|
سفرية من جزيرة آرتقاشة إلى جبال النوبة ! بقلم : عباس حسن محمد علي طه – جزيرة صاي
|
إنها كانت رحلة جميلة بنهاية مؤسفة بدأت من شمال النوبة ( نوبا إركي) وتحديداً من آرتقاشة إلى جبال النوبة– التي تربط بينهما علاقات تاريخية قديمة كون ارتقاشة لها تاريخ قديم ولو باعدتهما الجغرافيا فإن التاريخ لا ينسى، كان الحاج تلفون تيه كوكو شيخ عموم جبال النوبة قد أرسل خطاب مكتوب في جلد نمر إلى عمدة عباس يدعو فيه أهل آرتقاشة لزيارتهم إلا أن ذلك الخطاب تأخر في طريق عبر درب الأربعين وتاه طويلاً ووجُد عن طريق الصدفة في جزيرة صاي في يد إمبراطور جزيرة صاي المفدى عباس حسن محمد علي طه حفظه الله في حله وترحاله وبحكم علاقته الطيبة مع أهل ارتقاشة تبنى هذه الفكرة وسافر إلى ارتقاشة ليسلمهم الرسالة ووجدت ترحابا وحماسا وإستعداداً بالسفر إلى جبال النوبة وأهن عمر الخبر وأنتشر أرجاء آرتقاشة وكل ماراتها من كتي ، ساب ، كونج ، فروشي مار ،علي منايل مار، حمادي مار،أبشمار،عرماني مار، نصير مار، طمبل مار،دقون مار ،عبدالله زبير مار،ابوزيدي مار، سوارى مار،المنايلي مار، فرح مار ، النورى مار،نجا مار ، الزيني مار، متتوقاشة الصديق مار و كملمار ، كمبو سوق ،بنداري، حاج كلي ،حاج بيوضي خلوة الشيخ عباس ومسجد سوارنمار باورنارتي وتحت نخلة النورن قفا وفي بدين وبرقيق وحفير ومشو وتمبس و ابوفاطمة وحركة عربات ومراكب في مشاوير وذلك للتجمع في وسط آرتقاشة في فروش مار وأبشمار الأبشنجي وبالعربات والحمير والمراكب وبالأقدام المهم جوطة شديدة والآن الجوالات ترن كل ثانية وأهان قالوا السواق المشهور عم محمدمحمد خير وهو خبير و يعرف كل الطرق الوعرة وأهان بدأ الزحف من كل فج نحو فروش مار وأهان كل الشباب وصلوا إستعداداً للسفرية الأمهات والحبوبات في بكاء ودموع لوداعهن أبناءهم وزغاريد البنات( أيووي أيووي ) لأن أبناء قاشا أصبحوا أبطال في نظرهن. ووصلت الحبوبة عائشة يوسف تورساب وجدو عبدون النور ومشهد رهيب لسفرية أبناء آرتقاشة وللظروف الغامضة وغير معروفة وخوف وترقب وأمل وكل شيء جائز أهان السواق عمنا محمد محمد خير شغل اللوري وبدأ يضرب البوري ( توووت تيييت تيييت) يعني إشارة الإنطلاقة وأهان الباب بدأوا في الصعود وكل واحد شايل معاه زاده من دجاج دِربد محمر وتمر ووسط زغاريد أومن طلع إلى اللوري إسماعيل محمد عثمان نصر وسط زغاريد البنات وهو عامل نفسو بطل ومسكين ما يعرف وين ماشي و أعقبه محمد مصطفى محمد صالح أبوزيد ثم محمد فضل إبراهيم ثم دكتور حسن محمد علي شريف الذي نسى سماعته الطبية وشايل علم آرتقاشة وعبد الرؤوف سيد أحمد فضل ارباب و عبدالرؤوف عبدالله محمد عبدالله أوشي والفاضل عبدالرحيم وعبد الرؤف أوشي ووسط تصفيق حار وصل دكتور محمدالحسن مختار بلال وهو مصحح لغوي وجغرافيا وتاريخ وزحمة ناس وسط بكاء الأمهات وطلع اللوري كل من عبدون حمد عبدون بابكر محمد عبدون وإسماعيل محمد عثمان و محمد والمرضي عبدالله ومحمد حمزة و(أ خت الكل وزبيدة بخيت فرح وبروفوسور نصر يحي خليل وابوعفان