|
سيدتان تستحقان الاحترام ... أيمن مبارك أبو الحسن
|
سيدتان تستحقان الاحترام ... أيمن مبارك أبو الحسن طلب مني أحد الأصدقاء من غير العرب أن أدعوه لمطعم سوداني بمدينة دبي، فقد كان يتوق لتجربة المأكولات السودانية بقصد التعرف أكثر على ثقافتنا. ولأني أدرك أن المطاعم السودانية المنتشرة في تلك المدينة لا تختلف عن أي مطعم بلدي في السوق العربي، أو سعد قشرة من ناحية المظهر أو طريقة تقديم الوجبات، لذا حاولت إثناءه عن الموضوع، إلا أنه - ولشي في نفسه كان مصراً على خوض التجربة. لم أملك إلا أن ألبي رغبته. وبعد الإنتهاء من تناول الوجبة سألته عن رأيه، فقال لي: إنه استمتع بوجبة لذيذة الطعم لكنها تفتقد الإحساس بالجمال، مثل فتاة دميمة الشكل، لكنها حلوة الروح، نقية القلب. وقد كان تفسيره ذلك كافياً لفهم المقصد. لقد ترسخت عندي قناعة أننا شعب لا يجيد فن التسويق، ولا يحسن إظهار ما عنده. وحينما نحاول أن نسوق أشياءنا لا نضع في الحسبان الآخرين الذين يجهلون ثقافتنا! وهذا ينطبق على كثير من الأمور، فالمطاعم تقدم وجباتها للسودانيين دون غيرهم، وبالتالي يكون الناتج محلياً جداً غارقاً في البساطة يتماهي مع نمط حياتنا البسيط عادة. لكن يبدو أننا ماضون في كسر هذه القاعدة، فقد بادرت سيدتان كريمتان تمتلكان الطموح والإرادة والنظرة الثاقبة، ومعرفة روح العصر وأدواته، فكان نتاج ذلك أنهما أطلقتا مطعماً سودانياً بمدينة دبي. أهم ما يميز هذا المشروع أولاً أنه انطلق من خارج السودان وبالتحديد مدينة دبي، وهي مدينة ذات طابع عالمي حيث جذبت إليها مختلف ثقافات العالم، فوجد الجميع هناك فرصة للتعريف بثقافتهم. أما الميزة الاخرى في مشروع هاتين السيدتين الكريمتين أنه استعان بكافة التجهيزات والوسائل المتقدمة والاستفادة من التقنيات الحديثة، وهو بذلك يسعى لاجتذاب كافة الجنسيات من المقيمين في تلك المدينة. حسب ما تقول السيدتان أن المطعم سوداني يقدم الوجبات السودانية، لكنه أيضاً يقدم وجبات عالمية أخرى من أجل تلبية كافة الأذاق. هذا مشروع يستحق الإشادة والتشجيع، ونأمل أن توفق السيدتان في عملهما، وأن تتمكنا مستقبلاً من التركيز على بناء هوية سودانية خالصة لهذا المطعم. الأكل هو واحدة من الوسائل الناجعة لنشر ثقافة الشعوب فقد تعرفنا على بلدان عديدة من خلال أطباقها الشهيرة. نتمنى أن نرى مطاعم سودانية كذلك في أورباء وأمريكيا وآسياء والخليج، بشرط أن تتوفر على المقاييس الحضارية والمدنية التي تجذب الآخرين، والأهم من ذلك أن تصبغ بهوية سودانية خالصة. ثم التحية والاحترام لهاتين السيدتين، فقد مهدتا الطريق للآخرين ... بالتوفيق. [email protected] Hide message history
On Saturday, November 2, 2013 12:45 PM, Ayman Abo El Hassen wrote: سيدتان تستحقان الاحترام ... طلب مني أحد الأصدقاء من غير العرب أن أدعوه لمطعم سوداني بمدينة دبي، فقد كان يتوق لتجربة المأكولات السودانية بقصد التعرف أكثر على ثقافتنا. ولأني أدرك أن المطاعم السودانية المنتشرة في تلك المدينة لا تختلف عن أي مطعم بلدي في السوق العربي، أو سعد قشرة من ناحية المظهر أو طريقة تقديم الوجبات، لذا حاولت إثناءه عن الموضوع، إلا أنه - ولشي في نفسه كان مصراً على خوض التجربة. لم أملك إلا أن ألبي رغبته. وبعد الإنتهاء من تناول الوجبة سألته عن رأيه، فقال لي: إنه استمتع بوجبة لذيذة الطعم لكنها تفتقد الإحساس بالجمال، مثل فتاة دميمة الشكل، لكنها حلوة الروح، نقية القلب. وقد كان تفسيره ذلك كافياً لفهم المقصد. لقد ترسخت عندي قناعة أننا شعب لا يجيد فن التسويق، ولا يحسن إظهار ما عنده. وحينما نحاول أن نسوق أشياءنا لا نضع في الحسبان الآخرين الذين يجهلون ثقافتنا! وهذا ينطبق على كثير من الأمور، فالمطاعم تقدم وجباتها للسودانيين دون غيرهم، وبالتالي يكون الناتج محلياً جداً غارقاً في البساطة يتماهي مع نمط حياتنا البسيط عادة. لكن يبدو أننا ماضون في كسر هذه القاعدة، فقد بادرت سيدتان كريمتان تمتلكان الطموح والإرادة والنظرة الثاقبة، ومعرفة روح العصر وأدواته، فكان نتاج ذلك أنهما أطلقتا مطعماً سودانياً بمدينة دبي. أهم ما يميز هذا المشروع أولاً أنه انطلق من خارج السودان وبالتحديد مدينة دبي، وهي مدينة ذات طابع عالمي حيث جذبت إليها مختلف ثقافات العالم، فوجد الجميع هناك فرصة للتعريف بثقافتهم. أما الميزة الاخرى في مشروع هاتين السيدتين الكريمتين أنه استعان بكافة التجهيزات والوسائل المتقدمة والاستفادة من التقنيات الحديثة، وهو بذلك يسعى لاجتذاب كافة الجنسيات من المقيمين في تلك المدينة. حسب ما تقول السيدتان أن المطعم سوداني يقدم الوجبات السودانية، لكنه أيضاً يقدم وجبات عالمية أخرى من أجل تلبية كافة الأذاق. هذا مشروع يستحق الإشادة والتشجيع، ونأمل أن توفق السيدتان في عملهما، وأن تتمكنا مستقبلاً من التركيز على بناء هوية سودانية خالصة لهذا المطعم. الأكل هو واحدة من الوسائل الناجعة لنشر ثقافة الشعوب فقد تعرفنا على بلدان عديدة من خلال أطباقها الشهيرة. نتمنى أن نرى مطاعم سودانية كذلك في أورباء وأمريكيا وآسياء والخليج، بشرط أن تتوفر على المقاييس الحضارية والمدنية التي تجذب الآخرين، والأهم من ذلك أن تصبغ بهوية سودانية خالصة. ثم التحية والاحترام لهاتين السيدتين، فقد مهدتا الطريق للآخرين ... بالتوفيق. [email protected]
|
|
|
|
|
|