|
سيناريوهات الفلل الرئاسية وتصريحات الزعتري النارية بقلم عمر قسم السيد
|
تقترب الشمس من المغيب ، وترسل آخر شعاعاتها لتتبرج على النهر الخالد في الخرطوم ، والجو يذهب نحو الاعتدال اكثر ، ويستعد سكان الساحل لفصل الشتاء الذي يبدو انه سيكون – قاسياً – هذا العام بحسب تراكمات المعرفة التي تركها سلفنا من الاجداد ، إذ يقولون بان نجاح فصل الخريف وكثرة الامطار خلال العام يعقبه شتاء شديد البرودة !! داخل هذه الفلل المطلة على النهر الازرق ، تسرّب الدكتور ( أ ، م ) عضو هيئة شورى احدى ملفات دارفور ، واعقبه جيش جرار من الناشطين السياسيين !! المبنى يتبع للسفارة الامريكية ، بعد اكتمال حل الحضور الذي اتضح بعد ذلك ان الامر مرتب له لإجتماع كبير ومهم ! الاجتماع بقيادة مسؤول الشئون السياسية واثنين من اعضاء مكتب المبعوث الامريكي ، للتفاكر حول مساعي السلام والتسوية والمنابر التفاوضية ، حيث وضع كل الحضور تصوراته وافكاره على اوراق وضعت على طاولة الاجتماع ! تحدث في البدء احد عناصر مكتب المبعوث الامريكي بــــــــ( تفصيل ) عن لقاء المبعوث الامريكي مع عبد الواحد محمد نور في أديس ابابا ، حيث اوضح عبد الواحد بأنه يرغب في الدخول في مفاوضات مع الحكومة ، لكنه يعاني من عجر مالي كبير يتطلب الدعم العاجل من البيت الابيض ليقوم بتحريك وفوده من قيادات الحركة وممثلي القبيلة والنازحين واللاجئين للجلوس معه والخرود برؤية تفاوضية موحدة للحركة ! تساءل الموظف الامريكي حول وجود تنسيق بين حركة عبد الواحد وهيئة الشورى للخروج بموقف تفاوضي ، وكان رد الحاضرين بأنه ليس هناك تنسيق ، وان الحركة تعاني من انشقاقات داخلية ، فأنفض الموظف الامريكي التابع لمكتب المبعوث ، ليكشف للحضور بأن عبد الواحد طلب من الولايات المتحدة الامريكية دعمه بمبلغ ( 500 ) الف دولار للترتيب لدخول المفاوضات ، وان الولايات المتحدة لا تمانع في دعمه ومن يد العون إذا كان هذه الدعم سيوجه لصالح الترتيب للدخول في العملية التفاوضية ، ومن جانبهم طالب عناصر الهيئة الجانب الامريكي بضرورة استصحاب رأي القبيلة ، وان أي دعم يوجه للحركة في وضعها الحالي يعتبر دعم لعبد الواحد في شخصه ! وبناء على ذلك قرر الامريكان عقد اجتماع لاحق بعد إعطاء الهيئة فرصة للإتصال على منشقي الحركة وعبد الواحد للخروج بموقف موحد ، ولم يتم تحديد زمن الاجتماع القادم ! ورفع الاجتماع بأحاديث جانبيه هنا وهناك ، البعض غير راض بما خرج به الامريكان ، ولكن من الواضح ان الاجتماع أتى بغرض تقييم الموقف من طلب الدعم الذي تقدم به عبد الواحد ، وان الامريكان لا يخرجون دولاراً واحدا دون التأكد من اجندة طلبه ، كما يتضح ايضا بأن الامريكان يرغبون في دخول القبيلة في العملية التفاوضية حتى ولو تم تجاوز عبد الواحد ! كل ذلك ياتي مع إقتراب موعد الانتخابات العامة 2015م التي تجرى الاستعدادات لها على قدم وساق برغم – تراخي – المواطنين وإنصرافهم عن الحديث عنها لاسباب نعتقد انها اقتصادية في المقام الاول ، وإنعدام خيارات المرشحين بين الاحزاب المختلفة في ظل الحوار الوطني ، لان المواطن السوداني اصبح حائراً في خياراته ، بل اصبحت معدومة في ظل إنشغاله بالظروف الحياتية والمعيشية التي القت بكاهلها على تطلعاته وترتيبات مستقبله ومستقبل اولاده !! ولكن .. منسق الامم المتحدة للعمل الاغاثي في السودان ( على الزعتري ) اتي بالموضوع من آخره ، وقال في حوار صحفي اجرته صحيفة ( Bistanddsaktuelt ) النرويجية الصادرة بتاريخ 26 نوفمبر ، قال ( كل المؤشرات تفيد بان الرئيس البشير سيحصل على فترة رئاسية جديدة حين يتقدم الى الانتخابات في العام 2015م ) واضاف بان هناك توازن في تعامل الامم المتحدة مع السودان من خلال التصدي التصدي للإحتياجات الانسانية ! واشار الزعتري في تصريحاته بأن النزاعات الاثنية بين مجموعات اللاجئين الجدد الذي يلجأون الى السودان تعتبر من اسباب الازمات السودانية ، مما يجعل من الصعوبة على المانحين القبول بإستمرار هذه الازمات ، وقال ان الامر يتطلب التنازل من الحكومة والمعارضة لإيجاد حل سياسي ! واكد الزعتري ان المجتمع الدولي ضاق ذرعاً من ازمة دارفور التي تجاوزت الــ( 11 ) عاماً ، قائلا بأنه يمكن الحصول على المساعدات الانسانية ، ولكن ليس من السهل الحصول على الدعم من اجل التنمية التي يصعب تحقيقها في ظل ظروف هجمات المتمردين على القرى وتدمير البنى التحتية بالإقليم الذي يمكن ان يؤدي قتل – حمار – فيه الى قتل نفس بشرية نتيجة الثأر ! وختم الزعتري حديثه في خاتمة الحوار بأن ( على الشعب السوداني القبول بالحقيقة بأن الرئيس البشير هو رئيس السودان ، ويجب عليهم التعامل معه ، وان الرفض هو بمثابة الحكم على بقية الشعب بالمعاناة ) نعم .. ما بين اجتماع الفلل الرئاسية وتصريحات الزعتري ، نجد ( 30 – 40 ) عاما من الحروب والجفاف والفيضانات والنزاعات الداخلية حتى تعود الشعب على الآلام ، وان بعضهم في المناطق التي عانت فترات الحروب في فترات محددة أصبح مرتيط بالمساعدات الانسانية ، ومن الصعب عليه ان يعيش دون مساعدات ، وكثيرون لا يعملون لا سباب كثيرة خاصة الذين لهم حقوق ومطالب قانونية خاصة في دارفور ، برغم ان اتفاقية سلام الدوحة قد اثمرت إنشاء جسم قانوني يعنى بالتحري والتحقيق في القضايا التي توجد في دارفور فقط دون عن بقية السودان ، وسمى هذا الجسم المدعي العام للمحكمة الخاصة بجرائم دارفور ، لان مدخل المجتمع الدولي لقضية دارفور كان عبر تحقيق العدالة ليقوم بملاحقة الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة ، ولنا في ذلك – باع طويل - سوف نفسح له مساحات واسعة في كتابات قادمة .
|
|
|
|
|
|