لم ندهش أن تحتل صحيفة الصيحة المركز الثالث بين الصحف السياسية في تقرير مجلس الصحافة والمطبوعات للعام الماضي حول التحقق من الانتشار لأننا كنا نتوقع أفضل من ذلك كوننا نعلم علم اليقين أننا في المركز الثاني وليس الثالث، ولكننا نلتمس العذر لمجلس الصحافة الذي نقدر أنه ليس بمقدوره ، على الأقل الآن في ظل أوضاعنا الاقتصادية والسياسية المتردية ، أن يعمل بالمعايير الأوربية مثلاً من حيث دقة الرصد والتحقق من صحة المعلومة، ذلك أنه لا يزال يرزح في بدائية مقيتة تشبه السودان الذي تجاوزه الزمن والعالم بل وحتى الدول الأفريقية في كل أو معظم مناحي الحياة فلا حول ولا قوة إلا بالله. على أن ما ينبغي ألا ننساه أن (الصيحة) حصلت على ذلك المركز المتقدم بالرغم من أنها كانت على مدى عشرة أشهر من العام المنصرم ، دون غيرها من الصحف ، خاضعة لرقابة أمنية قبلية تحصي عليها أنفاسها وتحجب كثيراً من أخبارها ومقالات كتابها وحواراتها، مما كان له أبلغ الأثر في الحد من انطلاقتها وصعودها نحو القمة التي لا نرضى عنها بديلاً سيما وأننا الآن في هذا العام (2016) نحتل المركز الثاني بفارق معتبر بيننا وبين الصحيفة التالية في ولاية الخرطوم، ونتربع على المركز الأول في عدد من ولايات السودان الأخرى. لا يخفى على قرائنا الأعزاء أن (الصيحة) عانت ولا تزال من التضييق، فقد أوقفت من قِبل السلطات الأمنية مرتين لعدة أشهر في كل مرة، هذا بخلاف حجب الإعلان الحكومي عنها حتى اليوم بالرغم من أن المال الذي يغدق على الصحف الأخرى (الموالية) والضعيفة الانتشار مال عام لا يخرج من خزانة الحزب الحاكم الذي يبدو أنه حكم علينا وأفتى بأننا مواطنون من الدرجة الثانية وربما الثالثة. إنه الظلم ورب الكعبة والذي عانينا منه في (الانتباهة) المختطفة التي يعلم الله تعالى كما يعلم مغتصبوها أننا بنيناها (طوبة طوبة) بالعرق والدموع أيام كان بعض من يتولون أمرها اليوم - والله العظيم - لا يعلمون مقرها ولا نزال نتجرع من غصص ذلك الظلم والتضييق ألواناً فحسبنا الله ونعم الوكيل. ليت من يضيقون الخناق على (الصيحة) حتى يوم الناس هذا يكشفون لنا سبب العداء حتى ننظر فيه فإن كانوا محقين انصعنا للحق الذي يرغبون وإن كانوا يطلبون غير ذلك فلسنا بطير مهيض الجناح، وسنظل راضين بالابتلاء مستعدين للتضحية في سبيل مبادئ آمنّا بها منذ نعومة أظفارنا ولن ننكسر إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا. أعجب أن من صنفوا (الصيحة) عدواً مبيناً يعلمون أنها ظلت تذود عن حمى هذا الوطن مشهرة سيف التصدي لكل من يمس سيادة البلاد وسلامها الاجتماعي وأمنها القومي ، لم تهادنأ تحايد في مجالدة ومقارعة الحركة الشعبية والحركات المتمردة التي كنا الأعلى صوتاً في مواجهتها كما ظللنا منحازين للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى. أما إن كان الأمر متعلقا بقضايا الفساد أو انتقاد أخطاء السياسات العامة التي نتعرض لها من حين لآخر فإن ذلك لا ينبغي أن يكون سبباً في تصنيفنا أعداء نرمى بالشنآن. أقول في الختام أن ما حققته (الصيحة) الآن وهي تنافس على المركز الأول والذي ستبلغه بحول الله وقوته ، تم بتوفيق من الله العزيز وبجهد وعرق الصادقين من طاقمها التحريري والإداري وكتابها، ولا أنسى رئيس تحريرها السابق الأستاذ أحمد يوسف التاي الذي لا يزال يتحف الصحيفة بمقاله اليومي في الصفحة الأخيرة فلهم أجزل الشكر والتقدير . assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة