شمبات – الميدان! الميدان! قوة الرمز وسر الأيقونة/د. معتصم عبدالله محمود

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 09:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-09-2013, 11:07 PM

د. معتصم عبدالله محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شمبات – الميدان! الميدان! قوة الرمز وسر الأيقونة/د. معتصم عبدالله محمود



    بسم الله الرحمن الرحيم
    "قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً and#1750; "

    شمبات – الميدان! الميدان!
    قوة الرمز وسر الأيقونة



    في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر 2013 روعت شمبات، وهي ضاحية من ضواحي الخرطوم بحري، بحدثين جللين أدخلا أهل البلدة في حزن عظيم. فقد اغتالت قوات الأمن من أبناء البلدة الشابين المناضلين: هزاع عزالدين وأبوبكر النور حمد من غير جرم فعلاه غير أنهما خرجا للإحتجاج سلميا على السلطان الجائر الذي أكثر في الآرض الفساد وضيق العيش على العباد. والذين كانوا شهودا عند وقوع الحادثتين أكدوا أنهما قتلا غدرا وتربصا وبعيدا عن الشارع العام بواسطة قوات مسلحة، تحمل بنادق سريعة الطلقات، وترتدي زيا رسميا، وتركب سيارات معلومة للناس جميعا أنها تستعمل بواسطة قوات الآمن. وقد قتل هزاع في وضح النهار بطلقات في رأسه بعد أن كان محتميا بالآرض بالقرب من حائط بعيد عن الشارع العام. أما بكور فقد انهمر رصاص الغدر على كل جسده الغض قي عتمة الظلام في شارع جانبي لا علاقة له أيضا بالشارع العام. وفي كلتا الحادثتين لم يكن الشهيدان يخربان، ولم يكن الذين أطلقوا الرصاص عليهما يدافعون عن الآرواح أو الممتلكات. وفي تلك الليلة رجع الناس بعد دفن موتاهم وقد بلغ منهم الغضب مبلغا كبيرا ، وهم يرون كيف استباح التتار بلدتهم الآمنة تقتيلا وارهابا وتخويفا!!
    وفي يوم الجمعة الموافق للسابع والعشرين من شهر سبتمبر2013، وبدعوة من الرجل الطيب، ابن المهذب المؤدب، وسليل الرجال الصالحين، أذن مؤذن في الناس: أن تعالوا، عقب صلاة الجمعة، إلى الميدان! فالميدان بفضائه الواسع، الذي يمكن الناس من الوقوف في حلقات دائرية حول مركز واحد، هو رمز لوحدة الشعور التي تنبع من قلب واحد. وهو رمز لتناغم الآجساد والحناجر التي ظلت في عصر ذاك اليوم تندد بالظلم وتقتيل الأبرياء وتهتف بصوت عال للعدالة والسلام والحرية! فلم يسطع السلطان صبرا! فأطلق علينا وحوشه من جيوش التتار القادمين من خلف أسوار التاريخ. وكان جزاؤنا وابلا من رصاص طائش وسحبا من دخان خانق! ويتفرق الجمع الكبير من شباب ونساء ورجال إلى خارج الميدان! فيصيح فيهم إبن الأشراف: الميدان! الميدان! فيتجهون نحو الميدان مرة أخرى! ولكن التتار يردون عليهم برصاص ودخان أكثف من سابقيه! بل أكثر من ذلك يتوغل التتار خلال أزقة البلدة المطلة على الميدان ويطلقون الذخيرة الحية والغازات الخانقة بين البيوت المسالمة دونما اعتبار لحرماتها أو للضعفاء من ساكنيها! وفي تلك الليلة حاول التتار نشر الذعر والخوف بين الناس ولكن ذلك لم يزد المناضلين إلا عزما وإصرارا.
