|
سد النهضة بعين مواطن علي ضفاف النيل الازرق.. بقلم خليل محمد سليمان
|
06:00 PM Sep, 10 2015 سودانيز اون لاين خليل محمد سليمان- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الازرق الهادر.. الازرق الدفاق.. شايل الخبوب والطين..
"لا النيل القديم ياهو ولا يانا" للأسف لم يعد النيل الازرق بصفاته المعهودة وحيويته التي تبعث الروح في جسد النيل و نبضه الذي يراقص الجروف والجناين والبساتين إيقاعا سماويا طربا حافلا يرفرف خضرة وزهرا.
كل من يسكن علي ضفاف النيل الازرق يرى شيئ ما قد طرأ علي هذا العملاق وضربته الشيخوخة مبكرا.
في هذه الايام من كل سنة يتدفق الازرق ويتمدد في مساحات كبيرة وتعتبر ايام شبابه وعنفوانه ولا يجرؤ احد في شهري اغسطس وديسمبر ان يرتشف منه شربة او حتي يغسل يديه.
حسب روايات اهلي وعشيرتي التي تسكن علي ضفاف الازرق بعشرات الكيلو مترات جنوب خزان سنار انه لم يعد كما عهدوه ولم يشاهدوا ما اصابه من قلة في الماء تكاد تساوي ايام الصيف، ويمكن ان يغسل الرجل ثيابه البيضاء من شدة صفاء ونقاء الماء، فالمعروف انه في مثل هذا التوقيت يحمل معه كميات من الطمي لا يمكن بأي حال إستخدام المياه في اي غرض، والاكيد ان هذا الطمي يطرح الخير والنماء في الاراضي الزراعية المعروفة ب"الجروف" حيث تعتبر الرافد الرئيسي للخضر والفاكهة في كافة انحاء البلاد.
والادهي والامر والذي يدعو للخوف ما يشاهده الصيادين "السماكة" يطرحون شباكهم وسناراتهم ليلا ليحصدوا ما يجود به الازرق الوفي عليهم من رزق في الصباح الباكر، فيجدوا ما اودعو من شباك وسنارات في اليابسة وكأنه يتسلل من بين ايديهم بلا إستئذان في ظاهرة لم يعهدوها طيلة حياتهم في هذا الرافد الحيوي بالنسبة لكل اهل السودان.
بعيدا عن الجدل السياسي وما اثير عن سد النهضة فمن المؤسف اصبح السودان بكامله حكومة وشعب ومعارضة ومثقفين ونخب في سبات عميق وردد الجميع هنا وهناك عندما تحدثت مصر واصبحنا نتابع ما يدور في احداث وتصريحات بين مصر واثيوبيا وكأن الامر لا يعنينا وجميعنا كالمتفرج.
من المؤسف الامر اصبح واقع وتم إنجاز اكثر من 50% من جسم السد وشئنا ام ابينا فنحن متضررين بالدرجة الاولي وسنحصد خيبة هذا السد قريبا .
من حق سكان جميع دول الحوض الإستفادة منه في التنمية وكل اوجه الحياة ولا يعتبر حكرا لأحد او لأي دولة الوصاية والسيطرة علي موارده، ولكن تكمن المشكله في غياب الآخرين وتخلفهم وذلك لا يعني من يريد الخير لبلاده وشعبه ويعرف مصالحه أن ينتظر من يغط في نوم عميق حتي يفيق.
حسبي الله ونعم الوكيل..
خليل محمد سليمان
mailto:[email protected]@yahoo.com
أحدث المقالات
- هذيانُ الكاروري بقلم بابكر فيصل بابكر 09-10-15, 04:26 PM, بابكر فيصل بابكر
- قصة الفداء والتضحية بقلم حامد جربو/ السعودية 09-10-15, 04:24 PM, حامد جربو
- رد على (عمران!) لعله يهتدي فيسكت بقلم طلال دفع الله 09-10-15, 04:22 PM, طلال دفع الله
- الفريق ابو شنب معتمد الخرطوم :مع التحية!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-10-15, 04:20 PM, حيدر احمد خيرالله
- أخطاء ومسلمات في تاريخ السودان تتطلب ضرورة المراجعة 4 متى اتحدت مملكتا نوباديا ومقُرة 09-10-15, 04:19 PM, احمد الياس حسين
- رجال شارع.. أم رجال دولة!! بقلم عثمان ميرغني 09-10-15, 03:19 PM, عثمان ميرغني
- مع الفريق نافع مرة اخرى..!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-10-15, 03:15 PM, عبدالباقي الظافر
- لــــــــــــط !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-10-15, 03:11 PM, صلاح الدين عووضة
- التفريق بين الإسلامي والعلماني يا عثمان ميرغني! 1-2 بقلم الطيب مصطفى 09-10-15, 03:08 PM, الطيب مصطفى
- ( كريعات جديدة ) بقلم الطاهر ساتي 09-10-15, 03:06 PM, الطاهر ساتي
- عفاف رحمة:كيف تخيلت حقيبة الفن الوطن المأمول بقلم عبد الله علي إبراهيم 09-10-15, 05:25 AM, عبدالله علي إبراهيم
- قاعدين ليه ؟ أمشو بجو غيركم بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 09-10-15, 05:22 AM, سيد عبد القادر قنات
- شاء حظه العاثر أن يضعه بين فكى كماشه .. ما بين شركات الإتصالات العامله فى السودان والحكومه ... 09-10-15, 05:20 AM, ياسر قطيه
- تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ تخاريف المعتوه 09-10-15, 05:18 AM, الشيخ الحسين
- اطفال جبال النوبة في مأساتهم يصرخون في وادي ظل الموت فهل من يجيب ؟؟؟ بقلم ايليا أرومي كوكو 09-10-15, 01:51 AM, ايليا أرومي كوكو
- حقيبة مسافر من غزة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-10-15, 01:48 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- ما قلت نوبة !! بقلم اللواء تلفون كوكو أبوجلحة 09-09-15, 11:00 PM, تلفون كوكو ابو جلحة
- اللاجئون بين الواقع المأزوم والتضامن الإنساني بقلم نورالدين مدني 09-09-15, 10:57 PM, نور الدين مدني
- الثـــائر معـدن لا يصدأ!! بقلم ادم ابكر عيسي 09-09-15, 10:56 PM, ادم ابكر عيسي
|
|
|
|
|
|