|
شوفوا غيرها بقلم ضياء الدين بلال
|
محاولة غير كريمة، قامت بها الزميلة (التيار)، للإيقاع بيننا والأستاذ محجوب عروة، مؤسس هذه الصحيفة. (التيار) استدرجت عروة، لتسجيل إفادات مضادَّة لصحيفته السابقة، لتستفيد منها في المواجهة التي تمت مع أحد كتابها قبل أيام، والذي ربما كان هو شخصيَّاً وراء تلك المؤامرة المفضوحة، التي لا تخلو من سذاجة. هي طريقتهم في الإساءة للزملاء، والإيقاع بينهم، وتدفئة الأيدي الباردة بنيران العراك. منذ اطِّلاعي على الحوار، وقراءتي لما هو منسوب لأستاذنا محجوب عروة، أدركت أنها محاولة ملساء لجرِّنا للدخول في معركة نفي وإثبات مع مؤسس الصحيفة. وفات على فطنة صاحب المخطط التآمري، أننا لسنا كالثيران الإسبانية، يتم استدراجنا للنطْح، بمجرد رفع القطعة الحمراء في وجهنا. لم يخيِّبْ أستاذنا محجوب عروة حسن ظنِّنا فيه، إذ لم تمضِ أكثر من 48 ساعة، وإذا به يسجل في عموده اليومي بالزميلة صحيفة (الجريدة) شهادةً ناصعةً في حقنا، منحنا فيها من الثناء والإطراء أكثر مما نستحقّ. علاقتي بالأستاذ محجوب، امتدَّت لأكثر من 15 عاماً، منذ أن جاء بي للعزيزة (الرأي العام)، بمرتب لم يكن خيالي يمضي إليه في أعلى درجات التفاؤل. وفي عام 2005، فاجأني أستاذ عروة، حينما عرض عليّ رئاسة تحرير (السوداني). اعتذرت له بلطف، وقلت إنني لا أرغب في حرق المراحل، إذ كنت وقتذاك رئيساً للقسم السياسي بـ(الرأي العام)، ولم أصل حتى لمنصب مدير تحرير. بعد عام من ذلك العرض السخيِّ، تلقيتُ دعوةً أخرى أكثر سخاءً من الأستاذ محجوب عروة، لأصبح شريكاً في (السوداني) عبر منحي أسهماً ومرتباً مجزياً، مقابل انضمامي للصحيفة ومغادرة (الرأي العام). وفي 2010، تلقيتُ عرضاً كريماً من سعادة الفريق الفاتح عروة، لتولِّي منصب رئيس تحرير (السوداني) في مولدها الثالث. وعلمت في ما بعد، أن مقترح اختياري جاء من أستاذي محجوب عروة، وتثنية وتشجيع من الفريق الفاتح، ومباركة طيبة من السيد جمال الوالي، الرجل الذي تصدَّى لمهمة إنقاذ (السوداني) بكل شجاعة وخلق كريم. طوال معرفتي بالأستاذ محجوب، لم أجد منه إلا كل العون والإسناد المعنوي والمؤازرة الأدبية. وحتى حينما تكون له ملاحظات ناقدة لخبر أو مقال نشر في (السوداني)، يكفيه فقط أن يتصل بي هاتفيَّاً، ليخبرني بملاحظاته التي تقع لدينا عادة في مقام الود والتقدير. لذا لم أكن لأفكر ولا للحظة واحدة، في الدخول في منازعة صحفية مع أستاذي محجوب، ردَّاً على حديث منسوب إليه - في صحيفة ذات أجندة كيدية - يحمل كثيراً من المغالطات. الأهم من ذلك، أن الرجل بأدبه الجم، وأخلاقه الفاضلة، لم يحوجنا للرد عليه بالتعليق والتوضيح، فما جاء في عموده في اليوم التالي يغنينا ويزيد. لا أعرف متى سترعوي صحيفة (التيار)، وتتخلص من عادتها السيئة، عبر مسلسل الإساءات المتواصلة لحقوق وواجبات الزمالة. نربأ بأنفسنا عن استخدام ذات الأساليب: (الهمز واللمز والقتال من وراء جدار) في ردِّ عدوان المعتدين. في كل مرة، سنجد أنفسنا في حاجة لاستخدام الصدمات الكهربائية، لإعادة الوعي لزملاء لا يزالون في كل يوم يتمادون في غيِّهم سادرين!
|
|
|
|
|
|