تتميز كتابات ماراي باحترام التفاصيل الدقيقة للعمل الأدبي ، في كازانوفا في بولزانو يبدأ ماراي من حيث انتهت أسطورة كازانوفا أي بهروبه من السجن بالبندقية إلى بولزانو حيث يلتقي بحبيبته السابقة فرانشسكا زوجة دوق بورما الذي بارزه فغلب جياكومو وأصابه في صدره . وانتصر الدوق على كازانوفا محتفظا بفرانشيسكا زوجة له. إلا أن عشق فرانشيسكا لكازانوفا بعد هذه السنوات ظل متأججا فاكتشف الدوق أن النصر الذي حظي به كان مجرد نصر متوهم وأنه لم ينتصر في معركة القلوب مما دفعه لمساومة كازانوفا ماديا لجعل فرانشيسكا تكرهه . يستخدم ماراي الحوارات ذات البنية الفلسفية والجمل الطويلة محاولا رسم شخوص أبطاله عبر انعكاساتهم في نظر بعضهم البعض فقط دون أن يتدخل هو -كمؤلف- في عملية الوصف . أما الأجواء المناخية فلا يعيرها الكثير من الاهتمام اللهم إلا في مناطق قليلة كوصف الاحتفالات التنكرية والسجن والفندق. ولا يعتمد في حبكته على منظومات معقدة بل طرح مباشر وبسيط في تلاحق مستمر وتتابع مترابط. "رجل" حينما سألوا النسوة حول ما رأته احداهن عبر ثقب المفتاح قالت ببساطة ودهشة:"رجل" . يختصر ماراي وصف بطل قصته بهذه الكلمة الوحيدة التي يمكن أن تحمل العديد من المفاهيم والإيحاءات ، ويستمر في ذلك الاستخدام الرمزي السحري حينما يقوم الدوق بتحليل خطاب زوجته إلى عشيقها كازانوفا المختصر في ثلاث كلمات (يجب أن أراك) . تستمر عملية التحليل لتأخذ أكثر من صفحتين لهذه الجملة السبيطة أو التي تبدو بسيطة ولكنها تختزل كل المشاعر والاستحقاقات المجاورة لها . تقترتب رواية كازانوفا في بولزانو من رواية بلزاك النسيبة بت من حيث التحليل الوصفي للشخوص وتمثلان معا الإنطلاقة الكلاسيكية لعالم الرواية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة