|
شارع الحوادث : انهم فتية آمنوا برسالتهم!! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم
|
02:09 AM May, 27 2015 سودانيز اون لاين أبوبكر يوسف إبراهيم- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
§ لن اتطرق بالقدح إلى ما كتبه الهندي عزالدين بحق شباب مبادرة شارع الحوادث ، ولكني اتناول عموده عن التراتبية عند افتتاج انجاز هؤلاء الفتية الذين أحسوا بآلالام وهموم شعبهم وخاصة الاطفال الذين لا حول لهم ولا قوة في التعبير وتحمل المرض ، الاطفال الذين صدرت المعاهدات الدولية بشأن حقوقهم في التعليم والعلاج والمحافظة عليهم من التحرش ، فهل من وقعوا على هذه المعاهدة أوفوا بحقوقهم تجاه اطفال الامة ، أم أن اعلامهم وُظف للتمشدق بالاهتمام الزائف الذي يتشدقون به عوضاً عن الانجازات الفعالة، والحقيقة أنه بدلا من الاهتمام المفترض يعاني الطفل في بلادنا من الاهمال حد الرثاء!!
§ التحدث عن التراتبية برأيي مسألة شكلية، ومن يفتتح الانجاز الانساني هؤلاء الفتية الحفاة أمر يخصهم وحدهم ، و الاهم هو الانجاز في حد ذاته خاصة أن انجازات هؤلاء الفتية وهاتيك الفتيات لم تتوقف منذ عام 2013 فهم يقومون باستنفار ذوي ألايادي البيضاء والقلوب الرحيمة التي تدرك معنى المسئولية المجتمعية والاحساس بمعاناة الاطفال المرضي في بلادي لتوفير الطبابة والعلاج لهم التي هي من أوجب واجبات الدولة!!
§ هؤلاء الاطفال لا يملكون تكلفة العلاج في الخارج لا في الهند ولا في السند ولا في ألمانيا ، هؤلاء الاطفال كان يستحق أن تنفق على مشروعات طبابتهم - التي تحدث عنها الناطق الرسمي د. المعز - الناطق الرسمي باسم وزارة صحة ولاية الخرطوم ، وذلك بعد أن فضحت المبادرة تقصير الوزارة ، تحدث الناطق مشروعات في مجملها 32 مليار من الجنيهات لم نلمس فيها على ارض الواقع عمل بجنيه واحد، بينما كان يمكن أن توجه لها تلك الاموال التي صرفت لشراء سيارات قيمتها (21) مليار لقيادات طلبة حزب المؤتمر الوطني .. طلبة بينما دكاترة المستشفى يتنقلون بالامجاد!!
§ تلك المليارات التي اختلست من مكتب الوالي كان يمكن أيضاً أن توجه وتوظف لانقاذ اطفال انهكهم المرض الخبيث!! وعندما أحس شباب مبادرة شارع الحوادث بهول الكارثة استنهضت همم ذوي القلوب الرحيمة لتوفير الادوية التي لا مقدرة على الفقراء ولا حتى متوسطي الحال قدرة على توفيرها !!
§ أما التشكيك في مصادر التمويل فيشهد الله أنني وبعض الاخوة حين أدهشنا فعل هؤلاء الشباب قررنا أن نصلهم ونرى كيف يعملون ، واشهد الله أن أي قرش يصلهم يسجل ، وأي أدوية تأتيهم توجه للحالات التي تحتاجها. ورأيت كيف أنهم متجردون من الأنا !!
§ دعوا كل القلوب الرحيمة من امثال هذا الشباب الفاعل والمتفاعل مع مجتمعه يتفتح عطاءً ، أما عن " أم قسمة" فهي تلك المرأة السودانية التي رأت أن تقوم بتربية أولادها بالحلال وتعمل من أجل ابنها المريض بالسرطان ، فقد وفرت كراسيها وبنابرها مكاناً لهؤلاء الفتية الذين يجلسون متحلقين حولها في انتظار أهل الخير والمرضى في ذات الوقت ، وكان بالامكان أن يستأجروا مكاناً مكيفاً يجلسون فيه ليتاجروا بالآم الاطفال الذين لا حول لهم ولا قوة!!
§ لقد خصخصت الحكومة التعليم والطبابة حتى أن الفقراء أصبح ليس لهما منهما نصيب ، وحتى المشافي الحكومية التي يفترض أن تقدم خدماتها العلاجية للمواطنين من ذي الدخول المتوسطة والذين هم دافعوا الضرائب تنصلت الدولة عن مسئولياتها العلاجية والتعليمية تجاههم ، فما بالك بالفقراء الذين هم تحت خط الفقر وبحسب احصائيات الحكومة تبلغ نسبتهم 46% من جملة السكان؟!
§ من العيب أن لا نرحم ولا نترك رحمة الله تنزل على هؤلاء الاطفال الذين يعانون من ذلك المرض المتوحش ، وبدلاً من أن نترك لمبادرات المجتمع الدولي مثل مبادرة شباب شارع الحوادث ، ونتركهم يقومون بما تنصلت الدولة منه، ويضمدون آلام أطفال السودان نبدأ في قصقصة أجنحتهم ونحط من قدر مبادراتهم الانسانية الكبيرة في فاعليتها ، والتبرير التراتبية ، فلتذهب التراتبية للجحيم تراتبية لأن يأتي مسئول متخم ليقص الشريط لعمل لا يدري عنه شيئا ولم يفكر فيه لحظة ، وطالما أن هؤلاء الشباب يعملون من أجل علاج وطبابة الاطفال الابرياء الذين ينهش المرض اللعين أجسامهم الضعيفة فلهم أن يختاروا الانسانة الرمز ، رمز السودان المشرف " أم قسمة" لتفتتح امجازاً يستفيد منه طفلها المصاب بالسرطان!!
§ التراتبية تعني أن تسبق الدولة كمسئولة عن مواطنيها هؤلاء الشباب ، ولكن لما كان المسئولين مشغولون بالانتخابات والاستوزار فهم لا يعنيهم إن مات كل أطفال السودان . الملفت للنظر أن السودان هو الدولة الوحيدة التي يعمل الشعب من أجل توفير نفقات تسير الحكومة المترهلة وليس العكس كما هو في سائر بلاد الله حيث تعمل الحكومة من أجل رفاه شعبها!! ... حسبي الله ونعم الوكيل ، لا أدري كيف يواجه هؤلاء الله يوم الحساب حيث لا ينفع مال ولا بنون!!
mailto:[email protected]@gmail.com أحدث المقالات
- على من يضحك هؤلاء؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 05-26-15, 02:58 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- الحوادث المرورية وحصد الارواح!! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 05-26-15, 02:54 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- أثمة شربات من الفسيخ؟! بقلم الفاضل عباس محمد علي 05-26-15, 02:44 PM, الفاضل عباس محمد علي
- الاسلاموفوفيا ونقل مشاكلنا للغرب؟! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 05-26-15, 02:13 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- أي رسالة إعلامية يقدمها هذا الموقع؟! بقلم كمال الهِدي 05-26-15, 10:40 AM, كمال الهدي
- الهندي نموذج حقيقي ومعبر عن الانقاذ بكل قبحها وسوأتها بقلم المثني ابراهيم بحر 05-26-15, 10:35 AM, المثني ابراهيم بحر
- الانبار على مذبح الامن الايراني بقلم صافي الياسري 05-26-15, 10:32 AM, صافي الياسري
- عفوُ الربِ وحقدُ العبدِ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 05-26-15, 10:30 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- انتخابات الجالية السودانية بايرلندا بقلم مجدى رشيد 05-26-15, 07:10 AM, مجدى رشيد
- على هامش مصادرة وتعطيل الصحف بقلم صلاح شعيب 05-26-15, 07:04 AM, صلاح شعيب
- الثروة المعدنية والمعادن في السودان:الإستغلال التجاري والصناعي والإستثمار:قلة الحيلة أم قصور في الإم 05-26-15, 07:03 AM, غانم سليمان غانم
- زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية لوﻻية شمال دارفور الهدف والمغزي بقلم التجاني على حامد 05-26-15, 07:01 AM, التجاني على حامد
- (نثر حزين) بقلم الحاج خليفة جودة 05-26-15, 04:19 AM, الحاج خليفة جودة
- لم أصدق هذا السبب.. لكن للأسف !! بقلم نورالدين مدني 05-26-15, 04:14 AM, نور الدين مدني
- المهندس عمر زايدة نموذجاً!!! بقلم د. فايز أبو شمالة 05-26-15, 04:13 AM, فايز أبو شمالة
- سعيد ابو كمبال صار هداي للبشير بقلم جبريل حسن احمد 05-26-15, 04:12 AM, جبريل حسن احمد
- إحذروا من تعيين أم قسمة في المؤتمر الوطني بقلم اكرم محمد زكى 05-26-15, 04:09 AM, اكرم محمد زكى
- البشير يلقى خطاب العرش ، فاستمعوا له باكين ! بقلم على حمد إبراهيم 05-26-15, 03:52 AM, على حمد إبراهيم
- سقوط الاقنعه بقلم الدكتور بابكر حمدين 05-26-15, 03:50 AM, بابكر ابكر حسن حمدين
- الصحافة المبادرة مناصرة لحقوق الإنسان بقلم الدكتور حسن سعيد المجمر طه 05-26-15, 03:47 AM, حسن سعيد المجمر طه
- ياخرطوم.... ارفعى الستارة عن المسكوت! بقلم هاشم كرار 05-26-15, 03:45 AM, هاشم كرار
- جعفر خضر .. رمز فريد من أبطال النضال بقلم د. ابومحمد ابوآمنة 05-26-15, 03:38 AM, ابومحمد ابوآمنة
|
|
|
|
|
|