|
شعب تتقاذفه مصالح وتتجاذبه مراكز قوى
|
شعب تتقاذفه مصالح وتتجاذبه مراكز قوى
بقلم طه حسن طه – الرياض
قام نظام الانقاذ بحركة تغيير سياسى عبر انقلاب عسكرى فى 30 يونيو 1989 واتضح لبعض ذوى الفراسة والعارفين هوية هذا الانقلاب ومن قام به ومن يقف خلفه منذ أول وهلة ثم اتضحت الصورة جلية لاحقاً لكل قطاعات المجتمع السودانى وتف المشفقون وداعاً للديمقراطية وتجربتها الثالثة فى السودان... ديمقراطية لم يتذوق الشعب السودانى طعمها حيث أنه ما أن يبدأ ذلك حتى يصاب بغصة فيزدرد ما استطاع من تلمظه منها ويطرح خارجه ما لم يستطع بلعه منها وهكذا تظل الاحلام والمرارت.
المهم كان التيار لاسلامى وراء ذلك الانقلاب رغم التعتيم ورغم الكذب الصراح وعلى أعلى المستويات وكعادة الشعب السودانى فقد سار منهم وراء الانقاذ من سار ورفضه من رفضه وعارضه من عارضه وكسب وده من استطاع فأفاد واستفاد وأفرزت حقبة الانقاذ معايير وممارست يعلمها الجميع... ومع الايام ومع التجربة ومع نظرية السلطة وما تنطوى عليه من مراكز قوى ومراكز مصالح ومصاعب المصالح...الخ. أختلف أهل الحكم ( وان كنت شخصياً لا زلت أرى أن هناك ما يدعو الى عدم التصديق 100% ) وانشغل الناس بهذا الخلاف ردهاً من الزمن وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض واجتهد المجتهدون فى ان يكون فى ذلك بداية نهاية حكم الانقاذ وهناك دون شك كراهية ملحوظة للانقاذ ولكل اسبابه لكن لا زالت ساقية الانقاذ تدور وطاحونتها تدور وسيرتها قاصدة اردنا ذلك ام لم نرد واهل الحكم صامدون ولهم فى بعض كوادرهم السند والعزاء والخماية والدفاع وانا اهنئهم على نظرية العض بالنواجز على ما يؤمنون به ويعملون من اجله ربح من ربح وخسر من خسر وليذهب من لا يرى ما يرون الى الجحيم. وسواء كان هذا المعسكر على حق او كان ذلك على حق فالعبرة بالنتائج وما جناه الشعب السودانى من تجربة حكم الجبهة الاسلامية التى امتدت لأكثر من خمسة عشر عاماً حيث يقول المثل " العبرة بالنتائج والامور بخواتيمها وحباب النافع" والناس فى صراعهم مع الحياة ومتطلباتها وضروراتها ومستلزماتها فاذا بهم يفاجأون بخبر محاولة انقلابية او حركة تخريبية او عناصر متمردة ثم يتبع ذلك تطويق بعض الاماكن والعثور على سلاح وعرضه على اجهزة الاعلام وسط دهشة هذا الشعب المسكين المغلوب على امره، شعب بين مصدق ومكذب واذا بالحكومة قد فتلت حبلها واحكمت صنعه وصنعت منه دائرة وحلقة طوقت بها عنق المؤتمر الشعبى شقها الاساسى او شقها الثانى او عرابهاان صح القول. ومرة ثانية وثالثة ورابعة يعيش الناس تجربة صراع ( ان صح ) لا ناقة لهم فيه ولا جمل حيث ان افولة واحدة وهى هى نفس الفولة وان انقسمت. وهذاالموقف يثير تساؤلاً لدى العديد من الناس وانا منهم الا وهو: هل قضايا السودان الماثلة وصعوبات الحياة المعيشية والازمات والتمرد والتدويل ومقدمات التدخل الانبى جاءت من فراغ ام كانت ثمرة لممارسات عاشها ويعيشها اهل السودان قاطبة منذ ان هل علينا اهل الانقاذ؟ وهل يظل الشعب السودانى فى حالة تيه وضياع وترقب يرخى اذانه لسماع الجديد من الانباء التى لا تسهم فى حلحلة مشاكله الحياتية والاقتصادية والتى تنحصر فى سجن د. الترابى واطلاق سراحه.. ضبط مخطط يقف وراءه حزب الترابى وجماعته اصل صورة حكم الانقاذ وهل يمكن ان نفصل بين المجموعتين ونعتبر الثانية برئاسة سيادة المشير وسيادة النائب الاول هى الحادبة على مصلحة المواطن وحدها وهى الحريصة على حاضره ومستقبله؟ الم اقل لكم اننا حشرنا حشراً فى هذا الذى يدور وتبعاً لذلك فاننا نعيش فى حالة انفصام ولا ندرى اى الفيقين احق ان يتبع؟ كلمة حق اقولها مختتماً بها هذا المقال الذى ارجو ان يكون قد مس الحقيقة واصاب كبدها. كلمة الحق تجعلنى ان اقر واعترف بان الانقاذ وقد بذلت قصارى جهدها وحققت من الانجازات والمشروعات ما عجزت عنه كثير من الحكومات ديمقراطيها على شمولييها، لكن فى المقلبل ونتيجة لاطروحات الانقاذ وشعارات الانقاذ وممارسات الانقاذ ظل السودان تحت دائرة الرصد والعداء والعزل مما ادخله فى تجارب مريرة وجلب على شعبه الكثير من الاختناقات والمخاوف وفى النفس محاذير ومحاذير لا يمكن اخفؤها وقد بدت الخريطة واضحة لكل ذى بصر وبصيرة ام ان اهل الحكم يرون ما لا نرى؟ نسأل الله للسودان وللشعب السودانى كل الخير والاستقرار والنماء وان يتكاتف كل المخلصين لتفويت الفرصة على اعدائه وما أكثر المخلصين فى هذا الوطن الحبيب.
|
|
|
|
|
|