فقير نصر بلال ومحمد فضل ميميه ومصطفى محمد موسى وفتحي فضل أبشة والرشيد فقيري (ابو هدى) وفتح الرحمن عبد المنعم و (بت الشمال) وعطا عز الدين ونميري عبدالحميد وعبدالمنعم بيوضي وعامر عثمان وعبدالرحيم محمد عباس و شيخ محمد عوض عثمان وعوض توفيق ونور الدين وماهر محمد موسى وعبدالملك عثمان وعلي فقيري ونادر عوض واحميدي عوض احميدي وعادل عبدالرحمن حامد و محمد عوض ارجيل و محمد السمانى سماننتود ووليد محمد حاج بعد وصوله غوانتمالا ومحمد فقير نصر بلال و نصر يحيى خليل وهارون عبد المجيد احمد وبشير عبدالله عبدالرسول و فتح الرحمن عبد المنعم سهولي و اخت الكل وأبو احمد والفاضل محمد فضل وفتحي فضل محمد ابراهيم و فخرالدين عبدالرحيم عبدالمطلب ( الفاضل) واسماعيل محمد نصر و اسماعيل حسن والفاتح محمد عبدالله نوري(محمد جمعة) و محمد عابد نصرو محمد فقيرو المرضي عبد الله عرمان و الرشيد عبد الله فقير احمد بدري ،محمد فضل محمد صالح طبقاوي وهو شاعر السفرية والشاذلي عبدالمطلب عرمان و سيف اليزل محمد أحمد حمزة و سامي عبد الله وحمد ابراهيم و فتحي فضل أبشه ومهاب أحمد طمبل و علي عبدالوهاب عثمان ومحمد عبد الوهاب وابوعفان وفقير نصر بلال و المهتدى بالله عبدالله عمر ومحمد بشير عثمان نصرو ابوعبيدة حسن على ابر اهيم و يعقوب فقير نصر بلال و سيد احمد الزبير بشيروأمير محمد بشير الطيب زبير وسعود الحسن على محمد صالح عرمان ووليد عبد الله فقيرى و مصطفي محمد عبدالمطلب موسي وانور عثمان خليل واسماعيل حسن محمد علي شريف وسامي فضل محمد أحمد و عبدالمطلب خليل عثمان وحسن عبد المنعم يوسف هارون ومحمد عبدالله صالح عرمان و صلاح الدين حمد الملك وعمار ابراهيم احمد عثمان حاج مكاوي وعبدالمنعم محمد عبدالله نورى و معتز عبدون حمد وعبدون عوض عبدالله وعبد الحميد محمد عبد الحميد النصري و ابوعبيدة عوض عبدالله وعبد الإله بيوضي و الباقر محمد فضل و مبارك محمد عثمان يوسف و صلاح عبدالعزيز فقيري وعمار عبد الفاضل و محمد عبدالعظيم مينكه و حمزة عبد العزيز فقيري احمد ومصدق عبد العزيز فقيري أحمد وعبدالرحيم محمد عبد المطلب موسى و ماهر عوض أحميدي فروش ومحمد عثمان عبد الله بلال و محمد عبد العزيز فقيري و الفاتح فضل ارصد و ايمن بدرالدين ضوي ومـحـمـد خـيـري بابا ابو عبدرالرحمن و محمد احمد لقمان و الفاتح فضل محمد إبراهيم ممية و نصر عابد نصر و اسماعيل محمد عثمان نصر و احمد عبدالعزيز محمد علي افي والباقر محمد الامين على ابراهيم و مزمل اسماعيل احمداسماعيل ومحمد بشير ابراهيم هارون وعبدالخالق عبدالله حسن وحمد احمد سيداحمد وعثمان ساتي ذيادة وابو عبيدة حسن علي و محى الدين شعبان واشرف فضل صالح واسماعيل حسن محمد علي شريف و أبو أسيل الفاتح فضل ميمية و سوار محمد فقير وغيرهم. وبدأ ت السفرية بالجد جد وإسماعيل محمد عثمان نصر أكثر الناس جِرسة وخوفاً وبدأ يطرش وإسهال شديد وأنا طبعاً مبسوط جداً وقلت في نفسي ( كويس خلي إسماعيل ده يتأدب شوية من فلسفتو الزائدة وكلامو الكتير وضحكوا عليّ ) وبدات