنبر في العتبة قال لي : إنت مشيت وين أكلنا اللقيمات كلها ولا فضلنا ليك .. ما إشتغلت بيهو .. ختفت الكبريت من المتبخ ورجعت لقيت عاطف بينتف في ريش الزرزور .. لمينا ورق وقش وعيدان وشوينا فيها الزرزور لامن بقا لونو أسود .. قام عاطف قسمو نصين أداني نص وشال نص .. الكلام ده كلو في الشارع جنب المزيرة .. بعد ضربنا أبو الزرازير ومسحنا إيدينا عاطف قال لي أقول ليك حاجة قلت ليهو قول وأنا بشرب بي علبة (كاني) .. قال لي الزرزور الأكلناهو هسي ده ميت ليهو يومين أنا ختيتو في الكوشة وعملت نفسي نشتو !!!! .. راسي بقا قدر القندران من الزعل شلت أكبر طوبة فلعتها بيهو وقمت فللي .. من اليوم داك فقدت الثقة في عاطف .. حتى المدرسة بقيت أمشي مع طارق وأختو الكبيرة .
(عاطف توفاه الله قبل سنوات بالمملكة العربية السعودية .. له الرحمة ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة