|
شاؤوا أم أبووا سيظل الكيزان هم رواد عصر التنوير(2_2)/مصعب أحمد الأمين
|
مصعب أحمد الأمين
أشرنا في المقال السابق أن حركة التنوير كانت بالأساس محفزة من تلقاء تعالي الكنيسة و تورطها مع الملكية في استرقاق الشعوب بشكل عملي فضلا عن محاربتها القاسية للعلم
و حركة الآداب و الفنون زد على ذلك التوسع المفرط في استخدام مفردات التخوين تماما
أسرفت في توظيف عبارات كالزندقة و التجديف في حربها الماحقةعلى الحرية.
و غني عن القول أن ذلك السلوك الاستعدائي ولد أحقادا تراكمت على مر فترة العصور
الوسطى و وصلنا لثورة الفلاحينفي بريطانيا و ان شئت الدقة انتفاضة الفلاحين كون الانتفاضة
قمعت في نهاية المطاف ثم تلتها انتفاضات عدة لن نعدو حدود المقبول اذا اسمينا تلك الحقبة
بالربيع الأوربي بأخرة.
و السؤال الذي سيطرحه الجزء الثاني من هذا المقال هل حركة التاريخ حركة انحيازية انتقائية؟اي
يمكن أن تضرب المجتمعات الاوربية النصرانية أو المجسوية و تتأبى عليها الجتمعات الاسلامية؟
و هل انهيار الخلافة و الممالك و الدويلات الاسلامية كان من نوع الاستثناءات التي لا
تطالها سنن الله في هذا الكون؟
ربما يحسن أن نبدأ بالنقطة الأخيرة بحكاية الاستثناءات التي كبر عليها الكثيرون في العالم الاسلامي و لعله من المفارقات أنه حتى الحكام العرب في عهد الربيع العربي الماثل أمامننا ، يتمسكون بهذا الإحساس الغامض البهيم بالفرادة الإسلامية و تمردها على سنن الكون الاجتماعية فكلهم يكرر بذات البلاهة: نحن لسنا بالفلانيين (ازاء الانتفاضة العربية) حتى اذا ادّاركوا فيها جميعا ( كانت كأنما تأخذهم بغتة) أي ثورات الربيع العربي فهل من مقاربة مثلا مع ما جاء في القرآن عن يهود: بأنهم أحباء الله و قول النصارى نحن أبناء الله ... المهم الله لا يشرك أحدا في تدبير الكون ... من يدال له و من يدال عليه ............. غايتو (وجه بائس عامل كده)
لكن الأخوان المسلمون شعبة (السنة) عطفا على (اخوانهم ) الشيعة كما ظل ينبري لذك كبارؤوهم و يؤكدون هذه الأخوة الاسلامية على المذهب التقريبي الاخواني المعروف، قد ساموا العباد أسوأ الخسف في النسختين السنية و الشيعية الايرانية بالطبع و تردت البلاد في حقبتهم موديل 1979و موديل 1989 لأحض حضيض. و مقابلة سريعة عجلى بين عصر الاقطاع و عصر القُطّاع تعطيك فكرة جيدة عن وحدة المشرب و تتركك متسائلا عن وحدة المصير و لكنك تتعجل.
فالآن على سبيل المثال في السودان لم يُنل من القداسة حتى تدمي و تعيا كما لم تنل قبل حتى أن لا تحار جوابا الا كما حدث في مؤتمر الحركة الاسلامية المزعومة الأخير اذ لم يجدوا(أو ربما لم يبحثوا) حتى مطوعا انتهازيا ليترأس مؤتمرها العام.
المهم .... يمكن بمنتهى الثقة القول أن الكيزان بدون ترجيم متى سينهارون لأن هذا ليس موضوع هذا المقال ...قد مهدوا لعصر تنوير يفقد فيه رجل الدين الانتهازي حظوته (و جديعو) الذي أنجب
مصائبا تتناسل فتنجب مصائبا أفدح من سابقاتها
و لو ألحقنا اخوان مصر لجوقة الانقاذ سيكون سهلا جدا علينا التأكد من أن الثوم رائحته واحدة،سوى أن هجمة التمكن في مصر (ربما تسارعت بأكثر من مشروع الانقاذ و هذا ليس موضوعنا الحالي) قد جاءت في سياق التعددية فلم تجد الغطاء الكافي لامرارها و لكن هجمة رجال الدين طليعة البابوية الجديدة كانت لافتة و متهافتة ففضح المشروع في بواكيره الأولى
و ختاما أرحب بالهادف من النقاشات على صفحة الموقع في الفيس بوك ... بييس!
|
|
|
|
|
|