النكات والقفشات عن الزمن الجميل وبعد لحظات وصلنا الدبة أخونا محمد فضل إبراهيم من كثرة الخوف شايل معاه سبحة ويقرأ القرآن وقلت في نفسي أن هذه السفرية ستكون ممتعة للغاية، وتحركت اللواري طوووش صوب الجنوب وبدأ الفاضل عبد الرحيم يطرش وإتضح أنه كان يتسنن تسنين مبكر وباركنا له وقال أكيد هذه السفرية من تدبير الزول الزفت عباس حسن محمد علي أصلو هو بتاع مقالب ومكايد ورط أهل المنطقة النوبية كلها وجاناهذه المرة يورطني إما بطائرته أو بمقالبه أما أخونا الدكتور محمدالحسن مختار بلال فهو متجرس جداً من السفرية إلى جبال النوبة، لأنه لأول مرة يخرج إلى جبال النوبة وقبل يومين فقط كان وصل من الحاج يوسف مسكييين ويصيح بصوت عالٍ الظاهر جنّ شوية ويقول أنا مصحح لغوي يا عباس أرجوك رجعنا إلى أرتي قاشا أحسن ليك ويقول أصبرو يا جماعة وإحتسبوا وبدأ يقرأ القرآن ويطمئن الناس وتلقينهم بالشهادة الظاهر سلم نفسه ولكن محمد المصطفى فقد نام وخلص نفسه من الخوف المهم جِنس جِرسة وورطة أما عبدالرؤوف سيد أحمد فضل فقد تغيرت حالته ومُزقت جلابيته وطارت طاقيته وحالته غبار في غبار وشايل معاه شوية تمر في جيبه يأكل طول الليل وقال: أنتومن جدكم صدقتوا المتهور عباس الذي يمقلبنا دائماً وأنا قلت ليكم ده زفت ومن كثرة خوفه بدأ يهتف ( يا مسكين وآآآإركوني نوبة ، آرتقاشا ويي قاشا ويي ) أقرب إلى كير أونج الآن طلعنا من الدبة ودخلنا الصحراء وبدأ كل شيء يتغير أمامنا تدريجياً كلما إتجهنا غرباً أو جنوباً، ومن المناخ الصحراوي إلى السافنا ومن ندرة أمطار إلى أمطارغزيرة ومن أشجار النخيل إلى التبلدي ومن رقصاتنا وغنانا( أدييلا – إكَا أي جِلّا إكّا مَشَكَا) بالطمبورعلى ضفاف النيل إلى رقصة النقارة والكمبلا، وبدأت الأمطار تهطل بغزارة والبرق والرعد ويا ساتر أستر، طبعاً نحن ما شُفنا قبل كده !والخوف بدأ في نفوسنا،عمنا السائق محمد محمد خير قام نزّلنا تحت شجرة تبلدي في مشارف جبال النوبة وضربني كف وقال لي كل منكم يا عباس يا متهور يا زفت في زفت وقال ايه الشبكنا معاك أصلا؟؟ أنزل أنزلوا وعاد إلى حيث أتى منه وقال( أنا ما لي مع الجوطة دي والحكاية دي)، الكل في جرسة وأهل أرتقاشا بالفعل في ورطة جاتهم السودة وخوف شديد ورجفة وبعد شوية إسهال وطراش وجلست معهم لأخفف عليهم وقلت ليهم مالكم يا جماعة ؟ قالوا سوياً : أشهد ان لا إله إلاالله ،اللهم ثبتنا ومحمد فقير والرشيد فقيري (ابو هدى) و فتح الرحمن عبد المنعم سهولي بس ماسكين كلام واحد ( يا رب حسن الخاتمة) ومحمد عابد نصر يقول : إسهال وطراش يا عباس يا زفت: أسكت يا عباس أنت مقلبتنا خالص في الرحلة دي وأنا قلت ليه ما كنت عامل نفسك شجاع شنو الجرسة دي وقلت ليه أصلو أنا فكرت في السفرية دي عشانك وعشان دكتور محمدالحسن مختار وإسماعيل ومحمد فضل إبراهيم وبدأ محمد المصطفى يبكي (إإإإإي إإي إهنق إهنق) ويقال أن دكتور عنتر كان بدري خالص من اللوري ودخل مع حركة ميني أركاوي ووصل إلى كاودا وهو شايل علم السودان والفاضل عبد الرحيم وصل إلى تلودي.
