|
سمنار لندن .... لأبناء المنخفضات طفرةُ كُبرى إلى الخلف. (2-2) /محمد رمضان
|
إن كتابتى عن سمنار لندن ينطلق من الحرص على وحدة الصف الوطنى وسلامة مسيرته النضالية التى إمتدت لعقود! وبالرغم من السلبيات التى أعترت المسيرة النضالية تلك لكنها أبداً لم تخرج من السياق الوطنى ولم تستخدم فى خلافاتها الجغرافية والحدود بين أبناء الوطن الواحد كما هو حاصل فى عهد قادة سمنار لندن . وبما أن الوطن يمر بأزمة سياسية وإجتماعية صعبة تستدعى توجيه الجهود نحو الوحدة والتكاتف، كان لزاماً على الغيورين رفض الفكر المناطقى بشتى صوره وألوانه بغض النظر عن وجاهة المطلب فالحل فى إطار المشروع الوطنى هو أمثل الحلول وأسلمها وما دونها سيجر الويل والصبور على شعبنا والوطن. نكتب عن الرابطة ونحن ندرك هلامية الفكرة وضحالتها وصفر حصيلتها فى الإنتاج والفعل لكن من باب التنبيه للقارىء نكتب ونُلفته لحالة التفتيت الذى خلقته بين أبناء الوطن وزرع بذرة الشك فيه، وهذا لايعنى أننا شعب يعيش فى مدينة فاضلة يخلو من عيوب، لكن لم تخلق تلك العيوب كيانات على أساس جغرافى بعد ثورة الفاتح من سبتمر 1961م على الأقل. قد يعترض البعض على هذا التوصيف بوجود كيانات قبلية فى الساحة ولكن بكل تأكيد فالبون شاسع بينهما فمن يحمل مطالب سياسية على أساس ما تعرض له من تهميش دون فرز جغرافى وبين من يحمل نفس تلك المطالب فى قالب مناطقى يُكرس الفرز الجغرافى كمعيار شتان بينهما كما السماء والأرض ! كل هذا كفيل بأن تظل الرابطة حبيسة العاطفة ولن تُحقق على أرض الوطن أية نتائج عدا خلق الكثير من التهميش والظلم لكل التكوينات الأرترية المظلومة ! وعبر هذا المقال أتناول بإختصار سلبيات الرابطة وتأثيرها على وحدة الصف الوطنى ووحدة التاريخ وخطورة ذلك فى البناء الوطنى لأرتريا المستقبل فى نقاط وهى . @ تقزيم الدور التاريخى لأبناء المنخفضات وحصره فى إطار مناطقى ضيق . @ دعم التوجهات التى تُقزم من دور الرموز الوطنية بطريقة غير مباشرة ( دعم ظاهرة قرنليوس). @ كسب عداء التكوينات الأخرى التى يمكن أن تلعب دوراً مهماً فى حلحلة الإشكالات الوطنية بصفة عامة ومنطقة المنخفضات بصفة أخص . @ شكلت الرابطة مظلة غير مباشرة للنيل من التكوينات الأرترية ( الشاهد شبكات التواصل الإجتماعى) @ إقحام السياسيى بالإجتماعى وعدم مراعاة التدرج والتحول الطبيعى فى إسترداد الحقوق (عدم الواقعية) @ تشتيت جُهد المعارضة الوطنية بإنعاشها للروح المناطقية فى الوسط المناهض للنظام ( إضافة لحالة التكلس فى جبهة المعارضة ). @ تهميش دور التكوينات الأرترية الباسق فى التاريخ الوطنى الحديث وإظهار دوراً مناطقيا مُعيناً فى تشكيله (تقسيم مسيرة النضال الموحدة) . @ مخاطر الإستقطاب على أساس جغرافى سيضر كثيراً الوحدة الوطنية ( خلق حالة تقوقع ). @ قسمت نشاط العمل المعارض بين مؤيد للرابطة ورافض لتوجهاتها وأنشغال الكثيرين بالتقسيم بينما مناصروالنظام موحدون وقلت تبعاً لذلك تعرية النظام. بناءاً على ما سبق تنطلق رابطة أبناء المنخفضات من زاوية التمجيد لمنطقة حغرافية مُعينة وإبراز الدورالتاريخى للرموزالوطنية لأبناء تلك المنطقة فى عملٍ يتناغم دون قصد مع سياسيات النظام فى محو التاريخ الوطنى والرموز الوطنية والتى ينحدر معظمها من المنخفضات بحكم الكثافة، وتُمهد الرابطة بذلك لعمليات فرز للرموز الوطنية والتاريخية مما يدعم بقوة فكرة وسياسات النظام فى خلق حاجز التلاحم الوطنى الأبرز الذى صنعه الرعيل . كما أن الإرتكاز على المظالم لمنطقةٍ جغرافية مُعينة وفصلها عن المشروع الوطنى فى الحلول سيقود دون قصد أن تفقد المناطق الأكثر تضرراً كالمنخفضات التعاطف الوطنى حيث أن رفع الشعار المناطقى فى إطاراٍ منفصل يعنى خلق الضد ولا أظنه مساراً ناجحاً فى إسترداد الحقوق! إن البيرقراطية المتبرجزة التى خططت لقيام الرابطة ومهدت لقيامها إستطاعت تحريك العواطف والشعور المناطقى لدى البعض لكنها قطعاً لم تُخطط بشكل مدروس للنتائج فهى تسعى وتُخطط لإسترداد الحقوق ومن ثم خلق لوبى مناطقى فى أرتريا يتحدد عبره مصير البلد ونظام الحكم لكنها تناست مقومات الوصولذلك، ولم تسعفهم الدبلوماسية أو الذكاء من تجنب الإسم الموسوم بالكثير من الشبهات وفى كثير من التجارب (المنخفضات)! عليه فإن الإنتقال من الواقع المضطرب والمأزوم لأفاق الديمقراطية والأستقرار السياسى يحتاج لمشروع وطنى يتبلورعبرالتوصل إلى عقد إجتماعى وسياسى جديد ولا تزال هى العملة الوحيدة الصالحة للتداول لبناء دولة قابلة للحياة فى أرتريا . وأن قضايا القوميات والتنوع والحقوق فى بلادنا تحتاج لنظرة جديدة ولبناء منظمة ديمقراطية مانعة وجامعة وعاتية تجمع فى ضفافها كافة القوميات وتعبُر خلف الألوان واللغات وإختلاف الخلفيات الدينية والثقافية حتى تتصالح بلادنا مع نفسها و تُقدم نموذجاً إيجابياً للمجتمع الإنسانى العالمى ولا زالت هذه المهمة تنتظر الغيورين من أبناء هذا الوطن وأن الوصول لهذا قطعاً لن يأتى إلا بالتراكم الإيجابى وحصيلة تحالف أوإندماج طوعى بين المنظمات المتجانسة وتنضج فى تلك المظلة الوطنية التحالفات فى نارالنضال من أجل التغييرفيتمخض من ذلك الحراك منظومة سياسية تؤمن بسيادة حكم القانون والتداول السلمى للسلطة وبناء حكمٍ ديمقراطى رشيد .... وإن المجلس الوطنى هو طريقنا للوصول لتلك المظلة وهو مؤهل ليكون الحاضن لتلك الرؤية والطريق إليها ، وإن وجود السلبيات فيه لا يعنى الحكم المسبق عليه كما ذهب البعض خاصة مؤسسى الرابطة، وكان الأجدى العمل بمفهوم أن الوصول للنضج لابد أن تعتريه الكثير من السلبيات وأن الأمم المتقدمة لم تصل لما وصلت إليه إلا بعد مخاضٍ وتجارب!
بقلم : محمد رمضان [email protected]
.
|
|
|
|
|
|