لا يوجد شك ان موقف الادارة الامريكية من السلطة في السودان كان مفاجئا للكل بالنظر الي القول الامريكي بان هذا نتاج حوار طويل وبالتأكيد هذا لا جدل فيه ولكن ماهي موضوعات الحوار وماهي نقاط الاتفاق والاختلاف . ولا يستقيم قراءة المشهد من دون معرفتها وما هو واضح من خلال معرفتنا بالاهتمامات الامريكية في المنطقة والتي جاءت معبرة بصراحة في شروط رفع الحوار ، والبعض تمت الاشارة اليها باختصار شديد وتكتمل الصورة النهائية بقراءة رد فعل السلطة في الخرطوم لاجندات الامريكية السرية والعلنية وقد يصعب الان معرفة كل جوانب الاتفاق بشكل دقيق ولكن في كل الاحوال في الضد تبين الاشياء و تاتي في مقدمة الاجندة الامريكية 1/قلق الامريكي من الدور الصيني والروسي في افريقيا 2/الحرب علي التطرف 3/ امن اسرائيل 4/ استقرار الجنوب 5/ تحسين صورة الحكومة في سجل حقوق الانسان في دارفور وعمل علي التسوية السياسية مع المنطقتين النيل الازرق وجبال النوبة 6/ وضع الرئيس السوداني اجندات الحوار من طرف الخرطوم 1/ محكمة الجنايات الدولية 2/ فك الحصار الاقتصادي 3/ رفع اسم السودان من قائمة ارهاب 4/اعفاء الديون 5/ ممارسة الضغط علي المعارضة المسلحة وخاصة الحركة الشعبية 6/ عدم استهداف سلطة المؤتمر الوطني هذه اجندات الطرفين ولربما الحوار لا تطول حولها لان الخرطوم وصلت مرحلة من المحال البقاء في السلطة ما لم يحدث تغيير ولو طفيف في الموقف الامريكي اتجاه السودان وتدخل الخرطوم قاعة الحوار وبيدها وسائل الضغط التالية 1/ اضرار بالمصالح الامريكية في المنطقة وترك الحبل علي الغاب للروس والصينين ومنحهما مداخل للقارة الافريقية مقابل توفير الحمايةلها مثلما يحدث في سوريا 2/ علي وعلي اعدائي نقاط التوافق والاختلاف فالسلطة في الخرطوم هذه المرة لم تكن مستعدة ان تقدم اي شئ من دون مقابل فعلي علي ارض الواقع بسبب تنصل امريكا اكثر من مرة من تعهداتها مع الخرطوم ولذلك جاء رفع العقوبات فوري وبالاول كبادرة لبناء الثقة واذا كان كذلك فماذا قدمت الخرطوم في المقابل وبشكل فوري 1/ في قضية جنوب السودان تم طرد المعارض رياك مشار ومحاصرته حتي في المنطقة الاقليمية واستقبال سلفاكير وتم وضع الترتيبات فيما يتعلق بمصير المعارضين من الجانبين كانت كافية علي الاقل حتي الان 2/ حول امن اسرائيل الخرطوم ابدت جاهزيتها علي التطبيع ولم يبق الا الترتيبات الضرورية للتبادل الدبلوماسي 3/ حول الحرب علي الارهاب وقدمت الخرطوم كلما تستطيع تقديمه من المعلومات حول انشطة المتطرفين في ليبيا ولاول مرة تعلن امريكا غارة ناجحة علي الارهاب في ليبيا وتعلن مقتل ثمانين من الارهابين في سرت وهذا لا يتم الا بتوفير معلومات الغاية من السرية ودقيقة جدا وهو حدث لم يحدث قبل هدا التفاهم ومن ناحية اخري اعلنت الخرطوم استعدادها للتخلص من الاسلامين الذين يتواجدون في دارفور من بقايا بوكو حرام والماليين والجماعات من الذين دخلوا دارفور بدعوة الحركة التجانية وجماعات من المعارضة التشادية وغيرهم من الذين يعملون في صفوف قوات الدعم السريع والواضح ان التخلص من هذه الجماعات في حاجة الي تعاون مع الامريكان او الغربين بصفة عامة وخاصة الفرنسين ولما كانت ليس في امكانهم استخدام قوات الدعم السريع كانت صرخة وزير الداخلية تهيأة الراي العام السوداني في قبول حتي التدخل الدولي في تحرير اراضي السودانية ولكن المقصود محاربة من سماهم بالاجانب سواء تم جلبهم او اتوا لوحدهم ولكن في كل الاحوال وجودهم كان برضا الخرطوم و هم المعنيين بالاهاربين واجب محاربتهم . والواقع ان العمليات الجوية ضد هده الجماعات بدات فعلا لان اهالي منطقة جبل سي وحتي مناطق كتم سمعوا دوي انفجارات قوية في المناطق التي قيل تتواجد فيها جماعات مجهولة الهوية في منطقة بامشي الحصين ولربما تكون هده هي الغارات التي اعلنت عنها الامريكان في سرت الليبية بغرض التمويةاو ان هذه الغارات قامت بها الحكومة السودانية بنفسها في منطقة جبل سي اما مسالة جبل عامر لم تكن سوي اعلان الحكومة استعدادها لتفكيك الجماعات التي سلحتها والسيطرة علي المنجم حتي لا تستفيد منها قوات الدعم السريع او حرس الحدود التابعة لموسي هلال في تمويل نفسها في حالة حدوث التخلي عن تمويلها او المواجه والتي بدات بالفعل بانتزاع اعترافات علنية بجرائم الحرب علي الهواء مباشرة لحميدتي وانه تطوع علي القتال من دون تكليف وتم تصويره بانه وقبيلته يحاربون من دون الهدف ويحمل رتبة لا يستحقها وغدا في صورة رجل ساذج وتم تخيره بين قبول التفكيك وتوزيع افراده في وحدات الجيش طوعا او المواجهه ومن جانب الخرطوم وضعت الترتيبات الضرورية لهذه المواجه وطمئن عصمت المواطنين الذين يعنيهم الامر بان لديهم الدبابات والمدرعات الكافية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة