|
سودان جديد قرب يطلع يا دريج وينك انت
|
سودان جديد قرب يطلع يا دريج وينك انت دندرا علي دندرا أشربت حب بلاد نشأت بها إلا لأدفع عنها كل عدوان أخلصت حبي لها حتى نسيت به نفسي وأهلي وأحبائي وخلاني فكل من فيك تعنيني سعادتهم وكل أبنائك الثوار إخواني يحكي في قديم الزمان وفي قرية جنوبية أن فتيان يعبرون الي طورالرجولة تجمعوا لمناقشة شؤون حياتهم فتبين لهم حينذاك ان وجود الرجال الكبار يؤخر من بروز رجولتهم وسلطانه، فاتفقوا القضاء علي جميع كبار السن في القرية حتي يتخلصوا من نصائحهم الكثيرة وإرشاداتهم ونفوذهم ليصفوا لهم الجو ويحسوا برجولتهم ويمارسوا سلطانه بعيداً عن رقابة الكبار، فنفذوا ما إتفقوا عليه ماعدا واحداً خبأ والده سراً في الغابة وظل يرعاه باستمراربعيد عن أعين الجميع، كعادة الرجال الكبار خرج الفتيان يوماً للصيد في الغابة فادركهم الليل وهبط الظلام فاشعلوا ناراً صغيرةً وناموا حولها فإذا بثعبان ضخم من نوع (الاصلة) يبتلع احدهم حتى الإبط وعندما أحس الفتي بما جري له صاح وصرخ، فصرخ الجميع معه وحارت العقول وعجزت عن ايجاد حل لتلك المشكلة العويصة. وبحسرة شديدة قال احد الفتيان لو كان بيننا رجل كبير حكيم له سابق تجربة ومعرفة بأمورالغابة لوجد لنا الحل. عندها تكلم صاحب السر وقال اتعهد لكم بحل تلك المشكلة بشرط ان لا يعاتبني احد علي عدم تنفيذي ما اتفقنا عليه في السابق. قالوا جميعاً بصوت واحد موافقين، قال لهم ابي موجود حي لم اقتله وهو قادر علي تخليص صاحبنا من هذه الورطة، قالوا عجل لنا به، جاء الكبير ورآهم متجهمين خائفين فطمأنهم وقال الحل بسيط احضروا بسرعة مجموعة ضفادع، فأتوا بها وهي تنعق ( واق، واق). سمع الثعبان صوت الضفادع فترك الفتي الذي لم يستطيع ان يبلعه وشرع يلتهم الضفادع بشهية مفتوحة عندها. عندئذ ردد الأولاد المقولة الشهيرة ( من ليس له كبير عليه ان يشتري واحد) وفهموها جيداً. مهدي إلي الشباب دارفور المناضل. (لا خير فينا إن لم نقولها) مقولة تعلمتها من العلامة الدكتور منصور خالد واصبحت حلقة في اذني اشكره كثيراً عليها كونها التعويذة التي كسرت في نفسي حاجز التردد. تعلمنا الكثير الكثير من نضال آبائنا الأوائل الكبار وبحثهم الذي لم ينقطع لحظة عن العدل والمساواة رغم معرفتهم المسبق لثمنه الباهظ. لقد ترك أبونا البرلماني سترنينوا لاهور برلمان امدرمان بهوائه المكندش ومائه البارد وعرباته الفارهة وقاد النضال من اجل ان نعيش من بعده حياة إنسانية كريمة. كذلك ترك الاخ القائد الدكتور جون قرنق دي مبيور المؤسسة العسكرية بميزانيته المفتوحة ليقود ثورة لتحرير أبناء السودان جميعاً من التهميش والاستعلاء والغطرسة. وترك البطل القائد يوسف كوة مكي البرلمان الإقليمي بكوتات السكر والدقيق وانضم إلي جيش تحرير المهمشين وسيظل هذا الحبيب حياً معنا مثل علي عبداللطيف وعبد الفضيل الماظ. ولحق بهم المناضل الحي في داخلنا أبداً الاخ القائد المهندس داؤود يحي بولاد تاركاً خلفه المؤتمر الوطني بإكذوبة ثوابته ومصارفه الإسلامية،. لقد إستمديت شرعية الحديث مع السياسي المخضرم حاكم إقليم دارفور الأخ إبراهيم دريج من نضالات وبطولات العم لوال دينق فخر الشباب الجنوبي وتاج رأسهم، انه من كبار رجالات الجنوب الذي اعطي للرجل الكبير معني وجعل كل شاب جنوبي يعرف مهام الرجل الكبير وواجباته وقت الشدة ودرجة الطاعة التي يجب ان تمنح له عندما تقدم وقاد كتيبة من شباب أويل لينضم بهم في الحركة الشعبية لتحرير السودان مؤكداً مقولة الكبير كبير بأعماله والزعيم زعيم بإنجازاته، دمت لنا فخراً عمي لول دينق ولشباب السودان الجديد فنحن نحبك لانك الكبير. سودان جديد قرب يطلع يادريج وينك أنت يا كبير فيه وأنت الذي اختارك ابناء درافور بمحض إرادتهم بل بصموا عليك بالعشرة مغمضين ونصبوك كبيراً لهم واول حاكماً لادارة شئونهم، وللتاريخ كنت بحق معيناً لهم قبل خروجك من السودان في عهد مايو ثم حاولت التحدث عن حالتهم المأساوية ومناقشته مع النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه في كينيا ، إلا أن صوتك في لقاء نيروبي كان خافتاً وصورتك باهتة لانك لم تدفع ثمن الكبر والزعامة وتصل به الي نهايته المنطقية. أخي العزيز لا خير فينا ان لم نلفت نظرك بأدب واحترام ونقول لك للزعامة ثمن وهو قيادة مجتمعك من داخل الحدث وتحمل مسئوليته سلباً او ايجاباً، وللكبر ايضاً ثمن وهى ان تكون الاقوال مقترنة بالأفعال وقت الشدة (بيان بالعمل) حتي ينتهج الصغار نهجك ويستمع الطرف الآخر إليك باهتمام وقلب مفتوح، مثلاً إن لا تذهب إلي كينيا لا بعد أن تكون قد إلتقيت بفخامة رئيس دولة تشاد الشقيقة لتطلعه علي خفايا المشكلة الدائرة في دارفوروتزيل كل اللبس الغموض التي ادت الي فشل مفاوضات ابشي وانسحاب وفد الحكومة بدون ان تلتقي بوفد ثوار دارفور ثم تعرج وتسجل زيارة ميدانية لمخيمات الاجئين وتوثق القصف العشوائي للمدنيين حتي يعلم المجتمع الدولي بما يدور في دارفور.يقول معروف الرصافي في حب الوطن والدفاع عن أرضه وأهله، للأوطان في دم كل حرً يد سلفت ودين مستحق وليس ينفعني عز ولا شرف إن لم تكن أنت ذا عز وسلطان عليه يجب أن تعلم أخي الكبير بقدر ما تطرب اقوالك اذاننا بقدرما تثلج اعمالك قلوبنا. كيف ستعرض قضية اهلك الغبش لدي المجتمع الدولي وتصف معاناتهم من الحرب وأنت لم تزورهم اصلاً؟؟ هل تتوقع ان يستمع إليك الأمم المتحدة لكونك فقط ابن دارفور وتترك تقارير موظفيها الذين يقدمون الخدمات الإنسانية واللصيقين باللاجئين الفارين من مناطق العمليات في كلبس وكتم وطويلة الخ...؟؟ كيف تريد من النائب الاول لرئيس الجمهورية ان يستمع إليك باهتمام وقلب مفتوح ويوقع معك اتفاقيات وانت لا تملك قدرة التحكم علي الجيش الذي يقود العمليات ولا أنت واحد منهم و لم تعلن تأييدك لهم حتى ألان؟؟ وهنا لابد لي أن أذكر للجميع الموقف البطولي الإنساني في حب الوطن والأهل الذي سجله فنان السودان الاول والكبير محمد وردي حينما قام بزيارة الي معسكر إتنق في إثيوبيا للاجئين الفارين من حرب الجنوب وقتها كانت الحرب علي أشدها والتصعيد الإعلامي في السقف، إن التضحيات الكبيرة دائماً مقابله الحب والتقدير خرج المعكسر الذي يضم450 الف لاجئ عن بكرة ابيه لاستقبال وردي بالورود بعد ان فرشوا له الارض بالرمل وكان علي راس المستقبلين الاخ القائد سلفا كير ميارديت نائب رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان والأخ القائد تعبان دينق قاي وكان استقبالاً مهيباً يليق بالروؤساء وكان وردي وقتها رئيساً بحق وحقيقة عندما أحيى حفلاً نهارياً صدح فيه بصوته المتفرد وطنا وطنا البإسمك كتبنا ورطنا فإرتسمت البسمة في الشفاه الغبش ورقص الناس وهانت عليهم الامهم واحزانهم من اجل الوطن. هذا الحدث موثق في شريط فيديو محفوظ ليعتبر به جيل الغد جيل السودان الجديد. إنهم رجال وقت الشدة وهم في الرجال قليلون. لا يفوتني أيضاً أن أقف احتراما للأخت المناضلة أم الرجال فاطمة محمد ابراهيم التي سجلت زيارة ميدانية لشباب الحركة الشعبية في المناطق المحررة وكان موقفاً بطولياً يؤكد قوة وجسارة المرأة السودانية. التحية كل التحية لك يا حفيدة البطلة مندي بنت السلطان عجبنا التي تحزمت ولبست الدروع وامتطت صحوة حصانها لتقود جيش لمقاتلة الإنجليز في معركة لتحرير السودان والاستقلال. سمعتهم يقولون العلم والمعرفة تجعل الإنسان يهذب نفسه ويصلحها بجهده الذاتي وعندما يدرك الإنسان الوجود يحس بالسعادة. وسمعتهم ايضاً يقولون علي المرء ان يتعلم من تجارب الآخرين. احترمك كثيراً أخي دريج عملاً بقول الكبار (إحترم من رأى الشمس قبلك) واحترم أكثر التواصل الفكري الذي يجب أن يكون بيننا وبينك وهي ظاهرة صحية علمية تقوي وتوثق العلاقة بين الشعب والزعيم. .
|
|
|
|
|
|