|
شغالين كلورة بقلم الطاهر ساتى Taher Sati
|
:: بزاوية أمس، نشرت الوثيقة التالية : ( السيد مدير هيئة مياه الولاية الشمالية ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..الموضوع : نتيجة تحليل آبار مياه الشرب بمدينة دنقلا..بالإشارة لأعلاه، يطيب لنا في البدء أن نشكر لكم حسن التعاون في إجراء التحليل اللازمة للتأكد من صحة مياه الشرب بمدينة دنقلا من خلال تفريغ فني أحياء دقيقة للعمل مع فريق الفحص..أثبتت نتيجة الفحص لعدد ( 9 آبار)، وهى الآبار الأولية، وهي الخناق و إرتدي جنوب، إرتدى شمال، حى النصر، حي الإمتداد، الدرجة الثالثة، المنطقة الصناعية، المستشفى، حي النيل.. أن هناك تلوث بكتيري في الآبار الآتية: حي النصر، إرتدي شمال، الإمتداد، حي النيل..وعليه الرجاء التكرم باجراء اللازم وإيقاف هذه الآبار حتى تتم المعالجة لها بصورة عاجلة..طارق عبد السلام دياب، رئيس اللجنة العليا لضبط الجودة)..!! :: ثم علقت على الوثيقة كاتباً بالنص : هكذا حال آبار مياه الشرب بأحياء عاصمة الشمالية، ملوثة بالبكتيريا، و لجنة ضبط الجودة تطالب هيئة مياه الولاية بايقاف الشرب من هذه الآبار الملوثة لحين المعالجة، والخطاب بتاريخ مارس 2013، وبجانب النص أعلاه مكتوب في الخطاب بالنص الصريح ( سري)، أي يجب ألا يعلم المواطن بتلوث المياه التي يشربها.. ومع ذلك، لم تلتزم حكومة الولاية بالتوجيه إلى يومنا هذا..صحة الإنسان ومخاطر الإصابة بالفشل الكلوي وغيرها لاتهمهم إطلاقاً، فالمهم هو أن يقى تلوث مياه الشرب بالبكتيريا سراً بينهم، ولذلك غلفوا خطابهم بغلاف ( سري)..!! ::هكذا ملخص زاوية الأمس، فأتصل اللواء شرطة الشاذلي محمد سعيد، معتمد محلية دنقلا، موضحاً بأن الوثيقة - وما فيها من حقيقة تلوث مياه آبار محليتهم، حسب التحاليل التي أجريت لمياه بعض الآبار - لم تصلهم ولا يعلمون عنها شئياً، وهذا ما أكده أيضاً مدير المياه بمحلية دنقلاً، وأضافاً بأن المحلية تعيد تأهيل الشبكة وبنهاية هذا العام تكون قد أكملت تأهيل كل الشبكات القديمة..ولكن عن تلوث المياه ببعض آبار المحلية، يقول مدير مياه المحلية بالنص : ( شغالين كلورة)، أي نعمل على تنقيتها بالكلور، ثم يقول : (و إن كان هناك تلوثاً في المياه، فهو ليس في الآبار، ولكنها قد تتلوث في الشبكات)..!! :: وعليه، لم تُخطر هيئة مياه الولاية الشمالية حتى إدارة المحلية التابعة لها بنتائج تحاليل المياه، ولم تخطر كذلك معتمد المحلية، وليس في الأمر عجب، فالخطاب الصادر عن اللجنة العليا لضبط الجودة يحمل عبارة ( سري).. وكنا نظن بأن الحرص على سرية تلوث المياه يعني إخفاء الأمر فقط على المواطن، ليمرض جاهلاً بأسباب مرضه وليموت سراً..ولكن هذه السرية - التي تخفي تلوث آبار مياه الشرب - فريدة من نوعها، بحيث تشمل حتى الإدارات المحلية بما فيها المعتمد الذي لم يقرأ ذاك الخطاب إلى في الصحف.. ولو بحكومة الشمالية إرادة تحقق وتحاسب وتحرص على صحة مواطنها، عليها عدم إهمال هذا التلوث..هذا ما لم يكن تجاوز التلوث المياه إلى النهج لحد إخفاء أسباب المرض عن الناس ..!!
مكتبة الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|