وأهان بدأت المصيبة والكركبة وجات فرقة راقصة كالعاصفة وبدأت الأرض تهتز إنها رقصة الكمبلا (كَشَاشَو كَاشَاشَو) وأعتقدنا أن الحرب قد بدأت معنا ومعهم وأمطار ورعد وبرق ولكن فجأة رئيس مجموعة الكمبلا إبتسم وصاح بصوتٍ عالٍ ( نوبة شمال وَيّي جزيرة آرتقاشا ويّي ، نوبة جبال وَيّي مَزحَاً) وأقترب منا وجاء يستقبلنا بهذه الرقصة الشعبية فرحاً وسروراً بِإلتقاء النوبيين من جديد واُستقبلونا بحفاوة وكرم أهلنا في جبال النوبة وهم مننا وإلينا فعلاً تعرفنا على حالهم عن قرب وكل قبائلهم التي في شكل مجموعات منها الكواليب وتضم قبائل:أومورو وهيبان وأتورو وتيرا وليرا وغيرها ومجموعة النمانيج وتضم قبائل: النتل وتندرية وسلارا وكلارا والهدرة ونارو وفنقر وشاوية تلودي والمساكين وتضم قبائل:تلودي وكرمتي وحجر سلطان والفوس ورافتي ومجموعة لفوفا وتضم:لفوفا وأميرا وغيرها أما مجموعة تقلي وتضم الرشاد وكجاكجة ووتقوي وتملي وترجك ووتيشان وغيرها وقبائل كادقلي تضم: كرنقو وميري وتلشي وكاتشا وكمدة ومجموعة تيمن وكيقا وجرو وسرف الضي وتيسي ومجموعة كتلا وتضم: جلد وتيما ودباتنا ووكارتالا والأجانج وتضم كرورو وكدرو وكافيرا وكلدجي الداجو والدلنج والكدر والشفر وقبائل كاركو وغلفان وفندا كاتشا وطبق وأبو جنوك والداجو تضم شات ولقوري وصبور وتيمن ولقاوة وكجورية وقائل كاجا وكتول ومجموع الدواليب والأجانق وحيطان والهدرة وعتبر موسم الخريف من أنشط الأوقات العملية في حيياة الناس حيث الزراعة والرعي في كامل أرجاء المنطقة وهي من أغني مناطق السودان في الزراعة والرعي ومن عادات بعض قبائلها المصارعة والكجور مثل كجور المطر والزراعة والحصاد والزواج وفي الختام أؤكد أنها كانت رحلة سعيدة وسياحة جميلة ورحلتنا القادمة إلى دارفور العزيزة ولمن يريد زيارة جبال النوبة فالوصف واضح جداً:تقع في جنوب كردفان في مساحة تقدر ب3600كلم مترمربع، تغطىها المرتفعات بإرتفاع 1500متر ولا توجد طرقات صالحة للتنقل خلالها إلا عبرممرات قديمة، لهم عادات وثقافات ولغات مختلفة و متقاربة مع لغة النوبة في الشمال وعن أسباب هجرتهم من الشمال إلى الجبال نذكر منها: دخول الآشوريين إلى مصروعزو الأكسوم لمملكة مروي ودخول المسلمين إلى دنقلا وسوبا وغزو المماليك لمناطق دنقلا هذه التدخلات والغزوات الخارجية أدت إلى هجرة أعداد من النوبيين إلى الجبال وحتى إلى دارفور لتحقيق الأمن والأستقرار وللحفاظ على دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وهويتهم وأبقوا معنا في منتديات آرتقاشا ومزيد من القصص والنكات الساخرة والمرح ولا مجال للتغيب من المنتديات ابداً طالما نملك روح المزح الشفاف .
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSJSZ89L0vJv8OAhyKZczuzytC3V6zSVrJzOcx1J5WAAb1JcFDfwg
|
|
|
|
|
|