أحداث ومؤشرات يتداعى الفقراء إلى حيث يظنون الإنفاق والصدقات في هذا الشهر الفضيل، للدرجة التي تجعلك تعتقد أن بعضهم ممن يتخذون التسول مهنة، ويريدون أن يغنوا فيه، لولا أن سوء الحال يحس به ويعايشه الغالبية العظمى من المواطنين، كما أن بعض الأثرياء يفضلون أن يعلنوا الآخرين أنهم من المنفقين المتصدقين ويتظاهرون بذلك... فالمعادلة في شهر الإنفاق هذا صعبة، ولا يمكن وزنها، خاصة وأن الأخلاق وصدقية المصدق هو العامل الثابت، وفيم بقية العوامل متغيرة، فحسن الظن بالنتائج هو المطلوب والله يضاعف لمن يشاء، والفضل الأكبر للصدقة اعطائها للفقير مع حفظ كبريائه، وإنسانيته، قال تعالى (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ، وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ، وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ، وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) سورة البقرة. فقيمة الإنفاق والصدقات في إزالة الشح والبخل، والحسد والأنانية بين الناس، وهذا الأثر التربوي هو الذي نحتاج إليه؛ ويجب أن نحسه ونعيشه، وهناك قاعدة شرعية تقول: (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) أي أن عمل الخير يجب الّا يكون طريقا إلى الشر، والسلم والولاء وحسن الخلق خير من العداوة والبغضاء. قال تعالى (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى، لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى، وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا، لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا، وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) سورة البقرة. بحسب الآيات السابقة فهناك محاذير وممقوتات في الإنفاق، والمتمثلة في المن والأذى، والإنفاق رياءاً وهو كالكفر بالله واليوم الآخر، وتكررت كلمة "المن" في الآيات الثلاث المتتالية، تأكيداً للخطورته وكنسه لحسنات الانفاق، بل فضل الله القول الحسن الطيب على الصدقة التي يتبعها منٌّ وأذى. وبكل أسف هناك من المظاهر فيها شبهتي المن والأذى يجب التوقف عندها. [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة