|
سقوط كاتب رئاسي! من كتب خطاب الرئيس البشير، الاخير؟/هاشم كرار
|
! لا أعرف. ولو كنتُ، لكنتُ قد نصحتُ كاتبه- لوجه الله- أن يكتب ماشاء أن يكتب، ولا يقترب من قريب أو من بعيد، من الخطابات الرئاسية! كاتب الخطاب، لم ينته- في يقيني- ككاتب خطابات رئاسية فحسب، وإنما أظهر الرئيس البشير، أمام شعبه، كرئيس غير مفهوم على الإطلاق! مفعول هذا الخطاب، الذي احتشد بالكلمات المقعرة، والإستعلائية، وتلك التي اندثرت من لغة هذا العصر، ليس مفعولا وقتيا، ذلك لأن أبعاده السياسية خطيرة جدا: الرئيس لا يتكلم بلغة يفهمها شعبه.. وهو من هنا لا يفهم شعبه، ولا شعبه يمكن أن يفهمه! كتابة الخطابات الرئاسية فن. ينبغي ان تكون رصينة، لكنها سهلة في ذات الوقت. واضحة، وبينة، تمتلك القدرةعلى الوصول إلى مختلف الشرائح، برغم التفاوت في التعليم ، والثقافة، والتحصيل المعرفي، والقدرة الإستيعابية.. هذا بالطبع، مع احترام الزمن، إلى جانب التركيز تماما على الهدف، دون ملاواة للغة، أو الإستعراض بمفردات شبعت موتا، بمنطق تطور اللغة، ككائن حى! ليس مهما أن يكون كاتب الخطابات الرئاسية، أشيبا، أو من لحست الصلعة رأسه، أو من يمد رجليه على طريقة،" آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه"، ذلك بإختصار لأن النباهة، والشطارة، والحكمة في كيفية كتابة الخطابات الرئاسية، ليست وقفا على مثل هؤلاء العجائز، بل أن هؤلاء- وهم أسيري لغة وفهم للامور في في زمن غابر- قد تجاوزهم الزمن، وتجاوزتهم اللغة، وتجاوزتهم- بالتالي- فضيلة التواصل الذكي، وفضيلة الإفهام! أوباما، صحيح أنه قفز إلى البيت الأبيض، في سباق رئاسي محموم، بفطنته، وقدراته على التأثير حتى على طائفة من الناخبين الجمهوريين، وتمسكه بحلم مارتن لوثر كينغ، لكن قفزته الكبرى إلى قلوب الأمريكيين، كانت عبر أول خطاب رئاسي. خطاب قصير، وسهل، ومحكم، من شاب لم يتجاوز عمره 28 عاما، فقط.. شاب اسمه جون فافرور! قال بول بورتون للشاب فافرور: " تلك فرصتك.. الخطاب الذي ستكتبه، سيعلقه الامريكيون في في غرف منازلهم"! انتهز الشاب الفرصة.. لكن من كتب خطاب البشير، لم يضيع الفرصة فحسب، بل ضيّع نفسه، وأثار السخرية!
|
|
|
|
|
|