    وفي اليوم التالي لليلة الترويع والتخويف، أصبح المناضلون أكثر التفافا حول الرجل الطيب الذي وجدوا عنده جرأة وشجاعة افتقدوها في جيل واسع من كهول البلدة وكبارها. ولما تجلى للسلطان خطر الرجل الطيب تم اعتقاله، ولكنهم لم يستطيعوا ذلك إلا لسويعات! فساوموه! فلم يساوم! وأصر على استرداد الحق! فجاءوا بجنود كثر! فمنعوا عنه الميدان! وبحسه الفطري وحرصه على قومه أبدل الرمز إلى وقفة تكريم وإجلال عند هزاع، وأخرى عند بكور، وما بين المنزلتين سار بقومه سعيا بالأقدام! وكانت تلك مسيرة الجمعة الموافق 4 أكتوبر 2013 ، والتي غلب عليها طابع الشباب، وضمت عددا قليلا من كبار السن من الرجال، وعددا مقدرا من النساء، وعلى رأسهن السيدة الفضلى والدة الشهيد هزاع. وأبرز ما يميز هذه المسيرة أنه كان فيها أرج من ثورة أكتوبر 1964 من قوة الإرادة وعفوية الخروج. وفيها انتزاع للحق المسلوب وتم فيها، بلا شك، كسر لحاجز الخوف بين الشعب والسلطان. وهي، لسجل التاريخ، قد كانت مسيرة نموذجية، وسيكون لها ما بعدها!
    ومن المعالم البارزة في هذه المسيرة التاريخية أيضا أن ألقت والدة الشهيد هزاع خطبة مؤثرة أشعلت الحماس في الناس، وكانت عظيمة الأثر في ارتفاع ذبذبة الأرواح في سيرها نحو منزلة الشهيد بكور. ولقد شعرت بأسف كبير أنني لم أكن مشاركا في الجزء الأول من تلك المسيرة، غير أني نبهت إلى أن ما فاتني أصبح موثقا ومحفوظا في مكان مأمون في عالم التوثيق الحديث.
    فرأيتها! فرأيت وجهها وقد اكتسى وقارا وحزنا عميقا!
    وسمعتها! فسمعت حديث قلب قد تقطع، فنالت نباله قلبي فتقطع!
    ويا ليت البشير رأي ما رأيت!! وسمع ما سمعت!!
    يا ليت البشير رأي ما رأيت!! وسمع ما سمعت!!
    ألم يسمع!؟ ولكنه لا يسمع!!
    ولو سمع، لأتاها مهرولا مهرولا!!
    ولجلس عند قدميها مستعطفا عفوا وغفرانا!!
    وهي لن تعفو!
    لن تعفو! لأن الأمر قد ولى!
    ورفعت الشكوى!! لمحكمة المنتقم الجبار !!
    فيا أم الشهيد هزاع..
    ويا أم الشهيد بكور..
    ويا أم الشهيد السنهوري..
    ويا أمهات كل شهداء انتفاضة سبتمبر 2013..
    • فلتعلمن أن غالبية الشعب الصامت قلوبهم معكن، ولكنهم لا يعرفون طرائق المقاومة السلمية الناجعة لمواجهة بطش النظام! وقد حاول أبناؤكن من الشباب الوطنيين الإحتجاج سلميا بالمظاهرات، وفدوا هذا الشعب بالأجساد والأرواح! ولقد بات واضحا أن هذا الأمر لن يبلغ غايته إلا بخروج الصامتين عن صمتهم وإظهار الحجم الحقيقي للمعارضين لنظام السفاح وأعوانه!
    • ولذلك فإني أعلن عن تضامني معكن في المطالبة باسترداد الحقوق! وسيكون رمزي علامة سوداء ألبسها في العلن، ولن أخلعلها إلا بزوال هذا النظام الذي اختطف منا أعز من نحب!
    • فلنلبس جميعنا علامات سوداء! شبابنا، نساؤنا، رجالنا، وحتى أطفالنا!
    في صلوات الجماعة، وفي صلاة الجمعة!
    في أعيادنا، وفي عيد الفداء!
    في الشوارع، في المدارس، وفي الجامعات!
    في الأسواق، في المصانع، في المراعي، وفي الحقول!
    وحتما سينضم إلينا الصامتون!
    ويومها سينتصر الرمز على الرصاص!
    وسنرى! وسيرون!

    والله من وراء القصد.

    د. معتصم عبدالله محمود
    شمبات 9/10/2013























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de