|
شبابيك الحبيب
|
كلما اتأمل في سيرة الراحل العظيم محجوب شريف وما احتمل من اذى و الآم ومحن في رحلة حياته التي اتسمت بالمضايقات ووضع العراقيل في طريقه سواء كان ذلك بالاعتقالات او فصله تعسفيا من عمله فلم ترهبه الاعتقالات ولم يلن عزمه قطع الرزق ، كانت الاعتقالات تذيده اقداما والفصل من العمل يزيده جودا ،و التعذيب يذيده صلابة تكسرت نصال كل نظريات الامن والمخابرات في الدول الشمولية التي تعد لكسر الناشطين السياسيين واصحاب الراي.ولم تنل من موافقه ومبادئه التي جاءت في اشعاره ومنسجمة مع افعاله غير انها نالت من صحته وتسببت في معاناته مع المرض الذي تعايش معه في صبر وجلد. فمن اين استمد شريف هذه الطاقة لمقاومة كل هذا الجبروت الذي كلما حاول كسره انهزم ذلك الجبروت امامه وارتد منكسر ذليلا وهو حسير لم اجد تفسيرا لصلابة كهذه في المواقف وكذلك امام المرض سوى مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة مثله تقف بجانبه وتشد من أزره فوراء استاذنا محجوب شريف ثلاث نساء عظميات في مقدمتهن زوجته ورفيقة دربة الاستاذة اميرة الجزولي ثم ابنتيه الاستاذتان مريم ومي فإن لم يكن بمثل صلابته في الثبات على المواقف والمبادئ لكان من الصعب ان نرى كل هذا الصبر على الشدائد وكل هذا الجلد الذي اعيا كل الانظمة الديكتاتورية عندنا فكان كالشجا في حلوقها مرا لا ينتزع . اسأل الله ان يصبرهن علىفقدهن الجلل وان يخفف عنهن الاحزان. اكثر ما يميزه انكاره لذاته والاهتمام بالاخرين لدرجة كل من يقابله يظن انه يعرفه منذ زمن وجميع اصدقائه مقرب اليه بسبب انه يؤثر كل واحد منهم على نفسه حتى عند اشتداد المرض عليه لم يتغير اعتناءه بالاخرين والاحساس بهم او الاحسان لهم، اتزكر بعد عودته من رحلة الاستشفاء بلندن كان متحدثا في احد ليالي دار الحزب الشيوعي ببحري ابتدا حديثه عن ايام الاعتقالات في سجون مايو وكان بجانبه الاستاذ سعودي دراج وحكى كيف ان الاستاذ سعودي دراج كان يخفف عنهم ويفرق عنهم كثيرا وانه يمتلك مواهب عديدة لا يعرفها كثيرون من بينها امتلاك الاستاذ سعودي دراج لصوت جميل كان يسلي به همهم في السجن وطلب منه مازحا ان يغني في تلك الليلة. وازكر في تلك الليلة كان من بين الحضور الاستاذ الفنان عبد الرحمن بلاص وتحدث ايضا عن سيرته وعلاقته بالحزب الشيوعي التي لا يعرفها كثير من الشباب. بعدها تحدث الاستاذ سعودي دراج واكد ما اجمع عليه كل الذين قرأنا رثاءهم او تحدثوا عن مسيرة الراحل و عن نكران الزات الذي كان يميزه وايثاره الاخرين وتقديمهم على نفسه.
|
|
|
|
|
|